ارجوحتي الصغيرة

233 11 2
                                    

﮼ مهما حاولت الاخفاء، عينيك تنطق بكل شيءٍ ﮼
______________
بعد عدة ايام :
ايلا/
توفيت جدتي قبل عدة ساعات لا استطيع تصديق ما حصل لم اتمكن من المكوث معها وقتا طويلا وصلت بالامس وتوفيت هي اليوم
اراها في كل مكان اذهب اليه اتذكر كيف كانت تلعب معي في هذا المكان وكيف كانت تضحك معي هنا وهناك
لا استطيع البقاء هنا اكثر ان طال وجودي سأنهار تماما
ذهبت الى غرفة اخي لويس
طرقت الباب بخفة
لويس: تفضل بالدخول
ايلا: مرحبا اخي
لويس: اهلا ايلا
ايلا: اخي هل يمكنني العودة الى فرنسا ؟
لويس: لكنك وصلتِ بالامس
ايلا: اسفة حقا لكن لايمكنني المكوث هنا لا يمكنني تحمل البقاء داخل القصر بدون جدتي اينما اذهب اراها
بدات دموعي تتساقط بغزارة لتتساقط دموع لويس معي
تقدم لويس لارتمي في حضنه ونبكي معًا
لويس: هذا يكفي ايلا توقفي عن البكاء ارجوك
يمكنك الذهاب عزيزتي
لكن تذكري دوما انني موجود هنا لاساعدك ولاكون سندًا لك
ان وقعتِ في مشكلة او عانيتِ من شي لا تترددي في طلب المساعدة مني
ايلا: شكرا لك اخي
لويس: على ماذا تشكرينني ايتها الحمقاء هذا واجبي
ابتسمت قليلًا ليقول:
اخيرا رايت ابتسامتك
ايلا: هل يمكنني الذهاب ؟
لويس: اجل
سينطلق موكبك بعد ساعه من الان كوني على استعداد
ايلا: حسنا
الى اللقاء لويس سأشتاق اليك كثيرا
لويس: وانا ايضا عزيزتي سأشتاق لك كثيرا
كوني بخير
ايلا: كن بخير اخي
لويس : وداعا
ايلا: وداعا
ذهبت لاجهز نفسي للعودة الى فرنسا
اما الحال في فرنسا:
ديلان/
حل المساء وصلت قبل قليل رسالة من بريطانيا وكان مكتوب فيها ان الملكة مارغريت قد غادرت الحياة
حزنت كثيرا لهذا الخبر لابد ان ايلا حزينة جدا الان كانت تعتبر جدتها كل شي في حياتها
هل اذهب اليها؟
شعرت بيد على كتفي التفت لاجد انها والدتي
ايليت: ما بك ديلان لماذا انت حزين هكذا ؟
ديلان: توفيت الملكة مارغريت
ايليت: سمعت بذلك منذ قليل حزنت حقا
كانت ملكة عظيمة جدا
ديلان: لابد ان ايلا حزينة الان
ايليت: مهما حاولت الاخفاء عينيك تنطق بكل شي ديلان
ديلان: ماذا تقصدين ؟
ايليت: الذي اقصده هو انك تحب ايلا
ديلان: لا انت مخطئة
ايليت: لماذا
ديلان: لانني لا املك قلبا ، قلبي تجمد منذ زمن طويل
ايليت: ايلا استطاعت ان تذيب هذه الثلوج ديلان
ديلان: لا لازال قلبي متجمدًا
ايليت: حسنا اذن لماذا انت قلق لهذه الدرجة
ديلان: لست قلقًا
ايليت: اريد ان اسالك عن امر
ديلان: اسالي
ايليت: لماذا لم تقابلها عندما غادرت ؟
ديلان: كنت غاضبا جدا مما قالته
ايليت: انت تعلم انها لم تقل ذلك عن قصد وكل ما كان يهمها هو رؤية جدتها
ديلان: بالامس فكرت في الامر وعلمت ذلك وانني اخطئت حين لم اقابلها كانت حزينة وبحاجة الي كانت بحاجة لوجودي بجانبها لا ضدها
ايليت: من الجيد انك فهمت خطأك عزيزي والان فكر كيف ستصحح هذا الخطا هي الان بحاجة اليك اكثر من اي وقت مضى
ديلان: اصحح خطئي ؟
كيف؟
ايليت: فكر في الامور التي تسعدها وافعلها حين تعود
ديلان: اشياء تجعل ايلا سعيدة !
