عاد لمنزله خاوياً كالعادة ، كل ما فعله هو الخروج و استنشاق الهواء و الاستمرار في التفكير ، على الرغم من انه قد حصل على عمل إلا انه لايزال بائساً.
ياللسخرية ، مهما فعل سيبقى يشعر بالبؤس ، اذاً الخطأ ليس من العالم بل الخطأ فيه بذاته.
قال صاحب المكتبه والذي علم مسبقاً انه يدعى تاكيمتشي بأن عمله سيبدأ منذ الغد ، لذا هو بكل بساطه قرر النوم لعل جسده قد يرتاح و يتدفئ قليلا.
دخل تحت غطاء سريره بعد اطفائه للنور و إغلاقه لبابه ، أغلق عينيه يود النوم الا انه أبى ان يزوره ، لم يستغرب هو فقط معتاد على هذا ففي كل مره يود النوم يشعر ان النوم يقف أمامه ضاحكاً يتحداه ان يمسك به.
عادت اليه ذكرياته السابقه تحاصره ، يتذكر تلك المرة التي جلب بها قطه أراد حمايتها من الخارج لكن والدته رمتها خارجاً ، أصبح يفكر أيمكن ان تلك القطه قد ماتت من الجوع؟ أو من البرد؟ أو أن أحدهم قد ضربها؟ كان بإمكانه انقاذها لكنه لم يستطع.
تذكر حين طردته والدته خارجاً كي يبحث عن قطة شقيقه التوأم لأنها ضاعت و حين لم يجدها قضى ليلته خارجاً ، يفكر الان مجدداً لم فعلت ذلك؟ هو لم يكن له ذنب ان القطة قد هربت أو أن شقيقه اضاعها.
بذكر شقيقه ، فهو يشعر بالحقد الآن ، ما يعيشه الان و ما سيأتي لاحقاً بأكمله سيكون بسببه.
بدأ يفكر أن لم يستطيع والداه تحمل مسؤوليه توأم ، فلما لم يتخلصا منه حينها؟ أعني ان كنت لن تستطيع منح الحب بالكميه ذاتها لجميع اطفالك فلما تنجب الكثير منهم؟.
حين ينحسر الحب على طفل واحد فإن الطفل الاخر سيبقى بقلب محطم ، سيبقى محتفظاً بكل تلك الذكريات التي قد يعتبرها الجميع تافهه الا انها بالنسبه له تعني الكثير.
تذكر ذلك الحريق و بدأت دموعه تتجمع ، ذلك الحادث غير كل شي حتى هويته.
"اوكان القدر من أمر بأن اعيش و ان تموت انت؟ أراد مني المعاناة وأراد لك الراحة الابدية ، حتى في هذا فأنت افضل يا اخي"
قال هامساً قبل أن يغلبه النوم تاركاً مياهه المالحه تتيبس على وجنتيه.رفرفت رموشه الشقراء مبعدة جفنية عن البحر الساكن الكامن في عينيه ،كان سيود أن يلازم السرير لكنه تذكر عمله لذا فهو نهض .
يمشي ببطئ خالعاً ثيابه كي يستحم ، حدق في معصمه الملفوف يفك اللفاف عنه ببطئ حتى تظهر له تلك الجروح العميقة والحديثة من مظهرها ستشعر بكمية الألم التي تحتويها لا يراوده أي ندم على ما فعله بل يتمنى لو أمكنه إعادة الكرة لكنه لا يود أن يتأخر .
أنت تقرأ
اوتار strings
Teen Fictionاينوبي الذي يعاني من الوحدة قد بلغت حياته من الاعتزال ومن فرط الانطواء على نفسه انه يخشى لقاء اي انسان يصادف تعرفه على عازف كمان يشع بالحياة . و يأتي من يعزف اوتار قلبك محرراً ألحانك العذبه. ملاحظة : الرواية غير شاذة ( كانت لكن تم تحويرها ) . . . 20...