الفصل الثالث

71 5 0
                                    


لا تصدق...
حقًا لا تصدق...
هل هو بالفعل بالخارج يجلس مع هذا الأشرف ويطلب يدها!!...
لا لا... إنها تحلم... وحلم سخيف لأنه سينتهي بالتأكيد...
انتفضت حينما وجدت خلود تدخل غرفتها وتغلق بابها بضيق صارخة بها :
- كل دا وملبستيش الخماار... إنجزي يا شيخة ابوكي وامي مش طايقين بعض.. .

- يكش يولّعوا في بعض... أنا متوترة خلقة اصلاً مش نقصاهم... .

هتفت بها أفنان بتوتر بالغ والذهول مازال يلازمها ونظرها على الأرض... ولكنها رفعته تطالع خلود وهي تقول ببلاهة :
- هو بجد أخوكي جاي يتقدملي... ولا دا مقلب.. ماهو متخلف ويعملها.. .

قهقهت خلود بقوة فزجرتها أفنان بنظراتها فوضعت كفها على فمها تمنع ضحكاتها المرتفعة وحلما هدأت قالت :
- قومي البسي الخمار ربنا يهديكي... الواد خلل برا.. .

استنشقت أفنان الهواء بأنفها ثم زفرته بفمها بعدما ومأت برأسها ثم وقفت من مجلسها على فراشها ووقفت أمام مرآتها ترتدي خمارها الأبيض الملائم لفستانها الأسود الشفاف المبطن ومزين بزهور بيضاء... وحالما أنتهت وجدت خلود تمد كفها بشيء.. فنظرت لها بتسائل وهي تأخذه منها لتجده دبوسها الفضي التي قد قذفته على فادي من قبل....

- بعته معايا وقالي حطيه فمكانه... وبعدين كويس إنك لبستي الخمار الأبيض... أصله بيهوااااه زي ناااس... .

وانهت حديثها بضحكة مرحة فابتسمت على أثرها أفنان وبداخلها تتسائل هل يكن لها مشاعر... هل حقًا يحبها!!...
- لو شقيت هدومي دلوقتي محدش هيلومني.. يا بنتي لو مبيحبكيش هيجي يتقدم ليييه... بيصلح غلطة!.. .

اندهشت أفنان من حديث خلود النزق وقد علمت أنها فكرت بصوتٍ عال!!.... فتأففت وهي تقول بحيرة:
- وأنا هعرف منين يعني... وبعدين متبقيش مستفزة وسانديني.. .

قهقهت خلود بقوة تقبلها من وجنتها قبل أن تخرج وهي تستعجلها فنظرت أفنان للمرآة ووضعت الدبوس أسفل كتفها قليلاً على الخمار ليعطيه مظهرًا جذابًا، وقبل ذهابها زفرت بقوة وهي تتمنى أن يكون كل شيء بخير... .

*****

بالردهة......
كانت الاجواء مشحونة بالتوتر بين "أشرف" والد أفنان و"ميساء" والدة فادي وخلود.. وتلك النظرات النزقة التي يتراشقاها صراحة جعلت من "هالة" تجلي بصوتها وهي تتحدث بود علَّ الحديث يلهيهما عن الامساك ببعضهما:
- سمعت أنك هتفتح ورشة يا فادي... لقيت محل كويس ولا لسه... .

ابتسم فادي بخفة وقد انزاح عنه التوتر يجيبها :
- الحمد لله لقيت ورشة في أخر الشارع واخدتها وكلها شهر والمكن يكون جيه ونبدأ شغل.. .

- ربنا يجعلها فتحة خير عليك يا حبيبي ويكرمك.. .

ارتسم على وجهه الامتنان فيما تحدث اشرف بتشدق وعيناه تفترس فادي الحانق منه :
- وعلى كدا بقا المحل ايجار زي الورشة اللي هتاخدها.. .

وصالك سهديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن