.. النهاية ..

520 23 9
                                    

يوم الإربعاء ..
الساعة 7:00 صباحاً ..
كانت أول من إستيقظ ..
و الكل نائمون ..
ذهبت للحمام لتتوضأ ثم صلّت ..
بعدها رفعت شعرها لأعلى و كَوَّرَتْهُ ..
ذهبت لغرفة الجلوس التي فيها زوجة خالها ..
وجدت خالها مستيقظ ..
جالس بجانب الباب و ينظر للخارج ..
دخلت نظرت لزوجته وجدتها نائمه ..
نظرت له و قالت : صباح الخير خالي ..
إلتفت و نظر لها : صباح النور إبنتي ..
رابعه : أحضر لك القهوة ! ..
نظر لها قليلاً ثم قال : تعالي و إجلسي ..
هي إبتسمت و جاءت لتجلس بجانبه ..
محمد : سأسألك سؤال يا إبنتي و أجيبيني بكل صراحه ..
رابعه : إسأل خالي ..
محمد : من قلبك راضيه أن تتزوجي جلال ! ..
هي أنزلت عيناها ..
محمد : أجيبيني يا إبنتي لا تخجلي ..
هي تنهدت و رفعت عيناها و قالت بحسره : تأخر هذا السؤال كثيراً يا خالي..إجابتي عليه لم تعد تنفع..و لكن سأقول لك شيء واحد..إن كان هذا هو نصيبي فإذاً الخيره فيما اختاره الله ..
إبتسم محمد : أتمنى لك الهناء ..
هي إبتسمت و قالت : آمين ..نهضت..قُل لي خالي أ تريد قهوة ؟! ..
أومئ رأسه بإيجاب : نعم إبنتي نعم ..
إلتفتت و خرجت من جانبه ..
هو رجع ينظر خارجاً و قال : الله يجبر قلبك يا عدنان يا إبني ..
....
صنعت القهوه لخالها ..
أخذت سفره صغيرة و وضعت فيها القهوه و فنجان و علبة سكر النبات ..
خرجت بها من المطبخ متوجهه لغرفة الجلوس ..
وجدت خالها يحاول أن يُصلح الراديو ..
تقدمت و وضعت السفره و قالت : ما به لم يعد يشتغل ؟ ..
محمد : نعم لا أدري ما الذي حصل له ..
رابعه : أعطني لأرى ما به ..
أعطاه لها ..
حاولت من هنا و هنا و لكن لا فائده ..
ضحكت بقلة حيله : لم أستطع ..
أخذه و هو يضحك و قال و هو ينظر للراديو :
" سيعود عدنان و يصلحه " ..
هي تلاشت ضحكتها ..
و فوراً إلتفتت و إنسحبت من الغرفه ..
خالها تنهد و رجع ليضع الراديو في مكانه..بجانب الوساده ..
قرَّب لنفسه سفرة القهوة ..
و سكب القهوة في الفنجان ..
ثم أخذ علبة سكر النبات ..
فتحها و أخذ منها كعبه ..
في هذه اللحظه ...
تذكر صغار أخته كيف كانوا يرمونها للأعلى و يلتقطونها بأفواههم المفتوحه ..
الحركة هذه كان هو من يفعلها و علّمها لهم ..
ضحك ..
ثم رمى بالكعبه لأعلى ..
و فتح فمه .. و إلتقطها ..
لكن هذه الكعبه خرجت عن المسار و تعَدّت الحدود ..
من المفترض أن تستقر في الفم ..
لكنها دخلت في مكان آخر ..
جعلته يختنق ..
وضع يده على حلقه ..
عيناه جاحظات ..
غير قادر على إخراج صوته ..
ثم بدأ يشهق ولكن صوت الشهقه غير مسموع ..
بقى يصارع ..
و زوجته التي بجانبه تغوص في نومها و لا تدري بأي شيء ..
و هو يصارع ..
وضع يداه الإثنان على رقبته..و لازال يشهق ..
هذا كله ..
و رابعه في المطبخ تصنع له الفطور و دموعها تتساقط ..
هو ..
آخر شيء حاول أن يفعله وهو يستنجد ..
خبّط بيديه على الأرض ..
ولكن للأسف ..
ما مِن سامع ..
إنتهى الرجل ..
بدأت روحه بالخروج ..
تصارع و تصارع ..
إلى أن ..
إرتفعت الروح ..
و سقط الجسد ..

🍃🍃🍃🍃

في هذا الوقت ..
إستيقظت خديجه ..
خرجت من غرفتها ..
متوجهه للحمام ..
وهي تمشي ..
مرّت بجانب غرفة الجلوس ..
لمحت بطرف عينها ..
بان عليها أخاها ..
لكن لم تراه في وضع طبيعي ..
توقفت ..
و إلتفتت ..
نظرت له ..
وجدته مرمي على الأرض بجانب سفرة القهوة ..
إنقبض قلبها بقوة ..
تقدمت ..
وكل خطوه تتقدمها يرتفع معها معدل ضربات قلبها ..
وقفت أعلاه وقالت ..
" محمد "..
لا رد ..
على دخلت رابعه بسفرة الفطور ..
رأت المنظر...تقدمت بخطوات ثقيله بعض الشيء ..
نزلت لتضع السفرة ..
و أتت لخالها تحاول أن تجعله يستيقظ و عيناها ممتلئه بالدموع ..
"خالي..خالي..أ تسمعني؟..خالي إستيقظ "..
لا رد ..
لا حركه ..
رفعت عيناها في أمها و دموعها تساقطت ..
و أمها لازالت مصدومه وهي تنظر لأخيها ..
على دخلت فجره ..
رأتهم ..
فجره بهلع : ما بكم ! ..
تقدمت تجري...وقفت وهي تنظر لخالها : خااالي ! ..
نزلت لتجلس و بدأت تُخَبّط على وجهه و تقول " خالي...خالي "..
صوتها كان عالي و مسموع ..
الذين في المنزل إستيقظوا ..
نهضوا البنات يجرين وهن مهلوعات ..
دخلوا للغرفة ..
عطيه : ما الذي حصل ؟! ..
فجره بدأت تبكي : خالي يا عطيه خالي ..
ضربوا البنات وجوههم بأيديهم ..
تقدموا بسرعه ..
و يحاولون معه لعله يستيقظ ..
عطيه ..
نجلاء ..
و هاجر ..
ينادون و يقُلنَ " خااالي "..
هذا كله و أخته مصدومه ..
و زوجته لازالت تغطّ في النوم ..
سمعوا الرجال الأصوات ..
دخلوا يتجارون من الخارج ..
و كانت هديل قد سبقتهم ..
هديل : ماذا هناك ؟..مابكم ؟..
فجره ببكاء : جدك ياهديل جدك ..
دخلوا الرجال و معهم أحمد ..
تقدموا و رأوا محمد و وضعه ..
محمود : يا لطيف ..
مصطفى و كمال و سالم مصدومين ..
هديل بَعّدَت أمها و قالت : تنَحّي يا أمي ..
أتت و جلست بجانبه ..
وضعت يديها الإثنتين على قلبه و بدأت تضغط محاوله بعمليه الإنعاش ..
من بين الذي هم فيه ..
كان أحمد سارحاً في هديل ..
لم يستفيق إلا على صوت خالته ..
رابعه : كَلّموا الطبيب جارنا كَلّمووه ..
سمع مصطفى الكلام ..
و خرج يجري ..
و هم مرعوبين ..
محمود رأى صفيه كيف نائمه نظر لكمال وقال : من المفترض أن نُخرجها من هنا ..
أومئ كمال رأسه بإيجاب ..
و كل واحد توجه لطرف من سريرها الذي يتحرك بالعجلات ..
و أخرجوها من الغرفة ..
و خديجه تنظر لهم..و لازالت لم تستوعب شيء من الذي حصل ..
لحظات ..
و أتى مصطفى برفقة الطبيب ..
تراجعن النساء خلفاً و بقين واقفات يراقبن من بعيد ..
و الرجال بقوا بجانبه ..
خديجه جالسه على الكرسي تراقب الطبيب ..
تفحّص الطبيب بسمّاعته التي كان يضعها على صدر محمد نبضات القلب ..
طوى شفتاه لداخل بأسف ..
خلع السماعه من أذنيه و قال ..
" عظم الله أجركم "..
البنات صرخن في آن واحد ..
" خالي " ..
رابعه تنظر له بأعين جاحظه الأبصار ..
الدموع تنهمر إنهيار ..
أما خديجه لازالت مصدومه ..
تنظر له بعدم إستيعاب..لم تصدق ما حصل ..
البنات يبكِنّ و يَندِبنَ ..
و الرجال يرددون الحوقله "لا حول ولا قوة إلا بالله " ...
الطبيب نهض و خرج من جانبهم ..
و لحقه محمود ...
محمود : يا طبيب كيف مات بالضبط ؟..
الطبيب : هذه التفاصيل أنا لا أعرفها..ولكن ما أعرفه هو أن السيد محمد رحمه الله لديه مرض القلب نرجّح بأن يكون قد نسي أخذ دوائه ..
محمود هَزّ رأسه بإيجاب وعلامات الأسف على وجهه ..
الطبيب : عظم الله أجركم..و نسأل الله أن يرحمه و يغفر له ..
محمود : آمين ..
ذهب الطبيب ..
و محمود بقى واقفاً يسمع في بكاء البنات العالي ..

سكر نباتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن