*المقدمة*

123 2 0
                                    

*خطت لداخل الغرفة التي يعمها الهدوء التام..
صمت لا يتخلله سوى صوت خطوات حذائها ذو الكعب العالي باللون الأبيض الذي ينافس بياض بشرتها الشاهق..
تقدم منها بخطوات بطيئة زادتها على رعبها رعبََا..
هي تلقى بنفسها للمجهول مستقبلةََ إياه بصدر رحب..
توقف أمامها أخيرََا وخرج صوته بتلك النبرة الرخيمة المميزه:"هيا لنبدأ إن كنتي جاهزه.. لقد أخرنا الرجل بما فيه الكفايه"
أومأت برأسها مصدرةََ صوتََا موافقََا من حلقها ودخلت يتبعها والدها الذي تخطى عقده الخامس ببضع سنوات ومع ذلك لم يفقد من كبره وهيبته شيئََا.. أم تراها هي من عاشت تهابه بقدر لم يكن مستحق؟!
جلسواْ على الطاولة المستطيلة و وضع يده بيد والدها يردد خلف المأذون بصوت ملأ المكان ذا الحضور القلة..
هي، و والدها، وشاهدان دبرهما هو..
وهو..
"جاد الضاوى"
من كان ليتخيل أن تجيب المأذون بنعم خرجت حروفها بطيئة عندما يسألها :"هل تقبلين بجاد الضاوى زوجََا لكِ على سنة الله ورسوله بنيتي؟"
وأخيرََا انتهت المراسم السخيفة والتي يبدو أنها لم تستوعبها بعد..
أما هو.. فقد أخذ راحته في تأملها تأملاََ كاملاََ..
محللاََ له تمامََا..
بفستان أخذ لون الزهر الفاتح فوق ركبتيها وله أكمام طويلة كشفت عن كتفيها الناصعين.. وشعرها..
ليلها الأسود.. رفعته مانعةََ إياه من التجول على ظهرها بحرية...
والتفت لوالدها بعد أن ناداه بكبرِِ خالٍ من أي مشاعر أبوية :"احفظها جيدََا وافهم من ناسبت.. صدقني لن يسرك أن تضايقني"
فارتسمت على شفتيه ابتسامة سخرية جانبية وقال:"سيد زاهر.. لقد قبلت الصفقة وانتهى الأمر.. بالإضافة إلى أن دور الأب الحنون لم يلق بك يومََا و لن يفعل الآن"
فاشتعلت جمرتان في عيون الآخر هاتفََا:"تأدب يا ولد واحترم مقام من أمامك "
فهتفت هي موقفةََ حربََا وشيكة:" حسنََا يكفى.. يكفى.. لقد حصل كل على ما أراده وانتهى الأمر"
وعاد الصمت ليعم المكان بعد أن خرج زاهر يجر أشباحه الغاضبة.. ثم أردف هو :" اتبعيني"
وخرج وهو خلفه ليستقلا سيارة لم تتوقف إلا أمام منزل كبير.. وقبل أن تنزل ناداها:" فيروز.. أردت أن أخبركِ أنكِ أنتى وأبيكى قد حصلتما على ما أردتما وليس كما تفضلتى بالتعليق في القاعه.. أذكركِ إن نسيتي بأنكِ من طلبتى الزواج منى"
ابتلعت عبرةََ أبت أن تخرجها وردت بصوت مهزوز:"إذََا أذكرك بوعدك لى جاد.. لا تنكثه من أول حديث"
فأومأ برأسه دون أن ينظر لها ونزل تتبعه حتى دخلا إلى المنزل لتستقبلهما فتاة فى مراهقتها بملامح غاضبة وساخرة فى آنٍ واحد :" رائع.. هل انتهى الزفاف.. مبارك أخى العزيز.. لكن اسمح لى أن أتمنى لك أن تستفيق قبل أن تجد لنفسك أطفالاََ تربيهم هذه ال..."
قاطعها بصوت حازم:"ياقوت"
ثم سحب نفسََا عميقََا أردفه انصرافها بخطوات غاضبة ودموع أبت أن تذرفها أمامهما.. وانصرف وقد أمر الأخرى والتى التزمت الصمت بأن تتبعه حتى وصلا لغرفةٍ أبلغها أنها لها فدخلت وأغلقت الباب خلفها ذارفةََ دموعََا صامتةََ عانت لكبتها كل هذا الوقت..
وقد آن وقت ذرفها..*
                                         "صَكْ مِلْكِيَّةٌ"

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
First time for me writing seriously on wattbad..
Please support..
Vote and comment..
🌻💛


You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jul 09, 2021 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

صك ملكيةWhere stories live. Discover now