هل يمكنك مساعدتي ؟
ايليت: لا انت من سيفكر وانت من سينفذ افكاره
ديلان: حسنا حسنا سأفكر في الامر
ايليت: سأتركك الان بمفردك لتفكر
ديلان: الى اللقاء
أومأت امي لي وغادرت المكان بهدوء لكنها تركت عقلي في حالة من الفوضى
ما الاشياء التي تجعل ايلا سعيدة ؟
هل حقًا استطاعت ايلا اختراق قلبي كما قالت امي
لا بالتاكيد هي مخطئة
لماذا لا يكون كلامها صحيح
منذ غادرت وانا لا استطيع التوقف عن التفكير في حالها
وايضا اشعر كأن القصر اصبح موحشا جدا
ايليت/
من الجيد انني قلت له ذلك الان ستشغل ايلا تفكيره اكثر
انا متاكدة من ان ديلان يحبها وهذا الامر واضح جدا في عينيه في كلامه في كل تصرف تصرفه معها
رايت عينيه وهي تنطق بذلك حين كانا يرقصان
اتمنى ان يفهم ديلان ان قلبه لم يعد ملكه بعد الان
بالعودة الى ايلا/
غادرت منذ قليل القصر المكان هنا ملىء بالذكريات اتذكر كيف هربت وكيف خرجت من هذا القصر للذهاب الى فرنسا عروسًا للملك ديلان
اشتقت اليه لكن هل سامحني ام لا زال غاضبًا مني
اتمنى ان تفهمني ديلان وان تكون قد اشتقت الي ايضا
نظرت الى القمر كان منيرًا جدا
منظره جميل حقا كانت جدتي تحب النظر الى القمر حين تكون غاضبة او حزينة
الان هي هناك بجانبه وقريبة منه
احبك جدتي احبك كثيرا اتمنى ان ترقدي بسلام
يبدو ان الحزن لا يريد ان يفارقني ابداً
كان ديلان ينظر الى القمر ايضا ويفكر في حال ايلا وكيف سيسعدها ويخفف عنها المها
رغم بعد المسافة التي بينهما الا انهما كانا تحت سماء واحدة وينظران الى قمر واحد
كان القمر شاهدًا على حالهما
بعد مرور يومين:
وصلت ايلا الى قصرها اخيرا بعد عناء السفر الطويل
استقبلها جميع من في القصر عداه كانت عيناها تبحث عنه في وجوه الاخرين لكن لم تجده ذهبت الى غرفتها والتساؤلات تملىء عقلها
في حديقة القصر:
الخادم: تحياتي جلالتك
لقد وصلت الملكة ايلا
شعرت بقلبي ينبض بقوة لابد انه هكذا لان الخادم افزعني
ديلان: حسنا سأذهب لاراها لاحقا
ايلا/
كنت اجلس على اريكتي الصغيرة وانا افكر فيه لِم يودعني والان لم يستقبلني ايضا هل لازال غاضبًا جدا
ما الذي أفعله هل اعتذر منه ام هو من يجب ان يعتذر
قاطع صراعي الداخلي صوت طرق الباب
ايلا: ادخل
كنت منزعجة حقا ولم التفت لرؤية من اتى من المستحيل ان يكون هو
ديلان: هل لا زلت غاضبة مني؟
انه هو انه صوته ماذا هو
التفت بسرعه وانا مصدومة حقا
ايلا: ديلان
ديلان: حسنا هذه اول مرة يُنطق فيها اسمي بطريقة جميلة هكذا
نهضت بسرعه
ايلا: تحياتي جلالتك
تقدم نحوي شيئًا فشيئًا كنت متزنة من الخارج لكنني كنت ارتجف من الداخل
أيلا: اسفة ديلان
ديلان :على ماذا
ايلا: على ما قلته قبل ان اذهب الى بريطانيا
ديلان: لابأس
ثم اردف بهدوء
ديلان: اسف لخسارتك جدتك حزنت كثيرا حين علمت بمغادرتها اتمنى ان ترقد بسلام
لم استطع ان انطق بشيء بدات الروية تصبح ضبابية جدا انها دموعي الوفية التي تابى ان تتركني بمفردي
شعرت به يحتضنني
اطلقت العنان لدموعي لتتساقط بحرية وبقوة
ديلان: اهدئي ايلا ارجوك
انتبهت الى ما حصل تداركت دموعي وابتعدت عنه قليلا
ايلا: انا بخير
ديلان: لست كذلك ايلا
لكن ربما استطيع مساعدتك قليلا؟
ايلا: بماذا؟
ديلان: بعودة ابتسامتك الساحرة
ايلا: كيف؟
ديلان: دعِ الامر لي
والان أغلق عينيك بقوة ولا تفتحيها مطلقا حتى اخبرك بذلك واعتبري هذا امر مني
ايلا: ما الذي تفعله ديلان
ديلان: لا تسالي امسكِ بيدي فحسب
امتدت يده لتسرق كفي
كنت اسير ولا اعلم الى اين نحن ذاهبون ولماذا كان يشد على كفي ويرشدني الى الطريق الصحيح
ايلا: الم نصل بعد ديلان
ديلان: لا هل تشعرين بالتعب ؟
ايلا: اجل اشعر ببعض التعب
ديلان: سنصل بعد قليل ان سرت بشكل اسرع
ايلا: انا اسير بسرعه انت من يسير ببطى
ديلان: هل يمكننا الحديث لمدة دقيقة واحدة دون ان نتجادل
ايلا: لا
ديلان: هل عصيت امري وفتحت عينيك
ايلا: لا
ديلان: هل تعرفين كلمات اخرى غير لا؟
ايلا: لا
سمعت صوت قهقهته بخفة قبل ان يقول
ديلان : حسنا والان وصلنا
يمكنك فتح عينيك ايلا
فتح عيني لاجد مكان جميلا ملىء بالازهار العطرة وامامي توجد ارجوحة صغيرة مزينة بالازهار التي احبها
ايلا: ما هذا ديلان؟
ديلان: انها مفاجاة صغيرة
ايلا: انت من فعل هذا
ديلان: اجل هل اعجبك؟
ايلا: نعم كثيرًا جدا انها جميلة حقا
ديلان: من الجيد روية ابتسامتك مجددا زوجتي العزيزة
ضحكت على كلماته اللطيفة
ديلان: هيا اجلسِ سأقوم بتحريكها لاجلك
ايلا: حسنا
جلست على أرجوحتي الصغيرة وبدا ديلان بتحريكها بخفة
ديلان: هل اسرع قليلا؟
ايلا: اجل لو سمحت
اتى ديلان ليصبح امامي وبدا بتحريكها بقوة اصبحت اطير عاليا وعندما اعود اصبح بالقرب منه
وفي هذه المرة اوقفها قليلا واقترب ليهمس لي
ديلان: صنعتها لاخبرك مهما زادت المسافات بيننا ومهما ابتعدنا عن بعضنا البعض سأعيدك لتكوني بجانبي انت لي
وملكتي الوحيدة انت فقط من ستكونين بقربي طوال حياتي
نظرت الى عينيه من شدة لمعانها كنت اشعر انها من تضئ المكان بدلًا من القمر
بعد عدة دقائق:
امسك ديلان بيدي وسرنا معًا في الحديقة
ايلا: شكرا لك ديلان
ديلان: على ماذا؟
ايلا: لوجودك بجانبي
ديلان: هذا واجبي انت شريكة حياتي ايلا
ايلا: كيف علمت انني احب الارجوحة ؟
ديلان: قبل اكثر من سنة حين كنت في بريطانيا رايت العديد منها في القصر وكانت مليئة بهذه الانواع من الازهار وحين سالت لويس عنها اخبرني ان جميعها ملك لك
حين كنت صغيرة كنت تعشقينها لذلك كان الكثير منها لاجل اسعادك
فكرت ان الشيء الوحيد الذي سيجعلك سعيدة الان هو الارجوحة لانها ستعيد لك ذكريات الطفولة
ايلا: اشكرك حقا
فكرتك نجحت سعدت كثيرا بها
ديلان: اتمنى ان لا تزول هذه السعادة
ايلا: وهل يهمك؟
ديلان: بالتاكيد
ايلا: لماذا؟
ديلان: لانني سأتمكن من رؤية ابتسامتك الساحرة هذه
ابتسامتك التي مهما حاولت ان اقاومها افشل واقع تحت تاثير سحرها
اعلم انك لا تملكين اجابه لقولها لكن عينك لها راي مختلف وقد اجابتني وهذا يكفيني
ايلا: من الجيد انك تفهم لغة العيون
ديلان: لا انا لا اعرف لغة العيون
انا اعرف لغة عينك انت فقط ايلا
مارتن: عذرا على مقاطعتك مولاي
ديلان: ما الامر مارتن
مارتن: جلالتك تم الاعتداء على موكب ملكي يحمل بعض المواد
التي يحتاجها الناس في القصر كان قطاعي الطرق يظنون ان الموكب يعود للملكة لذلك تم الهجوم عليه
ايلا: ماذا؟
ديلان: حاولوا قتلي وعرفنا سبب ذلك ونحن نحاول اقصى جهدنا لاصلاح الماضي ما ذنب ايلا ليتم الهجوم على موكبها ؟
مارتن: لا اعلم مولاي
ديلان: اترك جميع المشاكل الموجودة لديك واذهب مباشرة للتحقيق في هوية الشخص الذي كان يرسل الاوامر الملكية مزورة لاعلانها
ايلا: لا ديلان نحن من سيذهب الى هناك
مارتن سيذهب لاستكمال حل مشاكل ألشعب واصلاح علاقتك مع شعبك
ديلان: حسنا افعل كما قالت
مارتن: امرك جلالتك
___________________

لحن قلبي  || Melody Of My Heartحيث تعيش القصص. اكتشف الآن