1| عَابِث

757 55 473
                                    


بسمِ الله الرّحمنِ الرّحيم

هذه القصة كهديّة خاصة أُقدِّمُها لَكم  والّتي حكتها من خيوطِ الخيالِ

'فتَى الأكَوَاب الزُّجاجية'
__________________________________

هلْ شككتَ يومًا بأَنّ عقلكَ اِختّل؟

لِمَ العَيبُ يُرمَى علينا عندمَا نرَى ما لم يرهُ الغَير؟

أوليس من الصّائب تعديل زاويَا النّظر قليلاً؟

تعالَ معِي يَا رفيق لِنرتشف قليلاً من الرُّعب، وبِما أنّ الموضوعَ اِرتشافٍ، إذًا فالأكُواب هِيَ نجومُ النّص هُنا!

3، 2، 1

هَا هِي خمسةَ عشرة دقيقةً أُخرَى تذهبُ وأنَا جالسٌ أمامَ مَكتبِي الدّراسِي أو بِالأَحرَى معقلُ مُخابراتِي ومُؤامراتِي وَمُؤتمراتِي الشّخصِيّة، لقد أخذتُ الكثيرَ من الوقتِ بالفعل! لِذَا فلْأُنهِي الجَلسة بأنّ هذه الأوراق المُحبَّبة والَّتِي تسترخِي في رَاحة كفّي الأيمن هِي مَا سأهبهُ لأجلِ لأمّي.

أغلقتُ الدّفتر الّذي كنْتُ قدْ خططتُ فيهِ حساباتِي لمصاريف ومتطلبات هذَا الشّهر، وكنتُ قد درستُ أيضًا أثر هذه التّضحية الّتِي اقتطفتهَا من مالِي -والّتي تهونُ لأجل عَيني أُمّي طبعًا- لأَبعد حتّى من الأيّام الجَارية!

ذهبتُ تِجاه علاّقة الثّياب وَاِلتقطتُ منهَا مَعطفِي الجلدِيّ القَصير وَالكستنائِيِّ، ثمّ رميتُ بهِ علَى أكتافِي وأغلقت السحّاب إلَى المُنتصف كَي يبقَى على الأقلّ جزءٌ بسيطٌ من كنزتِي الصُّوفيّة الرَّائعة، ثمّ أخذتُ بعض الدّقائق أمَامَ السّطح العاكس، أُهذّب بعضَ خُصلاتِي الكحلاءِ الطّائشة، صحيحٌ أنّنِي جعلتهَا منصاعةً لأسفل، ولكنّنِي تركتُ بعضهَا يَنسدلُ حُرًّا عبثيًا فوقَ جبهتِي كما أحبُّ عادةً.

اِرتديتُ حقيبة ظهرِي متوسطة الحجم، وكُنتُ قد وضعت بهَا هاتفِي المحمُول وزجاجةَ ماء، وبعضَ الحاجيّات الضروريّة، ثمّ نزلتُ مِن علَى السَّلالم.

عِندَمَا وَطئت قدمِي عندَ آخرِهَا قابلنِي شقيقِي الأَصغرُ يُوكِي، فأخرجَ بعضًا من أحرف اسمِي الّتِي استطاعَ وَصلهَا

'أكِي هل سَتذهب؟'

أكِيامَا هذَا هُو اِسمِي، والّذِي يعنِي فَصل الخرِيف، ذوقُ أمِّي رقيقٌ وعميقٌ فِي اِختيارهَا لِي لَوحة الفراق المُزركشة تلكَ!

أخذتُ أعبثُ بِخصلاتهِ وَالَّتي سُرعان ما تشتاقُ للفوضَى، وكأنّي أَفكُّ القَيد عنهَا بفعلتِي
'أجل يا عزِيزِي'

فتَى الأكوابِ الزُّجَاجيّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن