لمياء راجح، ثلاثة وعشرين عامًا مُدمنة إباحية منذ ما يُقارب الأربع أعوام.
كتبت تلك الحروف بأنامل مُترددة باعثة إياها لصفحة الدعم والتأهيل النفسي لمُدمني الإباحية و العادة السرية.
ذلك الموضوع شائك نادر التحدث عنه مِن قبل مُجتمعاتنا العربية المحافظة، وإن دل ذلك على فرط حياء مجتمعنا فهو أيضًا يدل على شدة تخلفه وعدم إهتمامه بأمور هامة كتلك التي تواجه أغلب الشباب والمراهقين وأيضًا المراهقات، تُعرف ذنوب الخلوات بأنها مُخصصة للذكور فقط دونًا عن الإناث، ولكن هناك فتيات يتذوقن مرارة الحياة و عذاب ضميرهن يوميًا ولا من معين لهم في وسط تلك الظُلمة؛ كي لا يُخدش حيائهن إن طلبن المساعدة.
برغم كل شيء إن عُرف إدماني هذا فـ سأوصم بوصمة عار ولكنني بعثت تلك الرسالة من حسابي الخاص لم أنشيء حساب مُستعار، إنتظرت إجابة لرسالتي وأنا جالسة أتصفح مواقع التواصل الإجتماعي الخاصة بي التي تكتظ بالمُثيرات جاعلة مُهمتي في التعافي أصعب، إلي أين أذهب وكل شئ حولي يُثير شهوتي؟
على سبيل ذِكر الشهوة طالما تسألت لماذا خلق اللَّه لنا شهوة وهو يعلم أنها ستُقعنا في المحظور وربما تقودنا للزِنا و الشذوذ حينها أدركت شيئًا مُهمًا من أحد صديقاتي المُلتزمات دينيًا ، حيث قالت لي:
" لقد قال اللَّه تبارك وتعالى *ولا تقربوا الزنا* لم يقل لا تزنوا قال لا تقربوا الزنا أي قطع كل السبل التي توصلنا للزنا، ومن ضمنها غض البصر و عدم الإختلاط و حفظ الفرج ، وأما الشهوة فقد خلقها اللَّه بنا لتشعرنا بحلاوة الدنيا و لإختبارنا وتكريمًا لنا "
قاطعتها وقتها في حيرة
" كيف تكون شهواتنا تكريمًا لنا؟ "
" لقد خلق اللَّه الملائكة بدون شهوة، حيث يتفرغون لعبادة اللَّه طوال حياتهم عازفين عن الزواج و الطعام وكل ما يُثير شهوتنا كبشر ولقد كرم اللَّه البشر عن الملائكة مانحًا إيانا حرية الإختيار أنتِ تملكين الحرية في إختيار أغلب أمور حياتك حتي ديانتك وهذا فيه تكريم ومخاطبة لعقلك، و شهوتنا إختبارٌ لنا لقد خلقنا كي نعمر الأرض فكيف سيستمر نسلنا بلا زواج، وكيف سنملك طاقة كي نتحرك وننجز بلا طعام وكيف سنسعى بلا رغبة في تحقيق الأفضل نحن بحاجة لشهوتنا ولكن بلا أن نكون حيوانات إن الملائكة تمتلك عقل لا شهوة والحيوانات تمتلك شهوة لا عقل بينما الإنسان قد وُجد به الإثنين أليس هذا أمراً عظيماً و كلما حصنتي ذاتك و وضعتي شهوتك في محلها سوف تأخذين أجراً ، كان هناك حديثاً يسأل به الصحابة نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم أن ذوي المال يغلبوهم في الصدقة حتى قالوا : يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ ، قال: " أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر ؟ ، كذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر."، أفهمتِ الآن يا لمياء ؟

أنت تقرأ
غلبت عقلي | وان شوت.✓
Cerita Pendekهل من الممكن أن تصبح شهوتنا غالبة لعقولنا ، جاعلة منا آسرى لها ؟