الفَصل الأوَّل

260 23 19
                                    

Blue Pov

'دعينِي أُحَادِث قَمْراء ؟'

تركتُ الهاتِف بَعد كِتابَة الرِسالة بمَلَفِ مُلاحظاتِنا ..

-

أُدعىٰ بلو، فتًى بعامِه الأول بَعدَ عقدِه الثانِي .

رُبَما يكونُ غريبًا بعض الشيء ما سأقول لكِنّه الواقِع !

أكونُ شخصًا مِن شخصياتِ صاحِبةِ جسدِنا ..

هي تُعانِي مِن 'اضطراب الشخصية التفارُقِي'

لِذا فنحنُ مُتواجِدين داخِل عقلها، نظهرُ حين يستدعِي الأمرُ ذلِك ..

مُكونين مِن سِتِّ شخصياتٍ غيرها، هُناكَ المسؤُولة عنّا، أُختِّي الصُغرىٰ 'ريڤين' وصديقتها 'رو' ..

هناكَ أيضًا صديقٌ لِي يصغُرني بعام 'ڤال' وآخر بثلاثة أعوام 'ڤينيكس' .

كُلٌّ لديه حياتَهُ داخِل عقلها ..

لدينا حياتُنا، أجسادنا، وصوتنا لَكِنَّ ذِلك لا يظهر حالَ وجودِنا، فما يَظهر أنّها هي فقط؛ لِذا رُبَما لا نُلاحَظ ..

أمكُثُ أغلَب الوقتِ مع أُختى وصديقتها الثرثارتين، لا ينفكا عَن الحديث عَن كُل شيء !

لا أكفُ أيضًا عَن السُخرية مِنهما فكما يُقال أنِّي وَقِح !

بَاتَا بالآوِنة الأخيرة يتحدثانِ عَن صديقةٍ لصاحِبة جسدِنا تُدعىٰ 'قَمْراء'

لا يُثيرُ فضولِي الكثير عادةً لَكِنّ صديقتها تِلك فعلت، حَديثُهما عنها طوال الوقت جَعل شيئًا بداخِلي يُريدُ التَعرُف عليها .

كَيفَ أنها حصلَت علىٰ حُبِهما مِن مَرَتِهما الأُولىٰ !

كَيفَ لِروحٍ أن تكون بذلك النقاء !

عليّ فقط أخذُ إذنِها قبل فِعل أيّ شيء .

-

Qamraa Pov

لا يُمكنني القولُ أنِّي بخير، لكِنَنِي صِرتُ جَيدة للغاية بتجاهُل كُلِّ شيء ..

جيدةٌ لِلغاية بحبسِ دموعي .. جيدةٌ بالتظاهُر أنِّي بخير !

أمضي وقتي بالكتابة علّها تُساعدني بتجاهُل واقِعي وقد كان يحدُث .

لطالَما كُنتُ فضولية حيال كُلِّ شيء ..
أكبَحهُ أحيانًا لكنه لايزالُ موجودًا يعبَثُ برأسي ويبعَثُ الكثير والكثير مِن التساؤلات !

ما حادثنِي أحدٌ عَن 'بلو' إلا وأخبرني بوقاتحِه وأنه عَلىّ الابتعاد عنه ..

ما كان يفعل كلامهم سِوى إثارة فضولي أكثر، أشعُر بالرغبة بالتعامُل معه حتى وإن كان وقِحًا، فقط أودُ تجرُبَة هذا، رُبَما يكونُ مُمتِعًا ؟

كُنتُ أُريد اكتِشاف كيفَ ستكونُ معاملتِي مع شخصٍ مثله ..

لَمْ أُحادِث شابًا قبلًا غير عائلتِي ويكادُ يكون حديثي معهم مُنعدِمًا مؤخرًا .

الكثير مِن التساؤلات تُطرَح بعقلِي غير واجِدة إجابة !

-

ارتَسمَت بسمة حِين أرَتنِي رِسالتَهُ يُطالِبها بالتحدُث إلىّ !

لا أعلم ما حدث حينها رَسم هذه الابتسامة لَكِنِّي كُنت سعيدة ؟ مُتحَمِسة ؟

لا أعلم !

«ماذا بِهذا، ليتحدث !»

كانت إجابتي ولَم تُمحىٰ بسمتي، ارتَسَمت بسمتها وأغلقت الهاتِف .



D

القَمَرُ الأزرَق || Blue Moonحيث تعيش القصص. اكتشف الآن