في زمن من الماضي كان هناك رجلا يسافر بين مدينتين بالقطار مرتين في الاسبوع هكذا كانت تتطلب وظيفته ، كان في كل مرة يرى فتاة شابة جميلة تجلس وحدها و معها دفتر تكتب فيه كثيرا ، كان عندما يصعد القطار يبحث عنها ليجلس امامها و هو يحاول أن يفهمها أكثر ، و في يوم سألها الرجل :" ماذا تفعلين ؟"
قالت بغموض و هي تبتسم :" اثارك الفضول أليس كذلك ؟ لهذا السبب تجلس أمامي في كل مرة"
قال الرجل :"نعم"
قالت الفتاة :"إن كنت تفصح لأحدهم عن همومك لعلمت ماذا افعل "
قال الرجل متعجبا :" كيف ؟!"
قالت :" انا اتي إلى المحطة و اجلس بالساعات وأنا استمع لهموم الناس و احفظ وجوههم و مشاكلهم و أفكر معهم في حلول لتلك المشاكل و لكن بدون إن يعلموا... عندما أتوصل إلى حل اكتبه في رسالة في نفس اللحظة و أرسلها إلى الراكب قبل ان يركب قطاره أحاول أن أقدم مبلغ بسيط لمن لديه مشاكل مادية أو أرسل إليه عنوان مكان يحتاج لموظفين إذا كان يبحث عن عمل أو أساعده في حلول للمشاكل المعنوية و النفسية بقدر استطاعتي أحاول مساعدتهم و عندما أصعد إلى القطار اكتب حكاية من فكرت في حل لمشكلته "
تعجب الرجل كثيرا قائلا :" يا لخلقك الطيب! ولكن هل يمكنني أن أسألك لماذا تفعلين هذا... تخصصي وقت كبير لهذا الأمر ... لماذا ؟! و لماذا تسافري بين تلك المدينتين تحديدا ؟! وإن لم تكن اسئلتي خاصة "
قالت :" لا افعل هذا دائما بالتأكيد و لكن نعم... أخصص له وقت من حياتي... والداي كانوا من هاتين المدينتين... تقابلا في محطة القطار الأولى و احبوا بعضهم و تزوجوا و لكن انفصلا بعد ذلك و كان آخر لقائهم في المحطة الثانية... الان أتمنى لو أستطيع العودة لذلك الوقت وإن أساعدهم في التوصل إلى حلول للمشاكل المادية و النفسية الكثيرة التي كانوا يواجهوها... صحيح أنه لا توجد آلة زمن و لكن يمكنني أن أفعل المثل للآخرين كما تمنيت أن أفعل لوالداي... "
قال الرجل :" وانتِ؟"
قالت الفتاة :" ماذا ؟"
قال :" هل هناك من يستمع اليكِ؟"
قالت :" لا لم يكن هناك من يستمع إلي... ولكن الآن أصبح هناك أحد يفعل هذا "
قال الرجل مبتسما :" و(أحد) هذا سيكون موجود هنا دائما في نفس هذا القطار ليستمع اليك...ليكون رفيق همومك "
قالت :" هل سيظل مستمعا إلي ؟"
قال :" حتى تتوقف الشمس عن الشروق "
و هكذا سجل القطار قصة حب ليس لها مثيل ❤️🦋بقلم / نرمين عبد الكريم
