الفصل الاول

4.7K 108 9
                                    

اهداء
  كم تمنت ابنة اختي نهلة أن تعيش مغامرة  مثل الأفلام التي تشاهدها وكم تمنيت أنا لها ذلك أكثر منها لذا إلى ابنة اختي الجميلة نهلة علي محمد علي اهدي هذه الرواية المرعبة واتمنى أن تكون يومًا أحد الفتيات الثلاثة..
رجاء لا أحد يسألني من ستكون من الفتيات الثلاثة واتركوا الامر لنيتي.
منة

                  رواية
             في وادي الملوك
                    بقلم
           منة طارق سليم

               الفصل الأول

ركب ثلاثة شباب تبدو عليهم الرفاهية والثراء سيارة سوداء تقف بالقرب من قصر ضخم، بعد أن وضع كل واحد منهم العديد من الحقائب والأغراض في حقيبة السيارة من الخلف، ثم ركب أحدهم على معقد القيادة والثاني بجانبه وشاب ثالث اجنبي الملامح، في المقعد الخلفي  ولم تتحرك السيارة فقال أحدهم: هيا لنذهب .
فرد الشاب الجالس على مقعد القيادة: ألا ترى سيارة الفتيات لم تنطلق بعد، أبي أوصاني بمراقبة أختي ريناي، فهي رقيقة وحساسة وتحتاج لمن يهتم بها.   
فرد الشاب الذي بجانبه على المقعد وهو يضحك: عمي أوصاني أيضا ب نيس، فهي مدللة بشكل غير طبيعي وتثير المشكلات اينما ذهبت.                        رد الأجنبي الذي بالخلف: إذن ريناي أختك يا عاطي، وماذا عن الفتاة الجالسة معها في السيارة؟                رد عاطي وهو يضحك: التي تجلس معها في السيارة أنها نيس خطيبة أحمد التي تحدث عنها للتو.
فنظر الأجنبي الذي يدعى جورج لسيارة الفتيات وقبل أن يسأل قال عاطي: وتلك الفتاة القادمة من بعيد صديقتها آسيا.
رد أحمد: خطيبتي نيس تكرهها بشدة ولا اعلم السبب؟ فهى تبدو قناة طيبة.
نظر له عاطي وهو يكذبه بنظره عيونه وقال ساخرا: لأن خطيبتك نيس لا تصاحب إلا الأثرياء ومع الآخرين  تتكبر وآسيا ذات كرامة فلا تتحمل غطرستها.   
  رد أحمد بلهجة أكثر سخرية وقال: اصمت أنت يا أبن الوزير ولا تتحدث عن التكبر، فأنت تسير بين الناس تقول: أنا ابن وزير، أنا ابن وزير، وكلما عارضك موظف في أي مصلحة حكومية تتصل بوالدك ليرفده أو يعاقبه .       
  أحمد وعاطي يتحدثان ويسخران من بعضهما وجورج يفهم كل كلمة ولا يدرك مغزاها فقال بلهجة مصرية ركيكة: اتحدث العربية منذ سنوات ولا أفهم كلام المصريين ! ! !

ضحك كلاهما عليه وضربه أحمد بخفة في كتفه وهو يقول: ثقافة المصريين ولغتهم لن تجد ترجمتها في قواميس اللغة العربية بل تجدها فقط بيننا.
ثم تابع الاثنان الضحك والمزاح، نظر جورج لهما وهما يستمران في السخرية من بعضهما، عاطي يسخر من أحمد ونيس وأحمد يسخر من عاطي وريناي ، وبالقرب منهم تقف سيارة الفتيات وتجلس ريناي على مقعد القيادة مرتدية نظارة سوداء فوق رأسها وتنظر لآسيا  القادمة.                             وبجانبها نيس ترتدي نظارتها الباهظة الثمن وتتأفف قائلة: لا اعلم لماذا دعوتي تلك الفتاة! فهي لا تطاق.      إلتوت شفتي ريناي ثم زفرت وهى تقول: كانت صديقتي ونحن صغار ولا تزال صديقتي، كما أنها ستفيدنا في هذه الرحلة فهى تدرس في كلية الأثار قسم مصري قديم وستكون مرشدتنا في وادي الملوك.                 
ردت نيس وهى تخرج سماعة الأذن ثم تنفخ في أظافرها الطويلة بتعجرف وقالت: السماعات سوف تنقذني من الاستماع لها، فهى مزعجة بمعلوماتها، ستظن نفسها وزيرة الآثار، وكل هذا بسبب حماقتك.
لم ترد ريناي بل ضحكت لأنها تعلم أن نيس فاشلة في التعليم وتغار من اجتهاد آسيا، وصلت آسيا وركبت السيارة من الجانب الثاني لتتجنب نيس وانطلقت سيارة الشباب تلحق بها سيارة الفتيات.        تسير السيارة داخل بين دروب وادي الملوك العظيم، تجولوا في أجمل المقابر تشرح لهم آسيا ونيس تضع السماعات في أذنها تسمع للأغاني وتتعمد تجاهل حديث آسيا عن هذا النقش وتلك الرسومات أو وهى تحاول ترجمة ما على الحائط من نصوص مكتوبة باللغة المصرية.   
     أما جورج فتكاد أذنيه تلتهم ما تقول آسيا، بينما يعبث عاطي وأحمد في داخل المقابر ويمزحون هنا وهناك ويلتقطون الصور، ونيس تسجل فيديوهات مباشرة و تغني بجانب الآثار وتتفاخر بالحضارة المصرية التى لا تعلم عنها شيئًا.                                 لم يحصل على المتعة والاستفادة في هذا اليوم سوى جورج، خرج الجميع من أخر مقبرة قاموا بزيارتها واقترب المساء وبدء السياح في مغادرة وداي الملوك والشمس تميل للغروب خلف الجبال.
فقال أحمد وهو ينظر لعاطي قائلا: يا ابن الوزير لنرى هل ستستطيع فعلها أم لا؟
رد وهو يضع النظارة فوق رأسه: لو أن وزير الأثار جاء ليمنعني من فعلها ما استطاع، هيا احضر الخيام من السيارة وأنا سأحضر باقي الاغراض، فالليلة طويلة وشيقة،، سنبيت ليلتنا بين مقبرة الملك رمسيس والامبراطور تحوتمس.                              وأخذ يقهقه ويمزح باقي الوقت وهو يحمل الاغراض من حقيبة السيارة ثم يذهب بها وسط الجبال، بينما حراس المنطقة الأثرية يغلقون المقابر ويراقبون السيارات وهى تغادر الوادي.   
  حضر حراس الوردية الليلية لاستلام ورديتهم في حراسة الوادي، رأهم أحد حراس المنطقة وهم يحملون الأغراض ويتجهون للجبل، وقبل أن يسأل رن هاتفه، فأجاب: ألو، آسيا، هل انتهت رحلتك مع المغرورة ام لا ؟ فالشمس تغيب.
ردت آسيا وهى تخفض صوتها: اسمعني جيدا ولا تظن أنني امزح فيما أقول، سمعت ريناي ونيس منذ يومين يتحدثان أن الشباب سيخيمون هنا، وظننتها مزحة، وهم الآن يخرجون الأغراض للتخييم!
هيا قم بعملك أنت ومن معك وامنعهم من هذا الجنون، فقد يفسدون أثر ما أثناء التخييم، انهم شباب طائش في قمة الاستهتار.
أغلق هاتفه بعد أن أكد لها أنه سيخبر رئيس الحراس بذلك، وسار بجلبابه الصعيدي فأخبر رئيسهُ بما يحدث فرد عليه بغرور: سأقوم بطردهم الآن.                سار وخلفه ثلاثة حراس يرتدون الجلباب الصعيدي وشقيق آسيا يسير بينهم . 
 وصل المسؤول  إلى الثلاث شباب وقال لهم وهم يرتبون الأغراض على الأرض: أيها السادة انتهى وقت الزيارة وعليكم مغادرة الوادي قبل حلول الظلام.
ضحك عاطي ولم يرد بل تابع فتح تلك الحقيبة وإخراج ذلك البطارية، فأعاد المسؤول ما قال، وتنبهت الفتيات فإقتربن من الشباب يراقبن ما يحدث.                                     
  أخيرًا رد عاطي بتكبر: أنت لا تعلم من أكون، أنا أبن الوزير محمد كمال وقد قررت أن أخيم هنا أنا واصدقائي.                     
   تلون وجه الرجل باللون الأصفر وضعفت نبرة صوته وقال: سيدي ليس من شأني أن أعلم من تكون، هذه منطقة أثرية هامة ومكلفين بحراستها ليلًا، ويمنع التخييم أو التواجد بها لغير العاملين، رجاء لا تعرضني للعقاب لعدم تنفيذ مهامي وتفضل بالمغادرة.    تراقب نيس بعيونها الزرقاء وتنظر إلى ريناي بتحدي، هل سيقوم شقيقك بفعلها؟
وريناي تمسك بالهاتف وهى متأهبة للاتصال بوالدها إذا أطال المسؤول الجدال مع شقيقها، اتصل شقيقها عاطي بوالده الذي اتصل فورا على مدير أمن محافظة الأقصر الذي اتصل بدوره على من يرأس المسؤول عن الحراسة، وبغرور مد عاطي الهاتف للرجل ليتحدث مع رئيسه في العمل.

رواية في وادي الملوك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن