ما بعد الأربعين

3

فجأة وسط ما سلمي بتكمل كلامها حصل وكان المشهد وقف ...إيه ده إيه اللي بيحصل سلمي أنتِ سمعاني ..لا لا متمشيش وتسبيني تاني أنا مش هقدر أعيش من غيرك سلمي ...وكأن الزمن وقف سلمي وكل حاجة من حواليّا بتختفي بالبطئ لا أرجوكي لأ ..

بتتكلم ياسمين وهي بتقطع كلامي  :عارف غريب أوي موضوع الندم اللي بيجي للبشر ده مع إن الفرصة بتكون قدامهم طول الوقت بس هما اللي فاكرين أن القواعد ثابتة مع إن الكون بيكون في صفك طول الوقت بيكون صاحبك بس أنت بتتعامل معاه أنه عدوك

رديت بإنكسار : الكون طول عمره كان ضدي ..خد مني حب عمري وأحلامى ازاي في صفي

ياسمين ردت بحزم: علشان أنت غبي مفهمتش أنه لما بيوجعك هو بيساعدك ..الكون مش عايز يحرمك من سعادتك..الكون عايز يقويك ...

رديت عليها وأنا مش عارف أوصف إحساسي: ليه دخلتيني في وهم ..ليه إدتيني أمل وخدتيه مني تاني قوليلي (بغضب)

ياسمين ببرود مستفز : إهدى يا جو..كان فين الحماس ده لما سبتها تمشي

جمال: كنت غبي يا ياسمين أنا قولتلك الدنيا بتقتل الأحلام ومبتديش حد اللي هو عايزه ..قالولنا زمان أن الحب ده وهم بيكسر

ياسمين بحزم:ونسيوا يقولولك أن اللي بيحاول وبيتعب بياخد اللي هو عايزه ...تحب اثبتلك ده

جمال: هتعملي إيه مش فاهم

ياسمين وهي علي ملامحها نظرة انتصار : مش أنت لقيت أن الحياة حلوة مع أحلامك ومع سلمي أنا هرجعك للحظة اللي سبت فيها سلمي ومن بعدها دمرت حياتك علشان أثبتلك إنك تقدر تغيّر قدرَّك

رديت بتردد في صوتي : بس بس أنا خايف أكرر الغلط

ياسمين : وهنا بيجي دورك إنك تختار لتهرب وتعيش في جحيم لتواجِه نفسك وتختار الحياة اللي شفتها..

غمضْت عيني لوهلة عشان المشهد يتغير لكاڤيتريا الجامعة اللي اتعودت اقعد فيها أنا وسلمي ..طلبت القهوه اللي متعودين نشربها وفضلت مستني سلمي أنها تيجي وأنا مرتب كلامي وعارف كويس أنا هقول إيه ..دخلت سلمي المكان وعرفت ده من نوع البرفيوم اللي بتحطه ..قعدت قدامي لثواني والصمت في الوقت ده كان سيد المكان لأن بمجرد ما قعدت قدامي حسيت أن كل الكلام طار من دماغي بصراحة ...قطعت سلمي الصمت وهي بتقول قلت أنك عايز تتكلم معايا مش كده ...اترددت في الأول بس اتكلمت..

جمال: أنتِ عارفة يا سلمي أن الدنيا متوترة عندي في البيت في الفترة الأخيرة خصوصًا بعد موت عمي وعلاقتي مع أبويا وأمي اللي مش أحسن حاجة ..بابا عايزني اتجوز بنت عمي لأن هي ملهاش حد غيرنا

سلمي بتردد: يعني أنت هتتخلي عني يا جمال بعد كل ده

رديت وأنا واثق من نفسي لأول مره : لأ يا سلمي أنا راجل أنا مش جبان أنا بس عايز أسئلك علي استعداد تكملي معايا الطريق لحد ما نوصل لحلمنا ..

ضحكت سلمي وبكل ثقة :معاك يا جو لحد ما نوصل لأني بحبك والحب تضحية وأنا معاك في أي حاجة

رديت عليها بحب : وأنا مش ههرب وأسيبك لحد غيري يا سلمي لأنك اتخلقتي علشاني ..من أول مرة  شفتك فيها حبيتك وقولت إني لو حياتي مكنتش ليكي هتكون لمين بحبك من أعماقي كده

ياسمين :أنا عارفة إنى اختارت راجل بجد

ولأن ياسمين غاوية تنكد عليّا وتطلعني من المود وبكل ثقة مش بزمتك الحوار كده أحسن من اللي أنت نيلته ده في الأول

جمال:عندك حق الحياة فيها عقبات لازم نواجهها من غير ما نهرب ..خلصتي لعبتك يا ست هانم ولا هتمرمطيني تاني  بنفَس طويل كده

ياسمين :طب بِزمتك متبسطش معايا

جمال: اتبسط إيه أنا مش فاهم ولا عارف إيه الهبل اللي بيحصل ده وأنتِ مين وليه بتعملي كده أصلاً

ياسمين : خلاص خلاص صِعبت عليّا ياعم أنا هقولك..أنا وأنت واحد، أنا أفكارك ومخاوفك، أنا أحلامك وطموحك، أنا أنت وأنت في العشرين وأنت كمان في الأربعين ..في نسختك الأربعينية كانت نسخة بائسة علشان اختيار غلط اختارته وأنت في العشرين مكنتش قادر تكمل علشان هربت زمان ورضيت بالقليل ..بس أنا نسخة وهمية في عالم "ميتا الافتراضي" اللي أنت قررت تخوضه وأنت في عامك الأربعين

جمال: يعني إيه ؟..يعني مفيش سلمي يعني مفيش أحلام اتحققت..
#AK