إقتباس 1🍂

511 16 10
                                    

في مكان آخر بإحدى الفلل السكنية التي تتميز بالفخامة والرقي، وخاصة في غرفة رجالية بحتة تتسم بالألوان الهادئة التي تبعث الهدوء والسكينة في نفس كُل من يدخلها.
يجلس شاب في نهاية العقد الثالت  من عمره على سجادة الصلاة يؤدي فرضه بكل خشوع، يطيل في السجود ولا يرفع وجهه إلَّا عندما يُفرغ كُل  مايعتري صدره بين يدي خالقه، الوحيد القادر على مَحو كافة مشاكله، وبث السكينة في قلبه، حيث جُبل على هذا منذ الصِغر، حينما يشعر أن الدنيا تميد به، وأنه قد ضاق به ذرعًا، ولم يعُد له القدرة على الإكمال يتوجه لهُ، وهو على يقينٍ تام أنه بعد لقائه سيُجبر وطاقته ستُجدد.

_ يارب أنا عارف إن إللي بعمله دا غلط، وإني مش لازم أفكر فيها بس إنتَ عارف إن ماحدش بيقدر يسيطر على قلبه، وأنا قلبي هي إتملكته مابقاش ليا سيطرة عليه فـ إجبره وإرزقه حبها يارب …

ليُجهشَ  في البُكاء وهو يبتلع تلك الغصة المسننة التي تستوطن حلقه بينما يكمل حديثه:_

_ يارب لو ليا خير فيها إجعلها من نصيبي ولو شر …

لـِ يتوقف قليلًا وكأنما لسانه قد عُقد بعقدة متينة تمنعه من التفوه بها ،  يُحبها بِـل يهيم بها عشقًا …حُبها غزا كُل خلية بـِجسده كَالسُم الذي ليس له ترياق... يؤلمه، و لـكنه  ألمًا محببًا إلى قلبه لايريد الخلاص منه مهما حدث.

_ لو شر ليا فَ إجعل لي فيها الخير، ماتبعدهاش عني يارب، أنا عارف إنك مش هتوجعني الوجع دا، خليك رحيم بـِقلبي زي ماكنت رحيم بيه دايمًا.

لِـ يشرع بـِ الدُعاء كما يفعل في كل صلاة منذ أن عرفها، لم يكل ولم يمل يومًا عن الدعاء بل كان   إلحاحه يزداد يوماً بعد يوم:_

_ اللهم اغرُس حبي فـي قلبها كما غَرست حُبها فـي قلبي، اللهم اجمعني بها فـي حلالك عما قريب، اللهم قِر  عيني بها، اللهم رأفة بقلبي، اللهم إني استودعت حبي لها عندك وأنت خير مودع.

ليردد بصوت يظهر به ضعفه وقلة حيلته:_
 _" اللهم صبا" …

لـِ يفرغ من سجوده وينهي ماتبقي من صلاته ثم يتوجه ليرتدي ملابسه ليذهب إلي عمله وكل خلية بجسده لا تتوقف عن التأمين على دعائه  …

لـِ أسماء عبد القادر "غيث"
_ أتسألني هواك
رأيكم ياسكاكر دا إقتباس صغير.

أتسألني هواك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن