فلن ينبت الجمال أبدا في أوكار القبح
الجمال يبدأ فينا وينعكس على الأشياء حولنا
إنه جزء منا وإن شاهدناه في الاخرين.يروقها أنها وصلت لمبتغاها، فما عليها إلا أن تكد وأن تكون عادلة لا يزيحها عن طريق الصواب شيء، وتعيش لما تبقى من حياتها راضية،مطمئنة.
في المصعد من لحظات وضع فليكس ملفا في يديها على أن تدرسه وتعطي حكما افتراضيا كأول عمل لها هنا.
متحمسة وخائفة بعض الشيء
تود لو تسأله عن أكتافه،
أهما بخير؟
أليستا مثقلتان؟!
يشعر كأن الصخر يعتريهما،
كأن ذنوب من عوقبوا رميت عليهما!
بالنسبة إليها لمن البائس أن تكون حياة الناس في يديك،
ألم تأتي لسريره ليلا زوجة حكم على زوجها بثلاثين سجنا،
خلفه صغاره وكل من يحبه يأملون بأعين باكية تراجعا منه ؟!ألم يعاتبه خارج أسوار المحكمة والدين فقدا ابنهما على إثر حكم إعدام !!..
تود أيضا أن تسأله أسئلة كثيرة لكنهما بعيدان عن بعضها كل البعد، ستكتفي الآن بمحاولة إكمال العمل الذي أسند إليها على الأقل لربما تكشف الأيام شيئا وتشفي غليل فضولها.
بدأت بقراءة الصفحة الأولى واكتشفت بأن المتهمة أم، أم لها طفلة عمياء تبلغ من العمر احدى عشرة سنة، أبرحت عاملا في مدينة الملاهي ضربا لأنه لم يسمح لها بالركوب في لعبة الأفعوانة طالبا منها النزول فالمكان لا يناسب من هم في نفس وضعية ابنتها، بدأت بالصراخ والتذمر من كونه قد أشار بصريح العبارة لجملة " ابنتك تعاني من إعاقة"، ازداد النقاش حدة إلى أن أوقعته على سلك كهربائي أحدث ولحسن الحظ أضرارا خفيفة فلم يصب إلا برضوض بسيطة.
لحظة!! يتوسط التقرير ورقة صغيرة مطوية بعنف أطرافها متجعدة ؛ استرسلت قراءتها على مهل وعلمت بأن هذه المهنة تحمل في طياتها قصصا عديدة لا تنتهي، تمنحك المآسي والحزن وتبعدك جدا عن شعور الابتهاج ...
"مرحبا سيادة القاضي، أنا طفلة أمي الوحيدة عشت طوال الخمس سنين الأخيرة لا أرى أضواء العالم؛ فقدت نظري إثر حادثة مؤسفة كلفتني أبي وعيناي لن أتحدث كثيرا فهذا شأني، وشأنك أنت أن تعاقب من يخطأ أطلب منك أن تزيد من عقوبة هذه المرأة، لربما متعجب مما أقوله لكني حقا أشعر بأنها تمقتني، تتمنى أحيانا لو لم تأت بي، فبمجرد أن تجد تلميحا بسيطا بكوني ناقصة تحطم الأشياء والناس أيضا، لم أعد أود أن تكون بجانبي ضياعها الذي تعيشه كل يوم يسبب لي ولها الضرر فقط لا غير، يراودني شعور خانق من كل هذا أصبحت أمي مختلفة، متوجسة جدا من نظرات الآخرين من تعاملهم معي حتى من الأطفال الصغار الذين يلعبون الكرة أمام منزلنا تنفجر عندما تشعر بأن ابنتها مختلفة عنهم وأنا قد تعبت،
هل لك أن تخبرني كيف تنسى ما حدث، وكيف للمرء أم يعود لملامحه القديمة؟
أنت تقرأ
Emptiness
Romance-إن لم يراودكم إحساس الألفة والراحة وقرع الطبول في دواخلكم تخلصو من تلك العلاقة. "هناك جلاد ينظر من عيون أولئك الذين يحكمون " نيتشه Started:21092021 Finished: 06012022 Your Honor:behave