استيقظت بهية من نومها ، امرأة شابة جميلة على مشارف الثلاثين ، مطلقة منذ عام تقريبًا، من ينتوي العمل عندها عليه الحذر في البدايه من شيئين مهمين الأول أن يناديها باسمها فهي لا تحبه ولو أمكنها أن تضع "باهي" مكانه في البطاقة لفعلت ، الثاني هو ألا يكون ندائه لها مجرداً من إحدي الفاظ التلقيب والتفخيم كهانم وغيرها .
تمطعت في سريرها وبحثت بيدها في حركات عشوائية ونصف عين ناعسه عن الهاتف لتفر سريعاً في أخر أخبار البورصة لتتعرف علي سير عملها ، وتقرأ عن طقس اليوم لتختار عليه ما ترتدي ، وتفحص بعض رسائل المعجبين علي بريدها الخاص ، فقد أدركت مؤخراً أنها لا تريد الزواج وأنه مشروع فاشل ، وبطريقة ما هي تريد ان تبقي امرأة حره ولكن جزء متوارب منها يحب أن تأتيها تلك الرسائل ولو سؤلت مباشرة لنفت ذلك عنها بقوة .
ضغطت علي زر اضاءه الشاشه ونظرت للساعة التي تشير للثامنه في فزع فأمامها الان ساعة واحدة كاملة لكل روتينها الصباحي وهذا وقت غير كافٍ بالمره ، أنّت في تذمر وهي تفرك شعرها بحركات عشوائية وتضرب السرير بقدمها .
نهضت من السرير للاستحمام ، استخدمت - من العشرين شامبو المرصوصين بعناية علي الرف - الأخير الذي أتي لها خصيصاً من امريكا ، وبدأت تباعاً بلا وعي روتين شعرها وبشرتها وهي تفكر جديا أن تذهب للطبيب لحقن البوتكس حتي لا تظهر تلك التجاعيد التي تزحف في برود علي بشرتها الغالية ولكن هناك شئ لا يُريحها شئ ما هي ناسيته .
وقفت أمام دولابها صاحب الخمسين فستان مختلف الأستيلات والألوان والعشرون بنطال وثلاثون تشيرتات واسعة و أربعون بدلة عمل محتاره لا تجد ما تلبسه ، نفخت وجنتيها وأطلقت زفيرها بخفوت وكسل فعليها التسوق في المساء لأجل ملابس جديده .
ارتدت ملابس عملها الرسمي جيب قصيرة وقميص أبيض وبليزر أسود وهي تحيط رأسها بالمنشفه حتي يجف شعرها ، نزعت المنشفة وأمسكت بالاستشوار وشرعت بتجفيفه ، عندما شعرت بجفافة تحت يديها امسكت بالمكواة وبدأت تفرده ولكن شعورها بشئ تفتقده لازال كما هو بقوته .
نظرت لشعرها ببؤس شديد لتكسراتة العديدة وتقصفات أطرافة فيجب الان الاستغناء عن مكواة الشعر لفترة من الزمن حتي يصح ولكنها لا تريد الخروج ومواجة العالم بشعر مموج .
والان مهمة أخري وكلت عليها وهي الذهاب بعد التسوق لمصفف الشعر الخاص بها ولأنها ايضا ملت من لون شعرها وتسريحته وتريد أن تغيرها لأخري أقصر وتفكر جديا في قصة البوي التي تجتاح بسرعه للموضه ولكنها ليست متسرعة ولا متهورة في قرار كهذا يمس فيه مصير شعرها العزيز ولازال احساسها أن شئ نسته في أوجه .
هل هي الأظافر أنها بالتأكيد ستمر علي مركز الأظافر ليرتبهم لها فأمس انكسر بالخطأ الشنيع ظافر أصبع السبابة واطفأ مزاج يومها فقضت طوال النهار تعمل في غم ولازال حتي الآن هناك شئ ما هي ناسيته .
أنت تقرأ
العقوق
Spiritualليس غلاف إنما ما نراه في حياتنا ، أظنه لا يحتاج إلى شرح ولكن علي كل حال كانت حياتي عبارة عن سواد ، أما أنا كنت غافلة عن مصدر النور فيها .