يجلس علي مكتبه شارد الذهن يمسك رأسه بيديه عينيه حمراء لم يصادفها النوم لعدة أيام شعره مبعثر لحيته نامية وغير مهندمة دخل عليه صديق عمره فانتفض سريعا وقال بلهفة : ها لقيتها
نبيل بحزن علي حال صديقه : للأسف لأ .
جلس مكانه مره أخري بخيبة أمل ومسح علي شعره : يعني ..يعني هتكون راحت فين بس
نبيل : طب انتوا اتخانقتوا أو حصل حاجة خليتها تمشي
أسر بتوهان : معرفش معرفش كل حاجة كانت كويسة تاني يوم الفرح ملقتهاش لمت هدومها ومشيت معرفش أنا عملت حاجة زعلتها . حتي محصلش بينا حاجة يوم الفرح رجعنا تعبانين ونمنا صحيت تاني يوم ملقتهاش
نبيل : طب قوم انت روح البيت انت بقالك أسبوع منمتش روَّح ظبط نفسك كده واجمد وانا هشوف الشغل اللي متراكم ده وإن شاء الله هنلاقيها متقلقش
فلاش باك سنتين
في الصباح الباكر تستيقظ بطلتنا علي صوت المنبه وتطفؤه وتمسك بإطار يحتوي علي صورة تجمعها هي وعائلتها المكونة منها وأبيها وأمها وأختها وأخيها
فريدة : صباح الخير عليكوا يارب تكونوا كويسين في المكان اللي انتوا فيه دلوقتي عايزاكوا تدعولي أتقبل في الشغل ده انهارده ثم قبلت الصورة ووضعتها مكانها مره أخري نهضت من سريرها و توجهت إلى الحمام وأخذت حمامها و أدت فرضها واتجهت لغرفة أختها لتوقظها
فريدة بغناء بصوتها العذب : فاطمة طومة آه فكالي التوكة آه وخداني في دوكة آه جابتني في ثانية
استيقظت أختها وقالت : فاطومة طومة آه فاطومة طومة فاطومة طومة آه دي حاجة تانية
ضحكتا معاً
فقالت فريدة : يلا يا آنسة طومة قومي خديلك دش كده علي السريع وصلي عقبال ما أحضر الفطار هتعرفي ولا أساعدك
فاطمة وهي تتحسس الفراش حتي تنهض : وصليني بس انتي للحمام وانا هكمل ومتنسيش إني عارفة كل حاجة في الاوضة أنا كنت مفتحة قبل كده
فريدة : والله مش قصدي
فاطمة : عارفة يا حبيبتي يلا وصليني
أمسكت فريدة بيد أختها الصغرى و أوصلتها إلي باب الحمام
فريدة : لو عوزتي حاجة نادي بس وهتلاقيني عندك
فاطمة : تمام
اتجهت فريدة لتحضير الفطور ووضعته علي الطاولة
بعد مرور ربع ساعة
فريدة : فاااطمة يلا الاكل جهز بسرعة عشان ألحق أنزل
فاطمة وهي تتحسس طريقة للصالة : جاية اهو
جلستا الاثنتين لتناول الفطور
فاطمة : انتي كنتي بتقولي نازلة رايحة فين؟
فريدة : أبدا في وظيفة كده سمعت عنها هقدم فيها ما انتي عارفة الورشة بتاعة بابا مبقتش تجيب همها ثم تابعت بسخرية: من ساعة ما الناس عرفوا أن بنت اللي بتشغلها لولا أن الشقة بتاعتنا دي تمليك كان زمنا في الشارع
فاطمة بحزن : أنا عارفة إني حمل تقيل عليكي من بعد الحادثة وانتي اللي شايلة البيت من شغل الورشة لشغل البيت حتي مش عارفة أساعدك بحاجة
فريدة : ليه بتقولي كده يا حبيبتي ده انتي بنتي وبعدين يا ستي هو أنا اشتكيت أنا عايزة الشغل ده عشان أجمع فلوس العملية وترجعي تشوفي تاني
فاطمة بفرحة : بجد يا فريدة هرجع أشوف تاني
فريدة بفرحة لفرحة أختها : بجد يا عيون فريدة وترجعي تكمل دراستك دي وانتي كده كده مكنش فاضلك غير سنة واحدة في صيدلة وتخلصي متقلقيش هتعملي العملية وتكملي دراستك وتبقي أكبر دكتورة ويقولي الدكتورة فاطمة راحت الدكتورة فاطمة جت
فاطمة : طب مستنية ايه متنزلي يلا شوفي الشغل ده
فريدة : شوف الواطية المصلحجية
فاطمة بضحك : لا والله قاصدي أهزر معاكي ها هتنزلي أمته
فريدة : الواطي واطي بردو هنزل دلوقتي يا ستي وآه اتصلت علي هند هتيجي تقعد معاكي عشان لو عوزتي حاجة
فاطمة بضيق : مبلاش هند دي مبحبهاش
فريدة : ليه عملتلك حاجة
فاطمة : بتكلمني من طرف مناخيرها ولما أقولها علي حاجة تعملها بعد سنة كلمي ام سعيد تطلع تقعد معايا أحسن
فريدة بخبث : أم سعيد بردو ولا ابنها
فاطمة بخجل : فريدة
فريدة بضحك : ماشي يا ستي هكلمها وانا نازلة سلام
واتجهت فريدة إلى مكان العمل
***********************************
تقف فريدة أمام هذا المبني الشاهق وتنظر له بتفحص : يا رب أتقبل أنا محتاجة الوظيفة دي يلا بسم الله وخطت أُولى خطواتها نحو مدخل المبني تليها الثانية والثالثة حتي دخلت إلي الداخل و توجهت نحو الاستقبال
فريدة : لو سمحت أنا كنت جاية أقدم في الوظيفة اللي في
الاعلان
موظفة الاستقبال : آه المقابلات عند مستر نبيل في الدور الثامن
فريدة : تمام شكرا
وفي طريقة المصعد
فريدة : صح نسيت أتصل علي أم سعيد تطلع لفاطمة وظلت تعبث في حقيبتها
فريدة : يووه راح فين ده و في ثوانيٍ كانت اصطدمت بأحد الأشخاص فأدت لإراقة القهوة علي ملابسه
آسر : أنتي متخلفة إيه اللي عملتيه ده
فريدة : أأ أنا آسفة جدا مكنش قصدي
آسر : مكنش قصدك إيه وزفت إيه مين الحمار اللي شغل واحدة حمارة زيك هنا
تحول موقف فريدة من الاعتذار إلي الهجوم بشراسة : مخلاص قولت آسفة مكنش قصدي إيه بقي لازمتها قلة الأدب والذوق دي وهات ده كده
أخذت منه كوب القهوة وقامت بإراقة ما تبقي منه علي ملابسه وقالت : كده بقي آسفة بجد
ثم تركته و استقلت المصعد وهي تنظر له نظرة تشفي
أنت تقرأ
كبريائي وغرورك
Mystery / Thrillerساذج ذلك الرجل الذي يعتقد أن جميع بنات حواء متشابهات في الفكر بل ويظن أنه قادر علي ردعهن لا يعلم أنه في نهاية المطاف سيكون هو من يسجد لذكائهن