انتهت الخمسة وثلاثون يومًا، وكانت كاتالينا قد اعتادت على الرسائل التي تجدها كل صباح على خزانتها. تلك الرسائل الغامضة التي كانت مليئة بالكلمات الجميلة التي جعلتها تشعر ولو للحظة بالاهتمام. لم تكن تعرف من الذي يضعها، لكنها كانت تجد فيها نوعًا من الراحة وسط الجحيم الذي تعيشه في المنزل.
في اليوم الأخير من الرهان، كتب جونغكوك رسالته الأخيرة، ولكنه قرر أن يكشف عن هويته هذه المرة. أخبرها فيها بمشاعره الحقيقية، وأنه لم يكن يرسل هذه الرسائل كجزء من الرهان فحسب، بل لأنه وقع في حبها حقًا. وضع الرسالة على خزانتها كما اعتاد، لكنه شعر بالتوتر؛ هل ستقبل الحقيقة؟
بعد انتهاء اليوم الدراسي، انتظر جونغكوك في مكان قريب ليرى كيف ستتفاعل كاتالينا مع الرسالة الأخيرة. كانت خطتها الانتحارية قد وصلت إلى ذروتها، وفي تلك اللحظة، شعرت أن حياتها لا تحمل أي معنى. عندما رأت الرسالة على خزانتها، شعرت بارتباك، وترددت قليلاً قبل أن تفتحها.
حينما بدأت تقرأ، بدأت تتسارع أنفاسها. كانت الرسالة مختلفة عن سابقاتها، فيها اعتراف كامل وصريح بمشاعر الشخص الذي ظل يكتب لها طوال هذه الفترة. كان هذا الشخص يحبها بصدق، وكانت هذه الكلمات تلامس أعماقها بشكل لم تتوقعه. لكنها أصيبت بصدمة كبيرة عندما قرأت في نهاية الرسالة: "جيون جونغكوك."
توقفت عن التنفس للحظة. "جونغكوك؟" همست لنفسها. لم تصدق أن الفتى الذي كانت تظنه لعوبًا وسطحيًا هو من كان يكتب لها تلك الرسائل الرقيقة.
في تلك اللحظة، قررت كاتالينا أن تهرب من المدرسة لتكون وحيدة وتفكر في ما يجب أن تفعله. ركضت إلى أحد الأسطح العالية، حيث كانت تذهب عندما تحتاج إلى الهروب من ضغوط الحياة. لم تكن تفكر في الانتحار بقدر ما كانت بحاجة إلى مساحة للتنفس والتفكير.
جونغكوك، الذي كان يراقب من بعيد، لاحظ أنها لم تكن في حالة طبيعية. تبعها على الفور، وشعر بقلق شديد. عندما وصل إلى السطح، وجدها تقف هناك، شاردة الذهن، والرياح تعبث بشعرها البرتقالي. اقترب منها ببطء، ووقف خلفها دون أن تتنبه.
"كاتالينا..." قال بصوت هادئ.
تفاجأت كاتالينا بصوته، استدارت ببطء، ووجدته يقف أمامها. عينيها كانتا مليئتين بالدهشة والارتباك. "أنت... حقًا أنت؟ أنت الذي كنت تكتب لي كل هذه الرسائل؟"
أومأ جونغكوك برأسه، وعيناه ملأهما الحزن والقلق. "نعم، أنا. لكن لم يكن الأمر مجرد رهان... لقد تغيرت مشاعري بمرور الوقت. أحببتك، كاتالينا. وكل ما أريده الآن هو أن أساعدك."
انهارت كاتالينا في تلك اللحظة. لم تكن تعرف ما يجب أن تشعر به. كان بداخلها خليط من المشاعر – الغضب، الخوف، الحب، والألم. "لماذا الآن؟ لماذا لم تخبرني من قبل؟" قالت بصوت مليء بالدموع.
"لأنني لم أكن شجاعًا بما يكفي... لكنني الآن هنا، وأنا لن أتركك تواجهين كل هذا وحدك."
كانت تلك اللحظة مليئة بالتوتر، لكن شيئًا ما في أعماق كاتالينا شعر بأن هذه هي الفرصة الوحيدة للتغيير. وجود جونغكوك بجانبها أعطاها الأمل، وساعدها على إدراك أن الحياة قد تحمل فرصًا جديدة إذا قررت أن تعيشها.
في النهاية، ساعد جونغكوك كاتالينا على الخروج من جحيم حياتها المنزلية، ووقف بجانبها في كل خطوة. وفي آخر مشهد، يجلس الاثنان معًا على سطح المدرسة، يشاهدان غروب الشمس، والسماء تتحول إلى ألوان دافئة.
قالت كاتالينا بابتسامة صغيرة: "لم أكن أعتقد أنني سأرى هذا اليوم."
أجاب جونغكوك بهدوء، وعيناه مملوءتان بالحنان: "وهذه فقط البداية."
---
تمت.
أنت تقرأ
خَمْسَة وثَلاثُونَ يَوْماً؛ ج.ك ✓
Romance«لا أُؤمِن بِـالحُبِ مِنْ أَوّلِ نَظْرة، لِـأنَنِي أَقَعْ فِى حُبِكِ فِى كُل مَرَّة أَرَاكِ فِيهَا» - عِبَـارات غَـزليّـة. - الغِلاف من صُنع المُبدعة Vs_Hevin95