دخل نزار مع بلقيس المكتب ،وقفت ماريا وحيتهما قائلة:مرحبا بكم،تفضلا.
دخلت بلقيس مع نزار لمكتب والدها وقالت له:صباح الخير.
-صباح الورد.
نظر المدير إلى نزار وقال بإنزعاج:من سمح لك بالدخول،ولماذا تأخرت عن العمل؟
تدخلت بلقيس على الفور وقالت:أنا سبب تأخره يا أبي فهذا الشاب أنقذني اليوم.
تسأل عصمان بإستغراب:كيف...أنقذك من ماذا... مالذي حدث؟
روت بلقيس القصة لوالدها وبعد أن انتهت من الحديث،نظر عصمان لنزار بإعجاب وقال:شكرا لك أيّها البطل.
-لا شكر على واجب،الآن سأبدأ العمل.
قاطعه عصمان بشكل بارع ومهذب:اليوم عليك أن ترتاح،وغذا ستباشر عملك.
-شكرا لك،اسمح لي بالإنصراف الآن.
خرج نزار وتبعته بلقيس،استندت بلقيس على مقعد السيارة بإرتياح،بينما ظل نزار صامتا ينظر من نافذة السيارة ثم أردف بفضول:من هذا الفتى الذي ظل يتبعنا بالنظر منذ خرجنا من الشركة.
-إنه ابن عمي (هاشم).
كان هاشم يمتلك شخصية جذابة فكان أسمر البشرة وذا عينين واسعتين سوداين وشعر أسود ناعم وحاجبان غليظان.
شرعت السيارة بالرحيل وبعد لحظات قال نزار:حقا أنكم عائلة فائقة الجمال.
رمقته بعينيها وقالت بتفاخر:بالطبع.
-هل لك ابن عم آخر؟
-لا عندي عم واحد وقد توفي منذ عامين ،وهذا ابنه الوحيد،ولكن لماذا هذا السؤال؟
-عندما دخلت أمس إلى الشركة قابلني شاب يشبه والدك،وهو الذي دلني على مكان المكتب.
-إنه أخي جود.
-ألم تقولِ لي أنك وحيدة والدك.
هتفت بلقيس قائلة:ماهذه الأسئلة بربك،تذكر جيدا من تدخل في ما لا يعنيه سمع مالا يرضيه.
-أنا آسف حقا.
رجع نزار المنزل فوجد أختاه في إنتظاره على الغذاء،قالت رزان:مابك؟ما هذه الكدمات على وجهك؟من الذي فعل بك هذا؟
رد نزار قائلا:مجرد شجار مع أحد الشباب،لا داعي للقلق.
قالت روان:تفضل الغذاء جاهز.
-لا أريد شيء غير النوم.
أتجه نزار إلى غرفته وتمدد على الفراش وقال متمتم:يا لها من ساحرة.
وفي اليوم التالي،دخل نزار إلى الشركة وأتجه إلى غرفة عمله؛ وبينما هو منشغل دخلت عليه فتاة ذات شعر أسود حرير وعينان زرقاوان وفم مرسوم،لكن رغم جمالها إلا أنها لا تتمتع بالجاذبية بادرته برقة قائلة:هل أنت موظف جديد هنا.
أجابها بلطف:نعم لكني مصمم وليس موظف.
-كلاهما نفس المعنى.
سألها نزار بطريقة رومانتكية:هل أنتِ مصممة؟
-نعم،ومعنا فتاة ورجل آخر،نحن نقوم بالتصميم وآخرون يقومون بالتّصنيع.
أضافت الفتاة متسائلة:لم تعرفنا على نفسك؟
-نزار السلطان.
-تشرفنا،أنا ليلى إسماعيل.
-تشرفت بمعرفتك.
أنشغل كل منهم في تصميمه،ساد الصمت طويلا حتى دخل مصمم يدعى أنس ؛كان أنس شاب قصير القامة وذو شعر كثيف وعينان جاحضتان يكاد وجهه أن يشبه الخنزير...
قال أنس:مرحبا...كيف الحال.
ليلى:بخير.
تقدم أنس إلى نزار وقال له:هل أنت المصمم نزار؟
-نعم.
وبعد أن انتهى التعارف بين نزار وأنس،انشغل كلٌّ منهم بعمله،مضت فتره محدودة ومن ثم دخل عليهم رجل عريض الفكين ذو شارب مفتول وعينين رمادتين وشعر أبيض،قال بصوت متعب:هل لديكم أي طلبات؟
قال أنس بلطف:فنجان قهوة من فضلك؟
قالت ليلى:لا أريد شيء.
نظر القهوجي إلى نزار وقال :هل لديكم أي طلبات؟
-لاشكرا.
قال القهوجي:أين أحلام؟
قالت ليلى:لم تأتي اليوم قالت إنها أخذت إذن من المدير لتذهب مع والدها لأخذ جرعة كيماوي،فأنت كما تعرف والدها مصاب بالسّرطان.
عندما سمع نزار بالسّرطان،تذكر والدته وسقطت دمعة من عينه ثم قام بمسحها.
قال نزار:من أي نوع مم أنواع السرطان يعاني والدها؟
أجابته ليلى بآسى:في الدماغ.
عاد كل من ليلى وأنس إلى عمله إلا نزار عاد إلى ذلك الكابوس الذي آخذ منه أغلى شيء.
بعد أن انهى نزار عمله سأل أنس قائلا:أنهيت التّصميم ماذا سأفعل الآن؟
إذهب إلى المدير،فهو الذي سيحكم على تصميمك فهو موهوب ولديه خبرة.
-هل هو مصمم؟
-نعم،هو مصمم آزياء مبدع.
أسرع نزار إلى المدير،دخل نزار فوجد ماريا ثم سألها:هل يوجد آحد عند المدير؟
-لا،إنتظرني لحظة.
قال نزار:مرحبا سيد عصمان.
قال وفتح عينيه الخضرواتين:أهلا بك.
-في الحقيقة جئت لأخذ رأيك في تصميمي.
-كيف أكملت بهذه السرعة!.
-التَّصميم كان في مخيلتي من قبل واليوم ولأول مرة أحاول رسمه.
-دعني آراه.
مد نزار الورقة لعصمان،بدأ عصمان يشاهد الورقة بإنبهار وقال:حقا إنّك فتى موهوب لا يوجد أؤ عيب فيه،واستخدمت الجلد في الفستان،والجلد هو من الموضة الشائعة حقا إنها تحفة رائعة.
أجابه بفرح:شكرا لك هذا من ذوقك.
-هل لديك مذكرة خاصة بتصاميمك؟
-نعم لدي مذكرة خاصة بتصميمي.
-إذا أحضرها لي غذاً.
خرج نزار من الشركة متجها إلى الشقة،وفور رجوعه من العمل متعبا ألقى نفسه على السرير ونام نوما عميقا حت استيقظ على رنة هاتفه،الساعة الرابعةمساءاً... على الهاتف قائلا:مرحبا حازم.
-بخير،كيف حالك وحال العمل؟
-أنا بخير،والعمل رائع جداً والمدير رجل رائع رغم خوفي منه في البداية.
-جميل.
-ولكن قل لي أين كلّ هذا الغياب يا صديقي انسيتني.
-لا تعاتبني فأنا حقا مشغول.
-هل يمكنني رأيتك اليوم.
-حسنا،ما رأيك أن نلتقي الآن في مقهى إسطنبول.
-اتفقنا.
خرج نزار إلى الشارع،كان الجو غائما والبرد قارص وجد نزار حازم في إنتظاره بادره بالكلام بسرور:كيف الحال؟
-أظن أنك سألتني هذا السؤال في الهاتف وأنا أجبتك.
-اليوم القهوة على حسابي.
-من قال أني أريد القهوة ،أريد عصير.
-حسنا،ولكن الجو بارد ويحتاج إلى شيء ساخن.
أردف نزار بعد أن احضر النادل الطلبات:مالذي يشغلك يا عزيزي.
أجابه بكآبة:كلّ يوم نقوم بالتّحقيق بسبب كثرة الجرائم.
-لا عليك ياصاح،أنا واثق بأنك ستتمكن من القبض على المجرمين فأنت محقق بارع.
-حقا إنك تزيد العقدة النّرجيسية لدي.
-هذه حقيقة يا عزيزي ليست مجاملة.
لم يكمل نزار حديثه حتى اتصل هاتف حازم، أجاب حازم على الإتصال بينما ظل نزار صامتاً؛أنهى حازم المكالمة وقال معتذراً لنزار:أنا حقا آسف،لكن تم إستدعائي في أمر عاجل وضروري.
أنت تقرأ
جرائم عاشق
Детектив / Триллерرواية للكاتبة تسنيم العجوري تتحدث عن رواية تمزج بين الحب💖والجريمة😔