مضت 3 سنوات منذ اختفائه ...
لقد لاحظت بالفعل انه بدى مختلفاً ومتوتراً حاول الكلام عدة مرات وصمت
ليتني دفعته للكلام حينها لكني ترددت
كنا مقربين منذ الاعدادية بسبب اسمائنا المتشابهة وانتهى بنا الامر بحب بعضنا كان داعمي وقوتي اثناء احلك أيامي ولم يفارقني اطلاقا عند وفاة والدي
لكنه اختفى دون اي كلمة حتى انه انتقل من منزله..مع عائلته
بسؤالي المستمر كل مااستطعت معرفته هو أن الديون تراكمت حتى خنقتهم
لو انه اخبرني لحاولت المساعدة أيضاً هل بدوت عاجزة للحد الذي يخفي عني امر شديد الاهمية كهذا؟
بحثت وانتظرت ولم يظهر
اخبرتني صديقتي لعله قد تعب من حزنك حينها
لن افكر بهذا لكنه امر ممكن لقد كان مضغوطاً بمافيه الكفاية وزدتها عليه ...فهرب
هذا مافكرت به
حاولت حقا الاستسلام لكن لم استطع فأنا ضائعة في حياتي ومشاعري لاقصى حد
اردت مشاركة صديقتي بعض ذكرياتي معه لكنها ابدت رفضا واضحاً
اعرف اني أضيع حياتي ومشاعري لأجله لكن هذا دون ارادتي
قلبي الاحمق يرفض التخلي
اللعنة على الحب اللعنة عليه اللعنة
بدأت بلكم وضرب كل ماتصل له يديّ
نوبة غضبي من نفسي المعتادة ونوع من تفريغ وحدتي التي تأكلني
افكر يومياً بالموت
فوالدي قد فارقني وأمي بالكاد تكلمني والاصدقاء كل واحد بعالمه
اعدت سنة الجامعة بسبب اضطرابي الاحمق واخشى ان اعيدها مجددا
مضت المزيد من الايام المتشابهة ولكن كانت قد اختلفت عندما التقي بريتا
عندما اكون معها انسى اغلب ماافكر فيه ولكن عند عودتي يعود كل شيء...
في ذات يوم سمعت طرق الباب ففتحت لاتجمد من المفاجئة وتتوقف انفاسي للحظة
_استفان؟
ردني بابتسامة باهتة وقال مرحبا بصوته الذي تقت لسماعه
كان نحيلا وقد اطال شعره والانهاك بادٍ على ملامحه العزيزة لكنه هو حقا ماثل أمامي
دخل بهدوء بينما اراقبه ولا ادري ما ردة الفعل التي يجب ان اظهرها
وقف امامي ووضع يده في جيبه بطات الابتسامة اللطيفة التي عهدته بها
حينها اندفعت قدمي إليه وضممته بكل جوارحي بكيت بكاء آلم عيني وحلقي
سألته أين كنت واين اختفيت فلم يقل شيئاً سوى الاعتذار
جلس على الاريكة فتوترت قليلا وانتظرت ليتكلم
دموعي لم تتوقف حتى مع هدوء الموقف مما جعلته يربت على رأسي بخفة ويضحك
_لم اتوقع ان يتم استقبالي بهذه الحرارة لقد تفاجأت
قبل وجنتي بلطف فتراجعت قليلا متفاجئة
_لقد توقفت دموعك الان هاها
قال بصوته اللطيف مما اخجلني هذا
لااصدق ان كل حزني قد تلاشى بمجرد وجوده
سمعته يأخذ نفساً عميقا ثم.قال:
_سأدخل في صلب الموضوع يا استفاني
لقد أتيت لقتلك
مالذي يقوله؟
_ الامر مفاجئ صحيح؟ اريد قتلك طالما هاتين العنين تنظران لي بهذا الشغف
_لماذا؟ انا لاافهم
_لدي اسبابي
استل سكين قابلة للطوي من جيبه وبلحظة شعرت بها تلمس عنقي
_لن اذبحك فأنا اكره الدماء لذا سأسممك لتموتي محافظة على شكلك الجميل هذا
اريد سماع كلماتك الاخيرة الان
فكرت ملياً وبسرعة فتحرك يدي نحو السكين وامسكتها حتى نزفت لأقول :
_لا اريد الموت ليس بعد ان قابلت اخيرا
_همم؟
_ لقد انتظرتك وبحثت عنك طويلا لن اسمح بتضيع هذه الفرصة
قبل قتلي اسمح لي بقضاء بعد الوقت معك رجاء
نظر إلي بتمعن ثم قال:
_ يالها من كلمات غير متوقعة
تريدين قضاء الوقت مع شخص قد هددك للتو؟
_نعم!! اسبوع عالاقل وبعدها اقتلنيبدى متفاجئاً ثم قهقة بقوة ورفع اصبع واحد
_موافق اعجبت بالفكرة
لكن ليوم واحد فقط فلن اصبر لاسبوع ماذا تقولين
شعرت بالحزن العميق وعدم فهم رغبته الغريبة هذه
لكن لاخيار لعلي يمكنني تغيير رأيه قليلا وان نقضي المزيد من الوقت معاً
اضطررت للموافقة فابتسم وشعرت به يتأملني بشكل غريب
انه حقا امامي ...
