أُولئك الذين أحببتهم بصدق ، أمسكتُ بهم حتى تقرّحت يدي ، حتى تمزقت روحي من فُرط ما عُصِرت ، و من حينها و أنا اصطدم في وجوه الضياع و أُسافر دون وجهة كمن يبحث عن ذاته في صدور الغرباء .
أُولئك الذين أحببتهم بصدق ، جعلوني أصرخ بجنونٍ تحت قبضة القهر ، أبكي بنحيبٍ لا ينقطع مداه و أتلوى من لهيب قلبي ، و حين قررتُ أن أُفيق صار الدمع شمعاً و الأنامل كالصخر ، و مشيتُ بوجهٍ لم يشفع له شحوبه الطويل من تلقي الكلمات .
أُولئك الذين أحببتهم بصدق علموني كيف أرحل ، كيف أمتص الآخرين و أنسلّ بينهم كـ خيط دُخان ، أن أحتضن كل من يُفرد روحه لي دون أن أجد نفسي بها ، دون أن أندمج بأعمق نقطةٍ فيها!
أُولئك الذين أحببتهم بصدق لن أُحِبَّ مثلهم أبداً ، و لأنهم كانوا الروح كان لزاماً عليّ أن أعيش كالمسافر ، أستريح في أفئدة الآخرين قليلاً ثم أمضي من جديد .
أمضي في الحياة بلا غاية ، و بلا وصول .