Qamraa Pov
«قمرائِي الجميلة، أكتُبُ بأوراقٍ عِندي، فلا أُريدُكِ أن تقرَئئ هذا إلا بوقتٍ مُحدد ..
سأُخبُر أحدهم ليكتُبها لكِ بدفترنا حين أذهب ..»
عَلت شهقاتِي وزادت دموعِي وكأنّ سـُحُب عيناي أكثَفُ مِن خاصة السماء الليلة ..
«تذكري وعدكِ لي دائِمًا ..
'سيكون عدد الابتسامات أكثر؛ سأبتسِم كلما تذكرتُك وحين أبكي أيضًا ..'
ابتسمي دائِمًا قمرائِي أرجوكِ ..
أنا أُحِبُك .. أُحِبُكِ كثيرًا .
لا تُجهدي نفسكِ كما اتفقنا، حسنًا يا صغيرة ؟»
نفثتُ ما بداخِلي علّ شهقاتِي تهدأ ..
حسنًا بلو .. الآن فقط .
اسمح لِي أن أُخالِفَ كُل ذلك لِليلةٍ واحِدةٍ فقط ..
«قمرائي فتاةٌ مُطيعة ستعتني بنفسِها ولن تُهمِل طعامها أو واجِباتِها ..
أخبَرَتني جميلتي أنها لن توقِف شيئًا تفعله، وأنا وثقتُ بها ..
لذا، أُذكرها الآن فقط .. لا شيءَ سيتوقف حَبيبَتِي .
تابِعي وواثِقٌ أنكِ ستكونين ما تُريدين، ستكونين لامِعة بأيّ مكانٍ تعملين بِه فأنتِ مُميزة دائِمًا ..
حَبيبَتِي قمراء .. أرجوكِ اهدئي قليلًا؛ مِن أجلي .
حادِثيني بدفتري كما اتفقنا، حسنًا جميلتِي ؟
اعتني بنفسكِ قمرائِي، ولا تدعي أحدًا يُضايقكِ .
سأفتَقِدُكِ .»
سقط الدفتر إثرَ يداي المُرتعشتان، ثقلت أنفاسِي حتى أني شعرتُ بالاختناق .
لَم آبَه لصوتِ شهقاتي العالى فصوتُ المَطرِ أعلى ..
البردُ قارِصٌ داخِلي ..
ليس بسببِ حبّات المطر تلك !
مرّ الكثير ودموعي تأبى التوقف، قلبي وكلّ شيءٍ يؤلمني .
أبات جميعُ فصولِ حياتِي شتاءً !
لَن أجِد كلماتِه الدافِئة مُجددًا ؟
آنتهى الأمرُ هكذا !
نفثتُ الكثير مِن الصقيع القابِع بالداخل وأخذتُ الدفتر عن الأرض، دلفتُ لأضعهُ على مكتبي وأرتدي سُترة ليست بالثقيلة ..
تركتُ المنزل وبقيتُ أسيرُ بالشوارِع الفارِغة كحالِ داخلي، وقد تبللتُ تمامًا إثرَ قطراتِ المطر ..
لن آبه لهذا، لا شيء يُهم .. الليلة فقط .
وكأنَ السماء تُشارِكُنِي بُكائِي .. وكأنها تواسيني ؟
تذكرتُ شيئًا قد كُتِبَ قبلًا عن أول ليلة مُمطرة وكنا سويًا حينها ..
ابتسمتُ بألم وأخذتُ شفتي بين أسنانِي مانِعة شهقاتي من العُلُوْ أكثر، بقيتُ أسيرُ للكثيرِ مِن الوقت ..
لَم أكُن أشعُر بأي شيء ..
حتى أدركتُ أن المَطرَ قد توقف وأن أشعة الشمس تُضيءُ الأرجاء ..
أمَرَّت الليلة بهذه السُرعة !
أدركتُ أيضًا أني بعيدة للغاية عن المنزل، لِذا أوقفتُ سيارة أُجرة وعُدتُ بِها ..
بدلتُ ملابِسي وأغلقتُ كُلّ مصدَرٍ للضوء ..
دفنتُ نفسي بين أفرِشتِي ليَعُم الهدوء ..
أعلمُ أني لن أستَطيعَ النوم بِكُل الأحوال ولن تُدَفِئنِي هذه الأفرِشة ..
الكثير والكثير من الوقت مر ولا شيء حدث، لَم يتحرك جِفني حتى .
عَلا صوتُ هاتفي وهدأ للعديد من المرات، لَم أهتم حتى بالنظر بِه لأعلم من المُتصل .
مر المزيدُ مِن الوقت لينتشلني النوم أخيرًا مِن بين أنفاسي المُنقطعة .
فقط، امنحني ساعاتٍ قليلة بعد وسأعود، قمراءُ الأزرَق ستعود لا تقلق ..
فقط، القليلُ مِن النوم لتنتهي ليلتي وسأستيقِظ لأَفي بكل وعودي لَك أزرَقي ..
•
•
•
N
أنت تقرأ
القَمَرُ الأزرَق || Blue Moon
Historia Corta«إن كُنتُ لونًا .. أيُّهم سأكون ؟» «بَنفسَجِيّ، رُبما .» «لِمَ ؟» «لأنّهُ كالأزرَق لَكِنهُ أكثرُ دِفئًا .» - نُشِرت بالثَامِن عَشر من دِيسمبر، بالواحِد والعِشرين بعد الألفين .
