🌿الخاتمة🌿

1.3K 48 21
                                    



🌿الخاتمة🌿

ارفعن رؤوسكنّ ولا تدفنّها كالنعامات
أما أنتم فتبّت ألسنتكم.. لسنا زانيات
بل نحن يا أهل الحميّة والله مغصوبات
أم أقولها صراحة فنحن مغتصبات
فكفّوا بالله عنّا الخبيث من النظرات
ولا تلوكونا في السرّي من الجلسات
نسائكم نحن.. فارحموا.. فمنّا حبيبات
وتنبّهوا فمنّا لكم أيضا بعض البنات
وتطاولت الأكفّ بطغيها فبعضنا زوجات
ردّوا خناجركم لبيوتها فلسنا خاطئات
أو اغرسوها بنحركم وكابدوا الآهات
أو في قلب من تسبّب بكلّ هذه الويلات
لكن اتركونا نلعق جراحنا الدامية الموجعات
ألا يكفي وبالا أنّ شيئا فينا والله لو تعلمون مات
وداخل الصدر صرخة تشهد لنا بالمرارة والمعاناة
فتبّت ألسنتكم... أخرسوها... فلسنا مخطئات
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ..................................

بعد ثلاثة شهور يوم الجمعة
تنهّد كرم بهمّ... أما آن لذلك السلخ الذاتي لضميره بسوط التأنيب عن التوقف، أغلق جهاز حاسوبها متنفسا بضيق بعد قراءته لكلمات خاطرتها التي كانت كتبتها صباحا أثناء نومه، الكتابة... أمر جديد ابتدعته غزله لتخرج فيه إنفعالاتها الداخلية وتشارك به في "باب أمل"، شئ تشاركه به غالبا وتتجنبه أحيانا وحين تفعل تثير فضوله أكثر لقراءة ما كتبت فهو يعلم أنّ ما تمنعه عنه لا بدّ سيؤلمه ويفتح بابا لذكريات يدّعيان معا أنّهما تجاوزاها...

صحيح أنّ حياتهم الزوجية تسير بشكل ممتاز فهما معا قد ولدا من جديد متماسكي الأيدي كما توأمين متطابقين متعلقين معا حتّى بالأرواح... أمّا حياتهم العاطفية فتسير في صخب وشوق لا ينضبان أبدا، إلّا أنه أحيانا... نادرة... حين يتلاشى فيها منسلخا عن كلّ ما حوله فتفلت سيطرته العنان لرغباته ليعبّر عنها بشكل مزلزل عنيف يلمح في عينيها طيف ذلك الرعب الذي تحاول مداراته عنه... حمقاء... لا تعرف أنّها أبدا لن تستطيع يوما مداراة أي شئ عنه وهو يحيطها بكلّ تلك الرقابة القلبية والعقلية، وعندها... سرعان ما يكبح نفسه دون رحمة ودون أن يظهر لها حتّى أنّه لاحظ شيئا... أو هذا ما يظنّه
فتحت غزل باب الحمّام ترتدي مبذل الإستحمام تلف رأسها بالمنشفة ونظرت ناحية السرير فلاحظت جهاز حاسوبها بجانبه فعلمت أنّه قد قرأ ما جاش بصدرها بعد صلاة الفجر من سواد أفكار قامت بتحويلها إلى حروف... اختناق يصيبها فيعمي بصيرتها حتّى تحوّل كلّ ما تراه إلى أسود... سواد تحرّره فتعود الرؤيا من حولها مشعة بيضاء لكنّه للأسف يختار دائما أن يكون هو أوّل من يمتصّ هذه الكآبة والإسوداد
تجاهلت غزل أفكارها وابتسمت له بقتنة قائلة: شو زمان صحيت حبيبي؟
أجابها بينما يتأمل ما ظهر من جسدها المتورد بشقاوة مدققا بتلك العلامات التي يخلّفها غالبا بعنف قبلاته الجائعة لها دوما فتنتشر فوق جسدها ببشرته الحساسة بشكل مثير كعلامة فاضحة تخبّر عن لياليهم الجامحة: اممم صحيت بس لسّة ما أفطرت

عيون لاتعرف النوم (ج1 من سلسلة مغتربون في الحب) لِـ "نيڤين أبو غنيم"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن