part2

1.9K 36 1
                                    


تيبست ساقاها و هى تراه يقترب منها بخفة الفهد الذى يستعد للانقضاض على فريسته , بالكاد صدرت عنها صرخة مخنوقة
(ابتعد .........لا تقترب منى)
لكن ظل يقترب ببطء لا يبعد عيناه عن عينيها ...... فصرخت بحماقةٍ وتهور كلماتٍ كانت محفورة في ذاكرتها بحروفٍ نطقها لسانٍ بغيض منذ سنوات
(أعلم جيدا أنك دائما ما كانت أفكارك قذرة تجاهي , لطالما شعرت بيديك على جسدي .....لطالما رأيت نظراتك الوقحة الي )
تسمر مكانه فجأة ......واشتعلت عيناه وحشية زادتها رعبا و كأنه لم يتخيل يوما أن يسمع ما نطقت به للتو ...... هي حلا ........دونا عن الجميع ........
لم يستطع بعد لحظةٍ سوى الهمس بصوتٍ خطرٍ كالفحيح
( لقد أخطأتِ ...... لقد أخطأت للغاية يا حلا .... ولم يكن عليكِ اثارة غضبي الليلة تحديدا , فقد كنت أنوي أن أكون رقيقا معك صدقيني )
اتسعت عيناها و فغرت شفتيها بأنفاسٍ تخرج متهدجة من هولِ ما سمعت ......لقد أيقظت الوحش .......
حاولت الهرب فى لحظة فزع الا أنه انقض عليها و انتشلها من خصرها بين ذراعيه ملصقا ظهرها بصدره , أخذت تتلوى و تطوح بساقيها و ذراعيها بدون أن يؤثر ذلك على شيئا من قوته
صرخت .... صرخت عاليا برعب وقد بدأ جسدها في الإنتفاض بشدة , وفى لحظة استطاعت الفكاك من بين ذراعيه ليعود و يجذبها اليه مرة أخرى . مد يده و انتزع طرحتها و رماها أرضا و بدون أن ينطق بحرف واحد و بينما هى تتلوى بين ذراعه الفلاذية أخذ يجذب دبابيس شعرها لتتساقط خصلات شعرها وحدة تلو الأخرى حتى انتهى ثم تركها لتهرب جريا الى باب الغرفة الذى اكتشفت أنه قد أغلقه بالمفتاح , استدارت بسرعة ملصقة ظهرها بالباب تحدق به برعب و بعيون دامعة متسعة و صدر يخفق فى عنف بينما خصلات شعرها الحريري متناثرة بهمجية حول وجهها وصولا الى خصرها . لم يرى فى حياته منظرا أجمل مما يراه الآن و كأنه اقتحم مملكة أحلامه و سبى ملكتها و ها هى أمامه و ملك يديه لن يثنيه عنها شيئا يكفيه ما ضاع منه سابقا ، لقد كان مغفلا ! مغفلا وهو يظن ان براءة روحها لن تدنس . اقترب منها ببطء شديد متأملا كنزه الغالى , صاحبة السحر المجنون حتى وصل اليها ولامس صدره صدرها الخافق وقف للحظة واحدة فقط ثم اعتقل خصرها بين ذراعيه مكبلا حركتها
.......... ببطء شديد حتى لامس فمه دفء عنقها هبط وجهه اليها
شعرت بالهلع و لم تستطع منع صرختها لكن هيهات فمن سيسمعها في هذا القصر المنيف و حتى إن سمعوها فمن المجنون الذى سيجرؤ على التدخل بين الوحش و زوجته
حاولت الصراخ مرة أخرى الا إنه كتم صراخها بشفتيه , كانت قبلة صادمة لها أودعها مشاعر غريبة عليها..لم تشعربمثلها من قبل , و فى غمرة ذعرها عضت شفته السفلى بأسنانها الصغيرة
تأوه و مسح الدم من شفته بظاهر يده ثم نظر اليها و ابتسم هامسا
(لازلت تحتاجين الى التأديب يا حلا الصغيرة ...... يبدو انني لم أحسن تربيتك )
شعرت بنفسها تسقط الا أنه تلقاها بين ذراعيه و حملها في حركةٍ واحدة ...نظرت اليه بعينين متسعتين مرتعبتين تستجديه بهيستيرية
(أرجوك يا ادهم ارحمني .... أنا أعتذر ... أعتذر ..... لن أغضبك مجددا )
تترجاه بعينيها أن يتركها اكراما لعمرها الذى قضته أمام انظاره ..........الا إنه لم يقابل نظراتها المستعطفة سوى بنظراتٍ قاسية لمحت بين زواياها ظلال الألم ...........هل هي تتوهم .... لماذا سيشعر ادهم مهران بالألم ... ولماذا سيشفق على ابنة ايثار الراشد و يمنحها الرحمة ............
حين أنزلها الى الفراش .. اتسعت عيناها اكثر و ازدادت هلعا .... ما المصير الذى ستواجهه الآن .....إن كان ماشهدته سابقا يعد عذابا فما الذي ستراه من وحش آل مهران الآن ؟............
ظلت تهذي و قد بدأ الدوار المعتاد يلفها و الأنفاس تتسابق لتخرج من صدرها دون أن تعود
( أرجوك ......أرجوك لا تؤذني )
راقبته بأنفاس مجهدة يفتح أزرار قميصه بنفاذ صبر أدى الى تمزق معظمها , خلع قميصه و رماه أرضا أغمضت عينيها بشدة و ازداد هذيانها ....فشعرت بيديه تمتدانِ اليها ....فشهقت عاليا وانهمرت الدموع من عينيها المحكمتين بشدةٍ ورعب
سمعت فجأة صوته يهمس في أذنها
( شششش......لا تخافي , لن أؤذيكِ أبدا ..... فقط ثقي بي )
بدأت مقاومتها تتلاشى من شدة الدوار و الإجهاد
لامست شفتيه أذنها و هو يهمس
((سأجعلك تنسينه ...بل سأجعلك تنسين كل رجل وقعت عليه عيناكِ الجميلتان, ستنسين زواجك البائس السابق و ستتذكرين اسما واحدا فقط ......ادهم ... مهران )
ازداد انهمار دموعها الصامتة من بين جفنيها المطبقين بشدة و أومأت برأسها في طاعةٍ تامة خوفا من بطشه ............وفعلت ما أجادته لسنين طويلة .... الاستسلام ...فقد ينقذها هذه المرة من الجحيم .....الاستسلام وانتظار الشروق .......
لكن ابواب الجحيم هذه المرة لم تفتح ! كانت تقاوم شيء آخر لاتستطيع فهمه .....مشاعر غريبة انتابتها من ذلك الوحش المصر على جذبها الى عالمه ..... بسحرٍ لم تعرفه من قبل .....وكان هذا السحر هو أخر ما شعرت به قبل أن تتنهد مستسلمة لدوامةٍ لفت عقلها و سحبتها بعيدا قبل أن تعرف الى أين سيؤول مصيرها ........

قيود الهوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن