الفصل العاشر

3.9K 136 2
                                    

10
العوض
الفصل العاشر
فاطمة دخلت المطبخ عملت الشاى ، ليها ولعبد الرحمن ، وجابت طبق حطت فيه كحك وبسكوت وحطته على الصينية وخرجت لقت عبد الرحمن قاعد فى الصالة ، و زى مايكون بيفكر فى حاجة
حطت الصينية على الترابيزة وقالت : بتفكر فى ايه
عبد الرحمن بصلها بابتسامة وقال : ولا حاجة ، عادى
فاطمة : لو مش عاوز تقول براحتك
عبد الرحمن بصلها وقاللها بتنهيدة : حاسس انى زهقان … مخنوق ، مخنوق اوى يافاطمة

فاطمة باهتمام : ليه ياعبده ، مالك ، سلامتك من الخنقة ، ايه اللى مضايقك اوى كده
عبد الرحمن سكت بس كان باين على وشه الزعل ففاطمة قالتله بتساؤل : شروق
عبد الرحمن اتنهد وماردش
فاطمة : لسه بتحبها ياعبده ، مش كده
عبد الرحمن : لسه موجوع منها با فاطمة ، انما بحبها دى ، صدقينى حبى ليها مات على باب المطار يوم ماكانت هتهرب بقمر
فاطمة : لو كنت بطلت تحبها بجد ، كنت كمان بطلت تتوجع بسببها ياعبده
عبد الرحمن : صغرتنى اوى يافاطمة ، وانا عمرى ماكنت صغير ، حسستنى انى ولا حاجة
فاطمة وكأنها بتتكلم على نفسها : يحطوك فوق السحاب وبعدين ينزلوك على جدور رقبتك
عبد الرحمن : هى اللى لفتت نظرى ليها ، هى اللى صارحتنى بحبها ليا ، هى اللى علقتنى بيها لحد اما حبيتها ، كانت لوحدها ، قالتلى انت كل ماليا فى الدنيا
فاطمة : و اول ما نتلفت تلاقى اننا كنا مجرد سلمة ، محطة فى حياتهم ، بيعدوا عليها وينسوها بعد كده
عبد الرحمن انتبه لكلام فاطمة فقاللها : شكلى قلبت عليكى المواجع يابطوط
فاطمة بانتباه : لا ابدا ، انا بس كنت بحاول ابقى معاك فى نفس الصورة عشان احس بيك
عبد الرحمن : وانتى يافاطمة
فاطمة : انا ايه
عبد الرحمن اتعدل وقاللها : لسه بتحبيه
فاطمة : ماينفعش ياعبده
عبد الرحمن : هو ايه ده اللى ماينفعش
فاطمة : ماينفعش اكون لسه بحبه
عبد الرحمن : ياترى ايه السبب
فاطمة : الغدر وحش اوى ياعبده
عبد الرحمن بمرح : انتى هتقوليلى ، عارفه ياختى ومجربه
فاطمة : اوعى تكون مفكر انى اقصد بالغدر انه اتجوز عليا ، لا ، الغدر انى كنت مأمناه على روحى وعلى ولادى فى الغربة ، وهو ماصانش الامانة
من وجهة نظره انه كان بيحاول يخلينى هناك وما اعرفش انزل ، لا فكر فى نفسيتى ، ولا فكر فى صدمتى ، ولا حتى عمل حساب عشرة السنين
انت عاشرت شروق سنتين وحاسس بكل الوجع ده من غدرها ياعبده ، انا عاشرته خمستااااشر سنة ، غربة وحرمان ، وفى الاخر كان جزاتى رصاصة شرخت جدار عمرى كله
عبد الرحمن : لسه موجوعة منه
فاطمة : وجعى مش منه ، وجعى من روحى
عبد الرحمن : ازاى بقى
فاطمة بتنهيدة وابتسامة مرحة  : عشان كنت غبية ياسيدى
عبد الرحمن بعدم فهم : برضة ازاى بقى
فاطمة : عشان كنت هبلة ، كنت فاكرة انى معاشرة ملاك ، نسيت انه بنى ادم ، ممكن يخون عادى ويغدر برضة عادى
عبد الرحمن باعتراض : وهو المفروض ان الخيانة والغدر دول يبقوا موجودين فى البنى آدمين عادى يعنى
فاطمة بتهريج : البنى ادمين اللى ما اسمهومش عبد الرحمن ياسيدى ماتزعلش
عبد الرحمن كرمش وشه بابتسامة لطيفة وقاللها : انتى بنت حلال يافاطمة ، واكيد ربنا شايلك الاحسن
فاطمة بضحك : بس على الله يطلع مقاسى ، احسن بعد الكحك ده مافيش حاجة هتدخل فيا
عبد الرحمن بعدم فهم : هو ايه ده
فاطمة وهى بتلاعباه حواجبها : اللى ربنا شايلهولى
عبد الرحمن ضحك جدا لدرجة انه شرق وهى راحت بسرعة جابتله كوباية ماية ومن وسط ضحكه قاللها : ده انتى كارثة متحركة
فاطمة وهى قايمة تشيل الصينية : ما انا لازم اتحرك طبعا اومال هفضل قاعدة مكانى
دخلت المطبخ ووقفت تغسل الكوبايات ، لقت عبد الرحمن دخل وراها وقاللها بفضول : لو محمد ماكانش عمل اللى عمله ، اقصد يعنى انه سابك من غير فلوس هناك واللى حصل منه يعنى ، وكان جه وراكى على هنا واعتذر لك وحاول انه يصالحك ، كنتى هتسامحيه وترجعيله يا فاطمة
فاطمة وهى بتنشف ايدها : هى اكيد كانت هتفرق ، بس برضة لا طبعا ، ماكنتش هرجعله
عبد الرحمن بفضول : طب كانت هتفرق فى ايه بقى
فاطمة بحزن : يعنى .. يمكن وقتها على الاقل كنا سيبنا بعض واحنا لسه فيه بينا مودة واحترام ، يمكن كنت هفتكر له انه باقى على ولاده اللى من لحمه و دمه ، كان هيبقى لى عين اقول للبنات اسألوا على ابوكم و ودوه عشان ربنا مايزعلش منكم ، كنت هدور له على عذر لو غاب عنهم عشان ما ازعلهمش .. صدقنى كانت هتفرق كتير اوى ياعبده
عبد الرحمن : بناتك مش ناقصهم حاجة يافاطمة ومش محتاجين حاجة من محمد
فاطمة بابتسامة : انا عارفة ومتأكدة من ده ، صدقنى ، بس لما بشوف فى عيونهم شوقهم ليه ولسؤاله عنهم ، فلبى بيوجعنى عشانهم
عبد الرحمن : وهو انا قصرت معاهم فى حاجة
فاطمة بود : انت … انت احن عليهم من ابوهم بمراحل ، ربنا يخليك لينا ياعبده
عبد الرحمن بتنهيدة : ويخليكى بابطة
فاطمة : ايه ، هنفضل واقفين فى المطبخ كده كتير ، وسع ياللا واخرج
عبد الرحمن بمرح : انا واقف فى ملك الحكومة
فاطمة : طب وسعى ياحكومة عشان اعدى
عبد الرحمن : مش هعديكى
فاطمة بتحذير : انا قربت انام على روحى ، وممكن فى لحظة تلاقينى نمت جنب الحلل و ولا هيفرق معايا
عبد الرحمن وهو بيوسعلها : لا حلل ايه ، خلاص زى بعضه عدى
بعد ماخرجت قدامه قاللها : الا فين الخلخال اللى ناصر جابهولك
فاطمة بخبث : عاوزه ليه ، ناوى تجربه عليك
عبد الرحمن مد ايده قرصها من ودنها وقال : هو انتى لسانك ده مبرد ، يابت اتلمى
فاطمة وهى بتدلك ودنها باعتراض : ااه ، ايدك تقيله يا عم انت ، ياساتر ، ايه ده ، حد يعمل كده
عبده بص على ودنها لقاها احمرت اوى ، فمد ايده باسف يدلكهالها وقاللها : والله ما اقصد ..حقك عليا
وهو بيدلك لها ودنها لاحظ ان رقبتها فيها حتة لونها احمر اوى فسألها وقاللها : طب ودنك احمرت عشان قرصتك ، طب رقبتك مالها حمرة اوى كده ليه هى راخرة
فاطمة وهى بتهرش مكان ماقاللها : اصلى كلت فراولة
عبد الرحمن : ااه وايه العلاقة يعنى ، انتى عندك حساسية منها
فاطمة : لا دى وحمة عندى من يوم ما اتولدت ، وفى موسم الفراولة اول ما اكل فراولة يحصللها كده
عبد الرحمن حسس بصباعه عليها وقاللها : الله ، تصدقى شكلها حلو اوى ، سبحان الله
الاتنين انتبهوا ان طول الوقت اللى بيتكلموا فيه ده كان عبد الرحمن بيدلك لها ودنها ، فاطمة اتكسفت وقالت : انا هروح اشوف البنات بقى ، احسن زمانهم عاوزين يناموا
عبد الرحمن : لا ، روحى انتى نامى وانا هشوفهم ، ولو لقيتهم عاوزين يناموا هجيبهم ونيجى كلنا نناملنا شوية
فاطمة : ماشى ، احسن انا فعلا خلاص مش قادرة افتح عينى
فاطمة دخلت غيرت هدومها ونامت ، وعبد الرحمن راح عند مامته ، لقى الدنيا هادية تماما ، دخل عند مامته ، لقاها واخده التلات بنات فى حضنها ونايمين كلهم فى سابع نومة
خرج وقفل عليهم الباب بشويش ، ولاحظ ان باب شروق مفتوح ، فكرها مشيت ، لكن لما قرب من الباب لقاها نايمة ولابسة بيجامة قصيرة من غير كمام ، اتنرفز جدا من المنظر و مد ايده قفل الباب جامد ، وراح تانى على شقته
قعد شوية فى الصالة دخن سيجارة ، وبعدين دخل اوضة النوم لقى فاطمة نامت ، وقف قدامها يتأمل فى ملامح وشها وشعرها الكيرلى اللى اتعودت تسيبه مكشوف قدامه ، واللى بمناسبة العيد كانت مهتمة بيه بزيادة ، والوحمة اللى فى رقبتها كانت باينة ، وشكلها كان عاجب عبد الرحمن جدا واستغرب انه ما اخدش باله منها قبل كده ، كانت على شكل فراولاية متوسطة وكانت وقتها لونها احمر بشكل مغرى اكنها فراولاية بجد
بقى عمال يتفرج عليها وهو مبتسم وسرحان وفجأة انتبه على نفسه ، وبقى مستغرب روحه ، وراح ناحية سريره ونام زى ماهو بهدومه ، وكل مايتقلب يبص على فاطمة ويتأمل فيها لحد ماشوية شوية راح فى النوم
قرب آذان العصر فاطمة صحيت واتوضت وندهت على عبد الرحمن وقالت له : ياللا ياعبده ، احسن العصر قرب يآذن ، قوم عشان نلحق الضهر
عبد الرحمن اتقلب شوية وسألها من غير ما يفتح عينه وقاللها :  فاضل اد ايه على العصر
فاطمة : نص ساعة
عبد الرحمن فتح عينه و اتعدل وهو بيدلك رقبته وقاللها : ماتصليش ، استنينى نصلى سوا
فاطمة بغيظ : اومال انا بصحيك ليه ، ما انا مستنياك اهو
عبد الرحمن بتريقة : هو انتى تتشلى لو مارديتيش
فاطمة : بعد الشر عليا يا اخويا  ، روح باللا اتوضى اجرى
عبد الرحمن راح اتوضى ورجع ، صلوا وسبحوا ودعوا ، لقوا العصر آذن ، فصلوا العصر بالمرة وبعد ما خلصوا عبد الرحمن نام على جنبه على سجادة الصلاة
فاطمة وهى بتخلع الطرحة من على راسها : تصدق نسيت ابص على العيال ، انت جبتهم واللا سيبتهم عند ماما
عبد الرحمن وهو فى مكانه على الارض : روحت لقيتهم كلهم فى سابع نومة فى حضن امى فى اوضتها
فاطمة : طب اروح اصحيهم واللا ايه
عبد الرحمن : بلاش تبقى رخمة ، سيبيهم يشبعوا نوم ، ووقت مايصحوا يبقوا يصحوا ، انا اصلا حاسس انى ماشبعتش نوم وعاوز انام تانى
فاطمة وهى بتتتاوب : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، ماتغرينيش ، وانا بحاول افتح عينى بالعافية
عبد الرحمن شد ايدها سطحت هى كمان على الارض جنبه وقاللها : ياختى نامى ، انتى وراكى ايه
فاطمة وهى بتضحك وبتحط  كفوفها تحت راسها : تصدق انت اوس فساد ، وعمال تغرينى وانا مش محتاجة حد يغرينى الصراحة وغمضت عينيها وفى ظرف دقيقتين كانت انفاسها بتدل على انها فعلا راحت فى النوم ، عبد الرحمن كان بيكتم ضحكه عليها بالعافية ، بس شوية وضحكه اتقلب لتركيز من تانى فى ملامحها .. خصوصا وهى نايمة جنبه بالقرب ده
كان فى خصلة من شعرها نايمة جنب وشها على الارض ، من غير مايحس مد ايده سحبها ناحيته وهو بيحسس عليها وبيلعب بيها
قرب وشه من شعرها ، كان عنده رغبه شديدة انه يعرف شعرها ريحته ايه ، لكن لما قرب منها اكتشف ان هى كلها على بعضها ، ريحتها عاملة زى ريحة التوت ، بقى مستغرب اوى ، و مابقاش عارف ان كانت دى ريحتها الطبيعية واللا هى حاطة الريحة دى ، وماحسش بنفسه لما نام وهو ماسك خصلة شعرها وحاططها عند مناخيره
عدا عليهم حوالى ساعة وهم نايمين ، فاطمة جت تتقلب لقت فى حاجة شدت شعرها بتبص حواليها وهى مش مستوعبة ، لقت ان هى وعبد الرحمن شبه نايمبن فى حضن بعض ، ولقت عبد الرحمن هو اللى قابض على خصلة شعرها بايده ، اتكسفت جدا انهم نايمين بالقرب ده من بعض ، وحاولت تتعدل ماعرفتش بسبب شعرها اللى لافف بين صوابع عبد الرحمن ومش عارفة تشده فاضطرت تنده على عبد الرحمن وهى لسه فى مكانها فقالت : عبد الرحمن ، عبد الرحمن .. اصحى
عبد الرحمن وهو لسه مغمض عينه زى عادته : ايوة يافاطمة
فاطمة بكسوف : عا .. عاوزة اقوم
عبد الرحمن فتح عينه لقى عيون فاطمة قدامه وهى مكسوفة جدا ، وشاف شعرها اللى فى ايده وفهم هى تقصد ايه ، بس مايعرفش ليه حب كسوفها ده ، وحب يتفرج عليه اكتر فقاللها بمرح : ماتقومى ، واللا عاوزانى اقوم اشدك
فاطمة وهى بتتنحنح بحرح : شعرى فى ايدك ، سيبه عشان اعرف اقوم
عبد الرحمن وهو بيقبض على شعرها اكتر وبيشده فوشها قرب منه اكتر ، فقاللها بمرح : وايه اللى جاب شعرك فى ايدى ، انتى كنتى بتعملى فيا ايه وانا نايم
فاطمة بشهقة غيظ : يعنى انت اللى ماسك شعرى وبتشدنى منه وابقى انا اللى بعمل
عبد الرحمن بمرح : ااه ، ماهى تبان كده ، لكن لما تدورى على الحقيقة هتلاقى غير كده خالص
فاطمة وهى بتحاول تفتح صوابعه عشان تسلك شعرها وتعرف تقوم : هو ايه اصله ده ، ايه اللى شكلها كده وتبان كده ، افتح ايدك ياللا عاوزة اخلص
عبد الرحمن : افتح ايدى … ليه هتضربينى بالخرزانة
فاطمة بصتله بغيظ وقالت : ده انا هديك بالروسية دلوقتى حالا لو ماوعيتش
عبد الرحمن بابتسامة : طب اهون عليكى واحنا فى اول يوم العيد كده تعمليلى واوا فى دماغى
فاطمة ضحكت اوى لدرجة انها نامت على ضهرها وسابت ايده وقالت من بين ضحكها : واوا …. يا نونو ، دى قمر بطلت تقولها واوا دى
عبد الرحمن اتعدل وطل عليها وهو لسه قابض على شعرها وقاللها بخبث :
طب سيبى وانا اسيب
فاطمة بعدم فهم : اسيب ايه يابنى ، هو انا ماسكة حاجة ، انت اللى ماسك شعرى ، سيبه
عبد الرحمن بمراوغة : انتى اللى شعرك ماسك فى صوابعى سيبيه
فاطمة : طب افتح ايدك عشان اسلكه
عبد الرحمن : برضة افتح ايدك ، طب ادينى فتحت ايدى
عبد الرحمن فتح ايده وهو لسه طالل عليها فمدت ايدها وهى لسه نايمة على ضهرها وقعدت تفك شعرها من ايده ، بس اتفاجئت بعبد الرحمن بيقرب مناخيره من رقبتها وقاللها : هو انتى دى ريحتك الطبيعية واللا انتى بتحطى حاجة
فاطمة بكسوف مدت ايدها بعدته عنها واتعدلت وقالت : ريحة ايه
عبد الرحمن : ريحتك عاملة زى ريحة التوت
فاطمة : ااانا مابحطش حاجة ، بستحرم
عبد الرحمن بابتسامة : تبقى ريحتك
وبعدين قرب من وشها وقاللها : بس تجنن ، حلوة اوى
فاطمة قامت وقفت وهى متلخبطة وبقت زى اللى بتتطوح وهى واقفة فعبد الرحمن وقف بسرعة سندها وقال وهو بيضحك : مالك يابت بتتطوحى كده ليه ، اوعى تكونى شربتى منكر فى الحلم
فاطمة وهى بتحاول توزن نفسها زقت ايد عبد الرحمن وراحت على الحمام وهى بتقول : يا اخى اوعى ، وسعلى خلينى اغسل وشى واروح اشوف العيال ، قال منكر قال
عبد الرحمن بقى حاسس بانتعاش جواه مش عارف سببه ، بس حس انه مبسوط ، وانه بيبقى مستمتع جدا وهو بيناغش فاطمة ويعاكسها
طلع هدوم من دولابه وراح وقفلها على باب حمام اوضتهم وهو بيخبط على الباب بتنغيمة
فاطمة من جوة بغيظ : عاوز ايه
عبد الرحمن : عاوز اخد دش واغير هدومى
فاطمة : استعمل الحمام اللى برة
عبد الرحمن وهو لسه بيخبط على الباب : لا ياستى انا بحب الحمام اللى جوة
فاطمة فتحت الحمام مرة واحدة وبصتله بغيظ وقالت له : هو انت واكل لقمة زيادة النهاردة ، انت فى ايه .. مالك ، ومدت ايدها تجس حرارته وقالت : ما انتش سخن يعنى
عبد الرحمن وهو بيدعى التعب حط ايده على بطنه وقال : لا يافاطنة ، انا بطنى واجعانى اوى ، الكحك باينه كان مشموم
فاطمة بذهول : فاطنة ، هو انت لسانك اتلوء
عبد الرحمن : هو … هو الكحك كان مشنون
فاطمة بغيظ : مشنون ، روح ياعبده خد الدش اللى عاوزه يمكن تعقل
عبد الرحمن بزعيق : انتى شايفانى مجنون قدامك ، ده بدل ماتقوليلى سلامتك وتحطيلى صوابعى فى الملح
فاطمة : ليه .. هخللهملك
عبد الرحمن سكت شوية وقاللها : بت يافاطمة ، بمناسبة المخلل ، هو انتو ناويين تغدونا ايه النهاردة
فاطمة و هى مشمئزة : فسيخ و رنجة
عبد الرحمن : ومالك قرفانة كده ليه
فاطمة بامتعاض : مابحبهمش ومابحبش ريحتهم
عبد الرحمن : طب والبنات
فاطمة : عزة دوقتهولهم وعجبهم
عبد الرحمن : طب وانتى هتاكلى ايه
فاطمة : ياعم ، هتتقضى ، اى حاجة
عبد الرحمن : طب تيجى اعزمك على الغدا برة
فاطمة بشهقة : لا .. ماينفعش يبقى اول يوم فى العيد وما تتغداش مع ماما واختك ، يزعلوا
عبد الرحمن ابتسم وافتكر الكام عيد اللى جمعوه مع شروق ، وكانت زعلانة منه جدا انه بيقضى اول يوم مع مامته واخته ، وهى كانت بتبقى عاوزة تخرج تتفسح
فاطمة وهى بتشاورله قدام وشه : ايه ياعمنا ، سرحت فى ايه
عبد الرحمن بانتباه : لا ياحبيبتى سلامتك ، انا هاخد دش بسرعة على ماتغيرى هدومك ونروح لماما سوا
فاطمة بارتباك : ماشى
عبد الرحمن بعد مادخل الحمام وقفل عليه رجع فتح الباب تانى ونده عليها وقال : على ما اخرج تكونى فكرتى فى حاجة اطلبهالك تاكليها
فاطمة بكسوف : لا لا لا ، انا هاكل اللى موجود ، حتى لو سندوتش جبنة وكوباية شاى وخلاص ، ماما كانت عاوزة تعمللى اكل وانا اللى مارضيتش
عبد الرحمن بحزم : اسمعى الكلام ، يا اما هخرجك تتغدى برة غصب عنك
ورجع دخل وقفل عليه
فاطمة وهى بتكلم روحها : هو ايه اللى حصل له النهاردة ، فى ايه ، وايه بقى حبيبتى دى اللى بقى يقولهالى كل شوية ، وبعدهالك ياعبده ، انا مش ناقصة ابدا
غيرت هدومها وعبد الرحمن خلص واخدها وراحوا لمامته سوا ، اول ما عبد الرحمن فتح الباب لقى فتحية صاحية ، اول ماشافتهم ابتسمت وقالتلهم : صح النوم يا بهوات ، ده انا قلت هتفضلوا للمغرب
عبد الرحمن : اعمل ايه فى بطة ، بعد ما صحيت وصليت ، قعدت تغرينى عشان انام تانى
فاطمة بذهول : انا برضة
عبد الرحمن بانكار : اومال انا
فتحية بضحك : لا واكيد كملتى نومك على الارض مطرح ماصليتى كمان ، حاكم انا حافظة حركة كل سنة
عبد الرحمن وهو بيهرش فى رقبته : اتفقسنا … ايه الاحراج ده
فاطمة بضحك : طب الحمدلله ان فى حد شاهد عليك عشان ماتلبسهاليش
عبد الرحمن بمرح : طب بزمتك مش ساعة الارض دى احلى من الكام ساعة بتوع السرير
فاطمة اتكسفت ولسه هترد لقت شروق قربت عليهم بغل وهى بتبص لفاطمة بغيظ وقالت : متهيألى الكلام ده عيب اوى انه يبقى على المشاع كده
فاطمة وهى مبرقة عنيها : انتى فهمتى ايه
شروق بغيظ وسخرية : فهمت اللى حصل على الارض ياست فاطمة
عبد الرحمن بغضب : شروق ، الزمى حدودك وما تتدخليش فى اللى مالكيش فيه  ، انا نبهتك قبل كده كتير ، انا مش عاوز اتعامل معاكى باسلوب يحرجك اكتر من كده
شروق التفتت بغيظ وراحت قعدت على الكرسى
عبد الرحمن بزهق : اعتقد ان عزة وفاطمة نبهوكى قبل كده بخصوص لبسك وان فى رجالة فى البيت ، وكمان مش المفروض ابدا انك تنامى وباب اوضتك مفتوح عليكى لاى سبب من الاسباب
شروق بسعادة : انت لسه بتغير عليا
عبد الرحمن بعدم اهتمام : ولا غيرة ولا اى حاجة ممكن تخطر فى بالك ، الموضوع ببساطة اننا بنربى البنات على الحلال والحرام ولو انتى مش هتلتزمى بالكلام ده يبقى …..
شروق عيونها دمعوا ولما لقت عبد الرحمن سكت كملت وقالت : يبقى ماليش مكان هنا … مش كده ، مش هو ده اللى عاوز تقوله
عندك حق ياعبد الرحمن ، انا فعلا مابقاليش مكان .. لاهنا ، ولا فى اى حتة تانية وجريت على المطبخ ومسكت سكينة عورت ايدها من مكان الشرايين
فاطمة صرخت وعبد الرحمن جرى على شروق مسك ايدها يشوف هى عملت ايه بالظبط وهو بيقوللها بغضب : انتى مجنونة ، ايه اللى انتى عملتيه ده ، لقى الجرح سطحى وبسيط جدا ويادوب جاب كام نقطة دم
شروق شدت ايدها بعنف وصرخت فى وشه وهى بتقول : سيبنى مالكش دعوة بيا  ، انا هخلصكم كلكم منى ، وانت بالذات ياعبد الرحمن ، هريحك منى خالص عشان تنبسط وتعيش حياتك مع اللى فضلتها عليا
عبد الرحمن جاله احساس من جواه ان كل ده مجرد تمثيل فبصلها بجمود وقاللها : والله دى حياتك وانتى حرة فيها ، بس ياريت لما تحبى تعملى حاجة زى دى تبقى بعيد عن هنا
شروق وقتها بصتله بصدمة حقيقية ، وحست ان فعلا كده عبد الرحمن شالها من حساباته تماما ، فسابتهم وراحت اوضتها وقفلت عليها الباب بهدوء شديد جدا
فاطمة قربت من عبد الرحمن وقالت له : كنت قاسى عليها بزيادة ياعبدة
عبد الرحمن بسخرية : كانت بتمثل يافاطمة ، مكانتش هتأذى روحها بجد
فاطمة : انا برضة حسيت كده ، رغم انى برضة خفت وقلبى وقع فى رجليا
فتحية بتنهيدة : سلامة قلبك يابنتى
عبد الرحمن بفضول : هو عزة وناصر نايمين فى ماية ، ازاى كل الدوشة دى وماصحيوش لحد دلوقتى
فتحية وهى بتحاول تكتم ضحكتها : دول من الصبح راحوا شقتهم يبصوا عليها وقالوا هيبجوا على الغدا
عبد الرحمن بتريقة : شقتهم ، امممم ، وماله مش عيب ، حلاله
فتحية وهى بتخبطه فى كتفه وبتضحك : يا واد اتلم
عبد الرحمن ببراءة : ما انا ملموم اهو ، انا نطقت
فاطمة بكسوف : انا هدخل اصحى البنات
عبد الرحمن : استنى نصحيهم سوا ، بس اصبرى دقيقة ، وسابها وراح جاب كيس  من اوضته اللى فى شقة مامته ، ورجع قاللها تعالى بس بشويش ، ماتعمليش صوت
فاطمة بتريقة : هم دول لو بيصحوا على اى صوت كان زمانهم لسه نايمين برضة
عبد الرحمن : ما تسمعى الكلام وانتى ساكتة
دخلوا بشويش على البنات ، وفاطمة اتفاجئت ان عبد الرحمن فتح البلكونة وطلع صاروخ من الشنطة اللى معاه ولعه ورماه على ارضية البلكونة ، واول ما الصاروخ فرقع ، البنات كلهم قاموا من النوم مخضوضين ، وعبد الرحمن قعد يضحك عليهم ، البنات اول ما استوعبوا اللى حصل هجموا على الكيس اللى مع عبد الرحمن واخدوه منه وقعدوا يقسموه على بعض ، ولقوهم عملوا حساب حسن ابن عزة معاهم فانبسطوا جدا من اللى عملوه
عبد الرحمن خرج وسأبهم عشان يفوقوا ، و أول ماخرج لقى شروق غيرت هدومها ، ولبست بنطلون جينز وتيشيرت وقاعدة على الكرسى بهدوء ، اتغاظ منها جدا لانه كان فاكرها هتاخد شنطتها وتمشى بعد اللى حصل ، سابها ورجع لفاطمة قاللها : ها فكرتى اطلبلك ايه تاكليه
فاطمة : يابنى قلتلك ريح دماغك انا هاكل اى حاجة
عبد الرحمن : هكلم ناصر يجيبلك معاه شاورمة كويس واللا اطلبلك بيتزا
فاطمة بتنهيدة : اى حاجة بقى ، اللى فى طريقة
عبد الرحمن اتصل بناصر لقاهم طالعين على السلم ، فماقاللوش حاجة ، وسابهم هو ونزل وقال لهم : حضروا الاكل ياللا على ما اجى
فتحية : الاكل جاهز يابنى رايح فين
عبد الرحمن : ربع ساعة وراجع تكونوا حطيتوا الاكل
فاطمة : طب هاتلنا معاك حاجة ساقعة
عبد الرحمن : ماشى ، ونزل غاب حوالى نص ساعة ورجع معاه سندوتشات شاورمة ريحتها تجنن ، واول ما دخل لقاهم مجهزين الاكل وقاعدين مستنيينه ، ادى لفاطمة الشنطة اللى معاه وقاللها : خدى ، بس سيبيلى حتة ماتتطافسيش
فاطمة بضحك : ده بعينك يابنى ، اللى يدخل جيب الاسد مابيطلعش تانى
قعدوا كلهم ياكلوا وشروق قعدت معاهم لانها كانت بتحب الفسيخ ، ولما عرفت ان عبد الرحمن كان بيجيب اكل مخصوص عشان فاطمة اتضايقت زيادة لكن ما اتكلمتش وفضلت تاكل وهى بتراقيهم بعينيها من سكات وعبد الرحمن كل شوية يعاكس فاطمة ويمد ايده ياخد حتة من الساندوتش اللى معاها
بعد شوية شروق قالت : بعد اذنك ياعبد الرحمن ، انا عاوزة آخد البنات اوديهم الملاهى واقضى معاهم يوم قبل ما ارجع فرنسا تانى

العوضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن