رواية قصيرة : اللعبة - الحلقة الأولى

176 10 4
                                    

في ليلة عادية جدا كان هناك شخص ما يطرق باب أحدهم دون توقف حتى أتاه صوت من الداخل وهو يتسأل ببعض الحيرة والكثير جدا من الكسل:

- من هناك؟

زادت الضربات فى الباب ورد الطارق ببعض اللهفة:

- افتح يا جيمي.. انه انا .. رومان.

لم تمض ثواني حتى كان جيمي يقف امام رومان بعد أن فتح الباب وهو ينظر إليه بكل استغراب وأخرج رأسه قليلا وهو ينظر الى بقية الحي ورمق السماء ايضا بنظرة سريعة وكأنه أراد أن يعرف ضيفه أن الوقت متأخر على هذه الزيارة.

ومع ذلك دخل جيمي الى المنزل وكانت العلاقة الأسرية القوية بينهما سببا فى عدم دعوته لرومان للدخول، لأنه كان متأكد بأن ذلك الاذن لن يوقفه، وهو ما حدث بالفعل، بل وتخطاه رومان وهو يتجه الى الثلاجة دون أن يفتح فمه بأي كلمة.

كان جيمي يراقب رومان ببعض الاستغراب وهو يتحدث أليه قائلا:

- كما ترى كنت انا ونايومي على وشك النوم ونحن نشاهد أحد الافلام.

نهضت نايومي من الاريكة وكان جيمي يحاول طمأنتها بأن الزائر هو رومان بعد ان انتبه الى انها كانت خائفة، بل وخائفة اكثر من اللازم.

فى تلك اللحظة كان رومان قد اخرج قارورة الماء من الثلاجة وبدأ فى افراغ محتواها فى جوفه دون توقف، وهو ما جعل جيمي يشعر ببعض القلق هو الآخر، لأن رومان عادة ما كان يخرج مشروب آخر من ثلاجته حين يأتيه فى المنزل، وزاد كثيرا قلقه حين اشار اليه رومان بالاقتراب منه.

وقف الاثنين فى مواجهة بعضهما ولا شئ بينهما سوى انفاسهما، ولم يمهله رومان طويلا وبدأ فى الحديث:

- اسمع.. لا وقت لدي .. اريد أن أخبرك بأمر ما وانا أعلم مدى بشاعته .. لكننى أفضل ان تعرف مني بدلا من أن تعرف من شخص آخر.

لم يكن جيمي يعرف ما يريد رومان أن يخبره به، لكنه تأكد أن الأمر كبير للغاية، فدونا عن بقية افراد الاسرة واصدقائه لا يميل رومان كثيرا الى المزاح، وحين تكون ملامح وجهه مثل التى يراها امامه فأن وصف الامر بكلمة مصيبة هو قليل للغاية.

- جيمي.. قد اخسرك للأبد .. بل سأخسرك فعلا.. لكننى اريد أن اكون رجلا فى هذه اللحظة بالتحديد بعد أن كنت جبانا طيلة الوقت. خصوصا بعد أن عرف فينس بالأمر وسيحاول استغلاله

قالها رومان وهو يتجه نحو نايومي هذه المرة والتى كانت شبه منهارة تماما، وهو ما جعل جيمي يسرع اليها ويضمها اليه وهو يشير الى رومان بمواصلة الحديث بعد ان كاد عقله ينفجر من كثرة التفكير.

رواية قصيرة : اللعبة - الموسم الأولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن