٠١ بِلادُ الخُلو وَ النّسِيان.

10.1K 358 26
                                    


َ★ِ








في هذه الغرفة المنفردة الهادئة قد جلس بالأمس
فتاي الذي أحبه قلبي و زهت به حياتي البائسة.

إلى هذه المساند الحالكة الناعمة قد ألقى رأسه
الجميل، و من هذه الكأس البلورية قد شرب
جرعة من الخمر ممزوجة بقطرة من العطر.

كان ذلك بالأمس و الأمس حلم لا يعود، أما اليوم
فقد ذهب فتاي الذي أحبه قلبي إلى أرض بعيدة
خالية مقفرة باردة تدعى بلاد الخلو و النسيان.

يتفرد بقلبي بين أصابعه النحال فلم تزل آثار
رقته عن ظاهر بلور مرآتي و عطر أنفاسه
ما برح متضوعاً بين طيات أثوابي، أما عن
صدى صوته و ضحكاته لم يضمحل بعد من
زوايا منزلي.

لكن فتاي نفسه -الفتى الذي أحبه قلبي-
قد رحل إلى مكان قصيّ يدعى وادي الهجر
و السلوان و عن آثار أصابعه و عطر لهاثه
و أشباح روحه فستبقى في هذه الغرفة حتى
صباح الغد و عند ذلك سأفتح نوافذ منزلي لتدخل
أمواج الهواء و تجرف بتيارها كل ما تركه لي
ذلك الجرم اللمّاع، ديجور كحلِه، و دجى عمري.

إن رسم فتاي الذي أحبه قلبي لم يزل معلقاً قرب
مضجعي و لوحاته المزهرات مازالت تسطو على
كل جدار من جدران هذا المنزل كالغافرات و حتى
ذلك المرسم مازال ينتظر حبيبه كي يغدقه بالألوان
و الحكايات، و كذلك ملابس النوم مازالت تنتظره
على السرير كي يغدق بها روحه و ريحه الرقيقات.

أما عن رسائل الحب التي بعث بها إلي أيام
الشغف، ما برحت في العلبة الفضية المرصعة
بالعقيق و المرجان، و ذؤابة الشعر الذهبية التي
حباني إياها تذكاراً لم تخرج قط من الغلاف
الحريري المبطن بالمسك و البخور.

كله كوم و حب فتاي الذي أحبه قلبي كوم
آخر، حبه الذي أضنى دواخلي المتعبات.

أيا فتاي الحلو إلى أين سرت بنا يا كليل الحياة؟
و لما جعلتني أتبعك بنبضي السحيق على هذه
الطريق الوعرة المنسابة بين الصخور، المفروشة
بالأشواك، المتصاعدة بأقدامنا نحو الأعالي،
الهابطة بنفسينا في الأعماق؟.

لقد حر بي أن أمسك بينك و بين تلك الأحلام
الضائعات! فاخترتك و تمسكت بأذيالك و سرت
ورائك كطفل يلاحق أمه متناسياً ما بي من أحلام
محدقاً بما فيك من جمال، متعامياً عن مواكب الأشباح
المتطايرة حول رأسي مجذوباً بالقوة الخفية الكامنة
في جسدك الفتان.

و غابت أحلامي و نجومي يا ظهر عمري.
و غبت أنا بين طيات الخذلان.










َ★ِ

رِواية 'ڨانّتِي لَاف' استَبدلتْهَا للأَسف
بهَذه الّروايَة وَ لَن أُعيدهَا أبَداً أبداً بعد
أَن تَم مَحو فُصولها بالكَامل مِن قِبل
هَذا التَطبيق ، و َ التّعليقَات التِي ستَجدونَها
هِي قَديمة وَ عَائدَة للّرواية السّابِقة 'ڨانتِي لَاف'.
هَذه سَتعوض عَنها أَنا مُتأكِدة لأنِي كَتبتها
بِذات الفَترة وَ هِي شِبه كَاملة.

-مُقتبسة مِن مقطع للكاتب جُبران.
-نِهَاية سَعيدة طَبعاً.
-نحنا سوريا و لبنان و فلسطين
بحرب مهلكة بس اسوداد أفكاري
هفرغه بالكتابة لأنه نفسيتي
سيئة جداً جداً جداً.
-التّنزيل هيكون حسب المزاج.

فـَ غَابَت نُجُومُنا ت.ك.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن