تَخيُل قَصيّر «جُزء واحِد»

17 3 0
                                    


لَمْ يَكُنْ وِجوّدِيّ مِحوَرُ إهتِمامِ أحَد وَ لَمْ يَكُنْ غِيّابيّ يُحدِثُ فَرقاً في نَبضِ أحَد،
  كانَ ألظِلُ أجدَرُ ذِكراً مِنيّ.
وَ مَجالِسَهّم خَلىٰ حَديثُها مِنْ أقاوِيليّ.  كُنتُ شَيءٍ يَشغِلُ حَيّزاً في هَذا العالَم لكِن لَيسَ في عُقولِهم..

كَإنْ أكونَ أرضيةُ مَنزِلٍ رُغمَ أنَّ وِجوّدِيّ في غايَةِ الأهَميّة إلا إنهُ لا يُذكَر

________

كانَ ظِلُ هَذِهِ الشَجَرةَ كافياً لِيَحويّ بَعثَرتيّ وَ كانَ دَمعيَّ كافياً لِإرواءِ ضَمَإها،
أخَذتُ ساعاتٍ وَ أنا مُغلَقَةُ العَينَين أرتَميّ بَينَ ذِكرىٰ وَ أُخرىٰ يَرتَدُ ماضيّنا مَعاً وَ أُمَجِدُ لَحظاتِ عِشقِنا،
أرىٰ أينَ كُنا وَ أينَ أصبَحنا وَما حالُنا الذي باتَ مُحالٌ أن نُمسيّ عَليّهِ
"ماذا حَدثَ بينَنا كَي نَكونَ بِهذا البُعدِ جونغكوك..!"

هَمَستُ مِنْ بَينِ شَفَتايّ التي تَرتَجِف أثَر البَرد،  أقِفُ بَينَما المَطَرُ إحتَوىٰ جَسَديّ بِأكمَلِه.. بِتُ كَالمَجنونة أُلحِقُ الأذىٰ بِنَفسيّ لَعَلهُ يأبَهُ لي،
فيّ المَرةِ السابِقة قُمتُ بِسَكبِ ماءٍ مَغليّ علىٰ يَدي وَما نِلتُ مِنهُ إلا نَظرَةٍ خاطِفة لا يَهدِيها لِلجُدرانِ حَتىٰ لَرُبما وَحدَهُ مَوتي سَيُثيّرُ قَلَقَهُ،
عانَقت عَقارِب الساعة مُنتَصَف الليل وَلم يَعوّد للآن
"هَل أتَصِل بِهِ.. هَل سَيوَبِخَني إن فَعَلت!  ماذا إن كانَ مَعَ فَتاةٍ أُخرىٰ"
أصبَحتُ كَثيرة الشَكِ وَ الخَوفِ.. أهابُ فِعلِ أيِّ شيءٍ مِنْ شَأنِهِ أنّ يُوَتِر عَلاقَتِنا أكثَرُ مِما هَيّ عَليهِ. تَخَطت ألساعة ألواحِدة بَعدَ مُنتَصف اللَيل..
لَمْ يَعُد زَوجي وَ لَمْ أحضىٰ بِإتِصالٍ أيضاً، لَقَد كُنتُ أقِف تَحتَ المَطر فِي هذا الطَقسِ العاصِف مُنذُ ثَلاثُ ساعاتٍ وَ لَيسَ بِإستِطاعَتيّ ألمُضي في هَذا الجُنون الذي أفعَلهُ فَحَمَلتُ خُطايّ لِلداخِلِ ثُمَّ إرتَمَيتُ عَلىٰ السَرير وَما أدرَكتُ أنَني نِمتُ فيّ ثَوبيّ المُبَلَل،

فَتَحتُ جِفنايّ بِتَعَبٍ تَخَلَلَ كُلَّ عَظمَةٍ مِنْ بَدَني أخَذتُ أتَلَمَس ألجانِب الأخَر مِنْ السَرير وَ قَد كانَ خالياً بارِدَ المَلمَس مِمّا يَعني أنَّ جونغكوك لَمْ يَعُد خِلالَ الليل

كانَ ذلِكَ في الخامِسةَ صَباحاً لِذا لَمْ أستَطِع أنّ أُهاتِفَهُ. إحتَمَلتُ الأمرَ حَتّىٰ أصبَحَتْ ألثامِنة صَباحاً ثُمَّ إتَصَلتُ بِهِ، رَنَّ الهاتِف مُطَوَلاً وَ مَعَ كُلِّ مَوجَةِ رَنينٍ يَزدادُ قَلَقيّ لكِن لا أحَدَ يُجيّبْ

_________


وِجهَة نَظَر أُخرىٰ

_________

كانَ الهاتِف المَوضوع علىٰ المَكتَب يَهتَز بِشِكلٍ مُتَكَرِر حامِلاً إسم'عَزيزتي جيون'
كُنتُ أنظُر لَهُ بِفَراغ وَ وَجهٍ مُتَهَكِم، لا جَرَمَ أنَّ ما أفعَلَهُ مَع زَوجَتي يُؤلِمُني أضعافَ ما يُحدِثَهُ لَها لكِن هَذا الطَريق الذيّ اسلِكَهُ يؤَديّ لِلهاوية فَقط وَ لا عَودَةَ مِنهُ،

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 23, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

تَبَلُد عاشِق مَفتوّنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن