مساء الجوري على صدورك التي تفدي صفحاتها لاسقيها من شغف قلمي الوفير
قصدت ابواب جدرانك البيضاء لأزينها بحروفي التي تتأنق بين سطورك
احدثك عن بقيه ما عشته في هذه الحياة ونتسامر في قصائدها ونسرد ابيات خباياها التي أنهكت شطري شعرها
انشد لكي لحن مقطوعتي واذانك تترقاص باصغاء وهي تستمع لما يتفوه به لساني
اخر ما اتذكره بوضوح هو بعض مقتطفات لا تزال تتكر في شريط عقلي الصغير
اتعبت اله العرض في نفسي وانا لا اقدر على مبارحه تلك المشاهد التي ارهبت نفسا في روحي
وقد حان وقت آن الأجل
حتى ذلك الجحيم
لم يعد يملك مكان لنا فيه
جهنم كانت..نعم انها الجدران التي عشت واحتوت طفولتي المريرة
التي أصرت على أن تقسى على قلبي
هجرته عاطفه الام وحضنها التي لم املك مفاتيح أبوابه قد ضاعت مني فسن الخامسه
وهجره شعور الأمان الذي لم اذق طعمه لم اشم رائحه أنني لدي سند يسمى الاب
حتى انني لم يكن لي نصيب في مفاتيحه
بل اكتفي بقمع ذلك العشور الذي عذب كياني منذ الأزل
اكتفي بمراقبة الاطفال في روضه عالمي يتراكضون نحو احضان آبائهم وامهاتهم
انا ماذا املك ؟؟
لما شاء قدري أن يكون بهذا الشكل
لما اختار أن يتلون بلون الحزن
لما أراد أن يسلك طريق الوحده
لما لبس ثوب اليتم
لما
حتى أصبحت وتكونت من هذه الأشلاء انسانه جديدة قد تلونت مثل قدري وسلكت نفس الطريق ولبست نفس الثوب
الذي غدى جحري الذي اتسسل إليه في ضعفي
واخلع فيه هذه الاقنعه التي اشتد في وضعها أمام الناس
فرضت نفسي على اعتناقها
جبرت نفسي على أن اتقمص دور الباردة ، القاسية، الشرسة
وماذا كان فسبيل طفلة بارحت الطفولة في سن الخامسه
ثم مرة أخرى يريد قدري أن يعبث ويختار أراض
جديدة
كالحرباء تغير لونه
كالسماء اشرقت شمسها
كليل أضاء قمرها
أرى نور الشمس يخترق قضبان زنزانتي
التي تعلن عن بداية جديدة
تعلن عن نهاية زمان مضى
تعلن عن كتاب جديد يحوي صفحات بيضاء
تعلن عن سطور مرحه
وعن أفق تزينت بشفقها
نعم لم اعد ارى الحزن لقد سافر بعيدا عن سفوحي
لم اعد المح الوحده لقد طارت بعيدا عن قفصي
لم اعد ارى القساوة والظلم لقد اخمدت ناره
امطار ضحكاتي وابتساماتي
تلك التي اصبحت على عرش محياي
والتي تربعت اجواء نفسي
وصدت روحي بالحانها ارغدة
رميت تلك الاقنعه اخيرا
وأصبحت اشعر فعلا انني بحرا
بحرا هادئا
جذاب منظر غروبه
مريحا صوته كمعزوفة الكمان
وماذا بعد
رأيت حقيقتي
وعرفت انني ككل البشر
استطيع ان اخاف وأبكي واحب
بصمت كهدوء الليل
وكتومة انفاسي كالدهر لاسراره
ذلك اليوم
مر شبحك امامي
الذي اسر قلبي كالمخدر
لا تحس به إلا بعد أن تفيق منه
ما مغزى تصرفك يا مسجونة هواك ؟
توهم غازلتي بالسلام حتى تنقض عليها بتجاهلك القاتل
بمسافهتك الفتاكه
ملحمتك لم تبرح كوكب خيالي
لم اعرف مثلها مثيل
معركه نتيجتها اعرفها قبل نهايتها
انني الأسير وانت الأسر
انني الضحيه وانت القاتل
انني الخاسرة وانت القاطرة
التي فاتتني ولم أحمل تذكرتها
لماذا إذن
ما هذا الذي وقعت فيه
اتشوق لرؤيتك
ثم اتخبئ تحت عبائتي من اعينك
اتوق لسيرتك
ثم انفر عند مشافهتك
اريد قربك
ارهب تواجدي في ظلك
تبحر سفينتي في هذا المحيط
الذي أجهل عنوانه
واجهل مكاني من صفحاته
التي تتأرجح سفينتي بين أمواجه
تتلاعب بي بين شباكه
التي تتغير أهدافي في كل شباك تقذفني إليه
لم اعد افهم نفسي
لم اعد اعرف ما يلمح إليه حدسي
غابت افكاري عن الواقع
وضعت في خيال المواقع
التي اتوهم من صورها
وارغب في تصديق حوارها
وتغيب شمس ريشتي
ليسطع نور قمرها
ويسدل الستار على ورقتي
♥♥♥خواطر بقلم-ضحكه تائهة ♥
