الفصل الاول
[ فساد قاع البصر ]
[ 2007.5.1 / 09:57 ]
البِدايات ،
قليلاً ما تُذكر أو قابلة للتذكر ..
قليلٌ مِنا مَن يتذكرُ متى بدءَ كُل شيء ..
قِصص نشئةُ الكون ..
متى بدءت المشاعرُ بالنمو ..
واشياء مِن هذا القبيل ، كُلها احتمالات لا اكثر للبدايةِ .قد لا اتذكرُ متى بدءَ ما بداخلي لها
قد لا أتذكرُ متى بدءَ ما بَينُنا ..
لَكنني مُقينٌ أنني أتذكرُ أول لقاءٍ لَنا
لحظةُ أبصاري لها
أولِ ذكرى لَنا
أول ذكرى في قاع ذكرياتي عنها ..
أول فسادٍ لقاع البصر .كُنت بِعُمر التاسعة ، ليلةٍ حَتى اصبحُ في العاشرة مِن عُمري
في صباح ذلك اليوم أثناء الفطور وصلت عربةٌ إلى القصر
فعندما أعلمَ الخدم والدي ووالدتي بقدوم العربة
نهض والدي مسرعاً إلى الخارج ونهضت والدتي ومدت يدها إلي قائلة_" انهضي يا شمسي ، عَلينا استقبال الضيوف " .
أمسكت يدها كطفل .. وسرنا معاً إلى خارج القصر حيث رَكنت السيارة ، رأيت والدي يتحدث مع رجُلاً بكل أحترام
كان الرجل شاحب البشرة ويبدو عليه أنهُ في الثلاثين من عمره في لباسه البسيط المكون من قميصٌ ابيضٌ وبنطال اسود بحمالاتٍ وقبعة ، وشعرٍ اسود ناعم وعينان زرقاوتانيبدو انه السائق الذي سمعتهم يتحدثوا عنه مسبقاً
نظر ألي فأختبئت وراء والدتي ..
فتح باب السيارة الخلفي فخرجت فتاةٌشابهت الدُمية التي كانت تحملها ..
ملامحٌ باردة عينان خضراوتان وشعر اسود ...
بفستانِ داكن الألوانِ ..نظرت إلي .. فأخبرتني والدتي ان أذهب وأرحب بها
كُنت أشعر بغرابة وخوف لم أعتد على مقابلة الناس والخروج من القصر ..
تقدمت نحوها بمساعدة والدتي سينبيا ..
وقفت أمامها ، كُنا بنفس الطول تقريباً
مددتُ يدي نحوها فنظرت إلى يدي ومِن ثُم إلي ..
كُلما تمعنت النظر بعينيها ازاد شعور ' الغرابة " هذا
وكأنها تشعرُ بنفس غرابتي او لا تبالي
ام خائفة كحالي ...