مَسَائُكُـم خَيْـرٌ بِتَوْقِيتِـي ︎♡︎- الْبَحْرُ
مَلَاذِي الْأَوَّل وَ الْوَحِيدُ حِينَ يَجْتَمِعُ كُلًّا مِنْ مَعْشَرِ الْأُنْسِ وَ الْحَيَاة عَلَى خِذْلَانِي وَ اطَاحَةِ قَوَامِي لِأَغْدُوَ بِلَا قِوَامٍ وَ لَا كَتِفٍ اسْتَنَدَ عَلَيْهَا مُحَاوَلَةً لِلنُّهُوضِ بَعْدَ الْخَوْذِ بِكِفَاحٍ طَوِيلٍ أَصْفَهُ بـ لِانْهَائِيٍّ أَوْ بِحَرْبٍ أَبَدِيَّةٍ ..تَسْتَقْبِلُنِي نَسَمَاتُ هَوَاءٍ مُخَمَّدَة شُعْلَةَ غَضَبٍ لَا أُدْرِكُ مَنْ هُوَ السَّبَبُ فِي ذُرْوَتِهَا .. هَلْ هُوَ بِسَبَبِي؟، بِسَبَبِ شَخْصٍ مَا، كِلَيْهِمَا ؟ امْ إِنَّ سَبَبَهَا الطَّبِيعَةُ وَ إِرَادَتَهَا؟ مَا زِلْتُ أَجْهَلُ الْإِجَابَة ..
صَخَبَ إِشْتِبَاكِ الْمَوْجِ بِبَعْضِهِ الْبَعْضُ يَتَغَلْغَلُ فِي إِذْنِي تَارِك بَعْضٍ مِنَ الطُّمَأْنِينَةِ الْمُفْرِطَةِ بِدَاخِلِي فَحَتَّى الْبَحْرُ يُعَانِي بَحْثًا عَن السَّلَامِ مِثْلَهُ مِثْلُ كَافَّةِ الْبَشَرِ يَعِيشُونَ فِي صِرَاعٍ دَائِمٍ هَدَفُهُمْ إِيجَادُ بُقْعَةٍ مُشَبَّعَةٍ بِالرَّاحَةِ، السَّكِينَةُ، مُبْتَغَيَاتُ الْحَيَاةِ الْأُخْرَى.اُرْتُمِيَ لِأَحْضَانِ ذَاتِ الْمَكَانِ فِي كُلِّ مَرَّةٍ .. لَمْ يَسْتَقْبِلْنِي أَحَدَى مِنْ قَبْلُ بِرَحَابَةِ صَدَرٍ كَمَا يَفْعَلُ عَلَى الرَّغْمِ إِنِّي انْفَضَّ مَا تَبَقَّى مِنْ نَحِيبٍ وَ سَلْبِيَّةٍ بِجُعْبَتِي فِيهِ دُونَ أَخْذِ الْأُذُنِ حَتَّى وَ كَأَنَّهُ يَعِدُنِي جُزْءٌ مِنْ ذَلِكَ الْمَكَانِ فَلَا حَاجَةَ لِدَفْعِ مُقَابِلٍ.
يُحْزُنُنِي إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ يُذَكِّرُنِي بِحِضْنِ جَدَّتِي الْمُتَوَفَّاةِ فَمُنْذُ رَحِيلِهَا لَمْ يَعُدْ مَفْهُومُ الْعَائِلَةِ كَعَهْدِ سَابِقِهِ وَ لَمْ أَعِدْ أَرَى الْحَيَاةَ مُلَوَّنَةً تَفَاصِيلُهَا كَدَفْتَرِ شَرْبَخَاتِ طِفْلٍ بِعُمْرَ الْخَامِسِهِ أَجْمَعَ جُلَّ تَرْكِيزِهِ لِتَغْدُوَ تِلْكَ الْوَرَقَهْ مُفْعَمَةً بِالْأَلْوَانِ.
وَ لَمْ أَعِدْ أَشْعُرُ بِمَا يُسَمَّى "الْحَنَانَ" عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ مُعْظَمَنَا وُلِدَ فِي وَسَطٍ مَلِيئٍ بِالْحُشُودِ وَ الْمَعَارِفِ إِلَّا أَنَّ الْحَنَانَ الَّذِي تُقَدَّمَهُ الْجَدُّه وَ الشُّعُورُ الَّذِي يَتَوَغَّلُكَ مِنْ لِقَاءٍ وَ مُسَامَرَةٍ تَبْدَأُ بِـ"أَشْتَقْتَ لَكَ وَ يَنْتَهِي بِحِضْنٍ عِنْدَ عَتَبَةِ مَنْزِلِهَا" كُلُّ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ لَيْسَ لَهَا مَثِيلٌ وَ لَنْ تَجِدَ شَخْصَ يَوْمًا يُقْدُمُ لَكَ حَتَّى النِّصْفِ مِنْ مَا ذَكَرْتُهُ بِذَاتِ الْأُسْلُوبِ وَ الطَّبْعِ.كُنْتُ وَ مَا زِلْتُ أُفَضِّلُ الذَّهَابَ لِمَلَاذِي الْمُعْتَادِ فِي اللَّيْلِ بَعْدَ إِنْ يُصْبِحْ الْمَكَانُ شِبْهَ خَالِي مِنَ النَّاسِ فَلَذَّةَ التَّأَمُّلِ وَ الْإِسْتِمْتَاعِ لَنْ تَكْتَمِلَ إِلَّا بِحُدُوثِ هَذَا الشَّيْءِ .. ثَنَايَا الْمَكَانِ مَحْفُورَةٌ فِـقَلْبِي قَبْلَ عَقْلِي بِدَايَةً مِنْ سَمَاءٍ مُرَصَّعَةٍ بِالنُّجُومِ الَّتِي بِأَطْلَالَتِهَا شَابِهَة الدُّرّ بِرَوْعَتِهَا وَ تَوَهُّجُهَا خِصِّيصًاً بِوُجُودِ نَجْمَةٍ خَالِفَة بِشُعَاعِهَا بَقِيَّةَ النُّجُومِ وَ كَأَنَّهَا تُحَاوِلُ إِبْرَازَ ذَاتِهَا لِتَسْرِقَ الْقُلُوبَ الْمُحْدِقَهَ بِهَا ، ذَهَابًا لِحُبَيْبَاتِ رَمْلٍ اشْتَاقَتْ قَدَمَايَ لِمُلَامَسَتِهَا.
كَمَا يَقُولُ الْبَعْضُ فِي وَصْفِ مَهْجَعِهِمْ وَ مِسَاحَتِهِمْ الْمُفَضَّلَةِ بِـ - أَرْضِ الْوَطَن -
إِلَى هُنَاكَ تَنْتَمِي رُوحِي...
قد سألت البحر يوما هل أنا يا بحر منكا؟
هل صحيح ما رواه بعضهم عني وعنكا؟
أم ترى ما زعموا زوار وبهتانا وإفكا؟
ضحكت أمواجه مني وقالت:لست أدري!
أيّها البحر، أتدري كم مضت ألف عليكا
وهل الشّاطىء يدري أنّه جاث لديكا
وهل الأنهار تدري أنّها منك إليكا
ما الذّي الأمواج قالت حين ثارت؟
لست أدري!
أنت يا بحر أسير آه ما أعظم أسرك
أنت مثلي أيّها الجبار لا تملك أمرك
أشبهت حالك حالي وحكى عذري عذرك
فمتى أنجو من الأسر وتنجو؟
..
- ايليا ابو الماضي
أنت تقرأ
صَدَى نجْمة.
Художественная проза- جَمِيع مَا خُلِقَ بِطَبِيعَتِهِ يَحْمِلُ ذَبْذَبَاتٍ مَسْمُوعَةً يَسْتَغِيثُ بِهَا الْمَلَأُ مِنْ خِلَالِهَا .. يُعْرَفُ أَيْضًا انَّهَا غَيْرُ مَرْئِيَّةٍ. فَهَلْ لِلنُّجُومِ وَ الْكَوْنِ صَدًى يُسْمَعُ؟ أَهُنَاكَ مَنْ يُلَبِّي نِدَائَهُمْ الْخَا...