فتح جاسر باب الغرفة بهمجية،
والشك والغضب ينهشان بقلبه دون رحمة،
وما ان ولجا ئلى الداخل حتى اتسعت فحميتاه،
وتبخر غضبه هباء الرياح،
وحلت محله اللهفة والقلق،
فقد وجد رهف جالسة على السرير،
ووجهها مغرق ب العرق والدموع،
وهي تتنفس بسرعة وكانها خرجت من سباقا لتو،
بينما تظغط فوق موضع قلبها محاولة تهدءة دقاته الصاخبة،اقترب منها وهو يسير نحو السرير بخطوات مهرولة،
" مالك في ايه ؟؟ انتي كويسة ؟؟ "
تمتم جاسر متسائلا بلهفة لم يستطع اخفاؤها،
او ب الاحرى لم يحاول اخفاؤها من الاساس،
وهو يجلس بجوارها على السرير،
بينما امتدت يديه لتبعد خصلاتها السوداء التي لتصقت بوجهها وجبينها،" كان كابوس، كابوس وحش اووي يا جاسر "
تمتمت بها رهف من بين شهقاتها الباكية ورجفة جسدها المذعورة،
فراح الاخر يكفكف دموعها بهدوء وهو يتمتم بكلمات مهدءة لها،
فهدءت وتوقفت دموعها،" خلاص انا بقيت كويسة يا جاسر "
تمتمت بهدوء بعض الشيء وهي تبعد يده عن وجنتها محتفضة بها بين كفها،
فقال جاسر:
" طب الحمد لله "
هزت الأخرى راسها ثم عاودت التحدث بامتنان :
" شكرا يا جاسر، شكرا جدا "
ثم اكملت بحزن :
" كان بيحصل معايا كدا كتير من قبل،
بس كنت دايما لوحدي،
كنت بهدي نفسي بنفسي،
وبمسح دموعي لوحدي "ثم اطلقت تنهيدة تحمل بين طياتها الحزن الشديد لتكمل بهدوء وهي تتامل تقاسيم وجهه الذي طغا عليه الحزن والشفقة،
فهذه المسكينة قد عانت ما عانته في حياتها :" يعني بالمختصر كدا انا شايفة فيك جوزي وحبيبي وسندي في الدنيا دي "
صمتت قليلا كي تستطيع اكتشاف موقع كلماتها عليه،
فوجدته يتاملها بتعبير مبهمة وكانه لا يعلم بما يجب عليه ان يشعر،" حتى لو مش بتحبني "
قالت كلماتها الاخيرة بتعب وستسلام لم يعهده منها في الاوان الاخيرة وهي تترك يده التي كانت تمسك بها منذو بداية الحديث وهو لم يمانع على ذالك،
زفر جاسر انفاسه المحبوسة بداخل صدره بتعب،
وهو يلعن مشاعره الهوجاء المبعفرة بداخله،
وكان تلك العواصف المتاججة بداخله غير كافية كي تاتي تلك الحمقاء كي تزيد الامر سوءا عليه بكلماتها التي تجعل مشاعره تتبعفر اكثر،قال بحنان وهو يربط على كفها الرقيق مقارنة بكفه :
" انا هفضل جنبك على طول، وهكون سند ليكي،
وكلما هتحتاجيني هكون جنبك "
أنت تقرأ
سيدة العشق
Mystery / Thrillerضحايا ماضٍ قاسٍ... كل منهم قد تجرع من القسوة ألوانا ،فهي فتاة بسيطة لكنها تجرعت مرارة الذل والقسوة، تربت وسط بيت لا تعتبر فردا منه على يد أب قاسي لم يحبها يوما. وعن أي حب أتحدث، بل هو لا يراها ابنته من الأساس، يكرهها و يحقد عليها كل الحقد يراها ال...