الفَصل الثامِن

35 12 21
                                    

Qamraa Pov

مَرَّ عامٌ وسمائِي لَم تفقِد لونها ..

عامٌ ومازالت زُرقة السماء تضمني بِدفء ..

مر عامٌ آخر بدراستي، قاربتُ على الانتهاء، رُبما بوقتٍ قريب أُصبِح ما أُريد بالفعل ..

-

كثيرةُ الاطِّلاع أنا .. أو رُبما بِما أُحِب أو أهتَم .

كُنتُ أقرأُ بأحدِ كُتُبِ الأساطير على غيرِ عادتي حين وجدتُ شيئًا ..

كانت تتسِعُ بسمتي مُتناسية حقيقة كونها مُجردُ أساطير ..

-

«كيفَ حالُ قمرائِي ..؟»

بُعِثَت بمُحادتنا التي قُمنا بإنشائِها مُنذ الكثير ..

«بأفضلِ حال، اشتقتُ لَك ..
وأنتَ كيفَ حالك ؟»

«بخير يا جميلة مادُمتِ كذلك، كيفَ كان يومُكِ ؟»

«كان جيدًا رُبما .. انهيتُ مُحاضراتِي باكِرًا لِذا ذهبتُ للمكتبة .»

«جيد جيد، قمرائي فتاةٌ رائِعة .»

ابتسمتُ بحماسٍ أنقشُ حروفًا مُبعثرة اعتاد عليها

«قرأتُ كِتابًا عن الأساطير ..»

«ليس مِن عادتك، رائِع .
ماذا وجدتِّ ؟»

«الكثير، لكن كان هناكَ شيءٌ مُتعَلِقٌ بِك ..»

«بي ؟!»

همهمتُ مُوضّحة

«ليس بلو، بل كشخصٍ مِن شخصيات 'يون' .»

«حسنًا ؟»

«قرأتُ الكثير الذي أعلمهُ بالفعل، لكن عندما وصلتُ لمرحلةِ تعافي الشخص المريض واختفاءِ شخصياتِه الأُخرى تابَع الكِتابُ حديثَهُ موضِحًا أن هذه الشخصيات توجَد بالواقِع، كأشخاصٍ لهم حياتهم الخاصّة ..»

رداتُ فعلٍ مُندَهِشة ليقول بعدها

«لَم أسمع بهذا قبلًا !
تخيلي ألا تكون مُجرد أسطورة ..
نستَطيعُ أن نكونَ سويًا !»

«نعم لكن .. ستكون بِذكرياتِكَ أنت فقط، ستنسىٰ كونكَ كُنت بيومٍ شخصًا بداخِلها .
ستكونُ بلو فقط، بذكرياتِك أنتَ فقط ..»

صمتَ ثوانٍ ليضحك قائِلًا ..

«إن كان هذا حقيقيٌّ بالفِعل سأجِدُكِ مُجددًا قمرائِي وستوقِعيني كما فعلتِ بمرتكِ الأولى ..»

«مِن أينَ حصلتَ على هذه الثِقة ؟
رُبما حينها لن تجدني ..
رُبما تُقابِلُ أُخرى ..
رُبما نتقابل باجتماعٍ لآباءِ الطُلاب وأكونُ مُعلّمة ابنك ..»

«مُعلمّة ابني ! ستكونين عجوزٌ حينها .»

«عجوز ! وأنتَ ستكونُ الشاب الوسيم ؟

«نعم بالطبع، ذا الشعرُ البُنِّيّ، العيون العسليّة، ملابسي المُرتبة وزوجتي بجانِبي ..
ألن أكون وسيمًا !»

«زوجتك ..!
عيونٌ عسلية !
حسنًا ..
كانت مُجرد أسطُورة، لِم تُفكِّرُ بها كثيرًا !!»

عَلت ضَحِكته الساخِرة

«أنتِ من بدأتِ بافتراضِ أشياءٍ غريبة !»

صمتُّ ثوانٍ ليُردِف

«قمرائي الجميلة التي تتفَننُ بِمُضايقة نفسها ..»

انفلتت ضحِكة خفيفة لأُجيب

«لا، أنتَ من تفعل .»

«جاريتُكِ فقط !!»

«لَم يكُن عليك فعل هذا .»

«طفلة، أُحادِثُ طفلة .»

«بلوو !!»

«حسنًا حسنًا، فقط .. سأكونُ سعيدًا للغاية إن حدث هذا بيوم، ولا تقلقي يا صغيرة، لن أتزَوَج غيرَ قمرائي .»

فقط .. لا أريدُ فقدك !

«أنتِ أكثَر مِن شيءٍ عابِرٍ بحياتِي ليُنسى ..
كيفَ لسماءٍ قاتِمة أن تنسى قمرها !»

ابتسمتُ وسقطت دمعة دُون مُبَرِرٍ واضِح ..

«أعلم أنِّي لم أُخبركِ بهذا كثيرًا، أو ليس مثلك ..
لكنّي أُحِبُكِ جميلتي، أُحِبُ ضحِكتكِ وسعادتكِ، أُحِبُ كُل شيءٍ مُتعَلِقٌ بِك ..
بلو يُحِبك، تذكري هذا دائِمًا، حسنًا ؟»

جميلتي !! ياءُ الملكية ! مرته الأولىٰ !

وأنا أُحِبُه .. كثيرًا .

اكتفت أفكاري بتواجدها بعقلي ولم تتعداه ..

«عديني أن تُحادثيني دائِمًا، قَمْرائِي ..»

«أعِدُك .»



T

القَمَرُ الأزرَق || Blue Moonحيث تعيش القصص. اكتشف الآن