ظللت انظر إليه بصمت فقال :
_انتي تحدقين
شعرت بالاحراج فادرت وجهي
_يالا غرابتك
_لا! تصرفي طبيعي لقد اشتقت اليك
_لا....لااقصد هذا يالا اندفاعك الغير مألوف
اقصد انك لستي خائفة مني
_انا لن اخاف منك يااستفان
_اشعر بالاهانة
_لا لااقصد بشكل سلبي انا...
ضحك ضحكة قاطعت كلامي لكنها انعشتني وجعلت دموعي تتجمع مجددا
_انا جائع
قال فجأة فانطلقت للمطبخ بعد ان طلبت منه اخذ حمام
_ان فكرتي بالهرب او الااصال بالشرطة فاسضطر لقتلك بالطريقة المؤلمة
_اصمت فحسب وتوقف عن التحدث عن القتل
دخل للحمام وبدا مستغربا وانا باشرت باعداد الطعام
• بعد ان انتهى تماما من الاكل والاستحمام قال ناظرا للاسفل
_مضت مدة منذ ان أكلت طعاما مطبوخا
شجعت نفسي حينها وامسك بيده بقوة_الا يمكنك اخباري ماحدث؟
_لا اريد ومن الافضل ان تحتفظي بصورتي القديمة في رأسك
_لااهتم بالقديم او الجديد انت هو انت لذلك اعتمد علي قليلا
قظب حاجبيه وسحب يده بغضب
_لاتحاولي ان تغيري رأيي بلطفك هذا فقلبي قد مات بالفعل
شعرت بالاسف الشديد لسماع كلامه انا حقا لا اود مفارقته
لااخشى الموت لاني كنت افكر بالموت على اية حال
لكنه هنا علي بذل جهد اكبر
قضيت اليوم معا نتحدث عن امور كثيرة واحضر له ماكان يحبه
كنت صريحة للغاية بمشاعري اتجاهه وكم اني احبه مما جعله يرتبك
في الليل تشاركنا السرير لكنه رفض لمسي اكتفى بتقبيلي عدة قبلات والنوم فضممته وقلت:
_لنعيش معاً للابد اوقن انك مررت بالكثير لكن انا سأظل معك وسنتجاوزها
رد بصوت حنون ومليء بالاسى: لم اعد بامكاني العودة لما كنت عليه...
لقد تلوثت حتى الاعماق
_يمكن التعويض دائما
_ نعم سأعوض بموتي واريح نفسي الانانية
_تريد الموت؟ لا لا
صمت قليلا ثم قال: اريد قتلك اولاً لذا استعدي في الغد وهذا اخر كلام لي
اريد النوم الان
وفعلا لم يرد على اي شي اقوله بعدها
من نبرته وعينيه يمكنني معرفة مدى جديته
ويمكنني معرفة مدى كرهه لنفسه ايضاً لذا اتخذت قرارا سيكمل مسيرة تضيع حياتي بلا ندم
اولا راسلت ريتا واخبرتها بالعديد من الامور
وبعدها تفقدته فكان نائماً
اخدت مجموعة من الادوية شعرت بالقرف الشديد وانا اتناولها
ثم عدت بصعوبة للسرير وضممته باقصى مالدي
_ انتي تعصريني
لم اقل شيئاً سوى: احبك كثيرا
ابتسم بلطف وقال بنبرة ساخرة قليلاً: هذه المرة العاشرة التي تقولينها اليوم
داعب شعري بلطف ثم قال مترددا
_ وا...وانا ايضاً احبك ولم اتوقع ان رؤيتك ستهدأ روحي لهذا الحد
نامي جيداً
بسماع هذا الرد اخيرا شعرت بالراحة تغمرني
لايهم ماسيظنه اي احد بي ولا يهمني اني أضعت نفسي لأجل الحب
لن ادعه يرحل قبلي ابداً
الموت بين ذراعيه وسط هذه الكلمات هي اسمى ما اريد ....يتبع
أنت تقرأ
الظل
Short Storyقصة قصيرة حزينة بعنواين رايتوبر 2021 محطة/ضياع/ظل تتحدث عن ثلاث اشخاص تربطهم مآساة الفقدان