١

176 11 8
                                    

وسط بحر النجوم الّتي تدور في الاتجاه المعاكس، تتجلى أعمدة أضواء الحرب على سطح الكوكب... مع هذا الافتتاح الفخم، تأتي قصة شجاعةً جديدة تمامًا!

«حتى لو تحققت طموحات الامبراطور شير، كيف سينتفع بها أي شخص؟»

حدّقت وزيرة الدفاع فرانسيس في الفضاء من النافذة بينما كانت المجرات والنجوم تتألق بلطف على وجهها، يتدفق توهجها الأبيض الباهت برفق وببطء على كل خصلة من شعرها.

لم تستطع إلّا أن تفكر في المرة الأولى التي نظرت فيها إلى محيط النجوم هذا من خلال هذه النافذة بالذات. لكنّها لم تعد تتذكر إحساس الرهبة الّذي شعرت به في ذلك الوقت. حتى وطنها، -الّذي يبعد مئات السنين الضوئية-، منذ فترة طويلة بدأ يتلاشى ويتشوه في ذكرياتها كلما ظهر في أحلامها.

«سامحيني على قول كلام في غير محله، يا صاحبة السمو، لكن هذه الحرب استمرت لفترة طويلة جدًا. لقد حاربنا في كويكبات لا تعد ولا تحصى، وأهلكنا عشرات الملايين من الأرواح بكل أنواع الطرق الملتوية، وجعلنا أنفسنا نوابًا ومبعوثين للملك في كل كوكبة غامضة صادفناها، كل ذلك في محاولة جعل أحلام الإمبراطور شير حقيقة. ولكنّ ما الّذي جلبته لنا رؤيته العظيمة؟ مصيبة تلو الأخرى، وعدد متزايد من الأعداء. هم في كل زاوية من المجرة الآن... إنها مسألة وقت فقط قبل أن يبتلعونا!»

«رؤية أخي هي لإمبراطورية ستحكم إلى الأبد، حيث لا وجود للخوف، ولا ينقص الناس فيها أي شيء. مصير الكثرة لَن تحدده القلّة، ولن يتمتع أحد بمكانة أعلى من الآخرين، وحتى عدم الكفاءة لن يُنظر إليها بعد الآن على أنها جريمة. ولهذا... محتّم على أولئك الّذين لا يستطيعون فهم هذه الرؤية العظيمة أن يهمشوا. هذا هو مصيرهم.»

هزّت الأميرة جيبّيتا رأسها وتحدثت بنبرة لطيفة، لكن باردة.

بدا كما لو أنَّ الحروب ضد العصابات بين المجرات قد سلبتها أكثر من مجرد عين وذراع، فحين نظرت إليها فرانسيس، لَم تستطع رؤية الشابّة المرحة الّتي عرفتها يومًا.

«أنا أثق في قرار أخي -فهو لن يتصرف بناءً على مصلحته الذاتية فقط-. لذا من فضلكِ، حتى لو كنتِ أنتِ، لا تقولي مثل هذه الأشياء مرة أخرى في المستقبل. لا تنطقي بكلمات تثير الشك.»

أسطورة سيف ✓ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن