الفصل العاشر ج١

838 39 9
                                    

الفصل العاشر ج١
____________
وقفت أمام والدتها بحنق صارخة:
_وأنا عايزاه! عايزة حازم ومش عايزة غيره!

_تعوزي مين؟ أنتِ اتجننتي؟ وهو دا اللي هيصونك ولا هيحترمك..دا مجرد عيل وسيم حبتين وعضلاته مقوية قلبه! دا مش زوج توافقي عليه ولا أب ترضيه لعيالك!

بادلتها والدتها صراخها، لتهز رأسها بنفي:
_مش مهم هو بيحبني وأنا بحبه، وهو هيتغير عشاني!
______

هاجم عقلها هواجس عِدة بأن كل ماتفكر به حق، أن ابنها سئم تلك الحياة المتعبة جوارها، أنه ملّ من تحمل مسئوليتها ومن اصطناعها للمرض حتى تضغط عليه ويترك رؤية، رؤية التي تتلخص فيه "طلعت ماية من تحت تبن"، أجادت البكاء والتمثيل، استعطافه وجذبه لها أكثر، لدرجة لم يعد يرى سواها ولا يهتم بغيرها!

بدت تساؤلاتها واضحة للعيان ليغمغم بارتباك:
_احنا هننقل لشقة تانية..

حاولت استيعاب الأمر قليلًا لتجيبه بصراخٍ حاد:
_عايز تسيبلي البيت يا ياسر؟ قَوّتك عليا الحرباية دي اللي تنشك في مصارينها!

شهقت رؤية بخفوت لتضع يديها حول آذان صفيراتها، شدّ على قبضته وبعنفٍ حاول تخفيف أثناء قوله:
_أم ياسر! عيب أوي لما تشتمي مراتي وأم أحفادك قدامي! مش العيبة اللي تطلع منك يا ماما..

_ماما ايه بقى؟ ما أنت هتسيبلي البيت لجل عيون الست!

لوت شفتيها بتهكم وابتسامة ساخرة تزين شفتيها، تنهد بتعب مقتربًا منها، جثى على ركبتيه وبرجاء:
_يا أمي اسمعيني، مفيش حل غير دا، على الأقل ترجعلك صحتك، أنا تعبت من محاولة إني أجمعكم مع بعض، لكن أنتِ بتعندي ومش راضية!

_وهفضل مش راضية طالما رايح جاي بيتقالك يابو البنات، مش هرضى طالما عايش مع واحدة لا بتحبك وعايزة مصلحتك، دي لو بتحبك زي ماعمالة تغنيها بصحيح كانت هي اللي اختارتلك عروستك بايديها، مكنتش قَسِّتك على أمك يابن بطني!

صاحت بها بغل وغضب متأجج بداخلها، لينتصب مُدافعًا بقوله:
_ماما رؤية عمرها ماقستني عليكِ، أنتِ اللي دايمًا مصممة تطلعيني واطي وبياع للعشرة و أنا مش كده ولا هبقى كده، وقلتلك مش عايز زفت ولاد!

اعتدلت في جلستها لتصرخ به بحدة بالغة:
_دا لما تكون بتتكلم عن نفسك، لكن الواد اللي هتخلفه ده هو اللي هيشيل اسم العيلة، أنا مش عارفة هي سحرالك ولا عملالك ايه بالظبط مخليك مدلدل وراها كده!

جزّ على أسنانه بغضب:
_كفاية بقى، أنا سامح لإهاناتك من الصبح ليا وليها، أنا ابنك وليكِ الحق لكن رؤية لاء، والله العظيم يا أمي لو..

قاطعته بغضب:
_أنت بتعلي صوتك عليا، لاء دا أنا أتبرى منك وأقول معرفوش ولا إن صوتك يعلى في بيتي فاهم! أنا أقول الكلام اللي أنا عاوزاها في المكان اللي أنا عاوزاه واللي مش عاجبه يشرب من البحر، أو يحط الجزمة في بوقه!

|عمر بيبتدي| الجزء الثالث لــ فرح الدسوقي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن