يركض هالعاً بعيداً عن ما يلاحقه ، لا يملك الجرئة كي يستدير و يواجهها ، هو حتى لا يعرف مالذي يلاحقه هو فقط يهرب .
يستمر بالركض حتى وصل لطريق مسدود لا يملك حيلة الان للهرب .
ما أن عاين حوله حتى وجد نفسه في بقعة ضيقة بالكاد تكفي موطئ قدمه لا شئ حوله لكنه يشعر بالخوف هنالك ما يلحقه حتى الطريق الذي ركض من خلاله لقد اختفى !!
صوت أحدهم يستمر بمناداته هو يعرف هذا الصوت حق المعرفة و لاليت لا يعرفه ، مهما هرب سيبقى يلاحقه أبد الدهر ، ما من مكان يهرب اليه هو عالق.
فزع من سريره وهو يلهث كما لو أنه كان يركض بالواقع لا في الحلم ، العرق يتصبب منه حتى أصبح غطائه رطباً.
كوابيسه تستمر بأفساد نومه ، يهرب من الواقع متجهاً للنوم يتأمل أن ينسى حياته و ما حوله فيتفاجئ ان احلامه أصبحت بسوئها .
ما تهرب منه يتجه اليك بطريقـةٍ ما .
نـدمه يستمر بالتزايد اكـثر فـأكـثر ، يـوماً بعــد يـوم يتمنى لو تخرج روحـهُ من بدنه على عيش يوم اخر .
استقام من السرير كي يمـارس يومـه المعتاد بـفعل لا شئ.
توجه للحمام كي يستحم ونظر لوجهه في المرآة و لذلك الأثر الواضح في عينه اليسرى ، استمر بالتفكير بكم هو مثير للاشمئزاز و القرف .
جمع اصابعه في قبضة يده و هو ينظر لانعكاسه و قام بلكم المرأة بقضبته مما أدى الى تناثر قطعها و بدأت يده بالنزيف ، وكأنه يهتم .
التقط قطعة من القطع التي تناثرت ارضاً و وضعها على حافة حوض الاستحمام مظهراً ساعده الايسر المضمد ، بدأ بفك الضمادة و ظهرت تلك الجروح متباينة العمق و منها ما حدث من وقت قريب .
امسك بقطعة المرآة المكسورة و بدأ بتجريح ساعده بها ، يشعر بالألم يلسعه لكن لا يمكنه التوقف ، لن يسمح لنفسه بالتوقف .
هو يستحق ما يحصل معه ، يستحق الاسوء حتى يتوافاه أجله سيعيش بألم عسى ولعل أن يغفر لنفسه .
استلقى في الحوض و فتح صنبور الماء البارد و بدأ يصب على رأسه ، ماءٌ بارد في برودة ديسمبر ، البرودة تنهش جسده حتى العظام.
ووكما صبت المياه الباردة عليه فعلت كذلك عيناه ، بدا كما لو أن جسده أشفق عليه و منحه دموعاً كي يريح نفسه بها .
ثيابه تبللت بالكامل و دمائه امتزجت بالمياه الباردة التي جعلت ذلك الجسد النحيف يرتجف صاكاً على أسنانه.
أنت تقرأ
اوتار strings
Teen Fictionاينوبي الذي يعاني من الوحدة قد بلغت حياته من الاعتزال ومن فرط الانطواء على نفسه انه يخشى لقاء اي انسان يصادف تعرفه على عازف كمان يشع بالحياة . و يأتي من يعزف اوتار قلبك محرراً ألحانك العذبه. ملاحظة : الرواية غير شاذة ( كانت لكن تم تحويرها ) . . . 20...