طفل صغير يبكي في زاويه الغرفة ، غرفه صغيره وضيقه للغايه ولكن بلا نهايه ..
كلما حاول الخروج يجد فراغاً اخر واسعاً وبشكل هائل ، لماذا؟
انه يخيفني انا وبوضوح ارى النهايه امامي عبر كل الظلمات لكني مازلت لا استطيع امساكها بيدي
مهما حاولت ، مهما مصرخت وبكيت ومهما جريت لم استطيع الوصول ..
اليها وفي كل مرة وعندما اكاد ان اصل عندما تكاد اطراف اصابعي ان تلامسها ستختفي وتغادر تماما كالسراب
وكانها تسخر مني , هذا يكفي لقد سأمت منكي ومن الاعيبكي السخيفه لقد استسلمت كما اردتي منذ البدايه
وها انا ذا تائه وغارق وسط ظلامك المشرق ساختفي فحسب واكون جزءً من هذا الظلام ..
ساتقبلك واتقبل نهايتي واتوقف عن المقاومه والمعاناة ..
وساخضع لكي بالكامل يا من سرق ضوءي وخيوط املي
وتلاعب بعواطفي وشغفي
وجعلني ابكي حتى جفت دموعي
انا لا افهم لمذا تحاولين منعي من الهرب لهذه الدرجه فامنيتي الوحيده لم تكن بتلك الصعوبه حتى ؟
انا اردت فقط الوصول الى نهايه النفق ..
ورؤيه النور اردت فقط شخصاً يربت على رأسي ويخبرني بلطف ان كل شيء سيكون بخير ..
وفي تلك اللحظه بالذات يد دافئه ولطيفه لامست جبهته الصغيره ومسحت دموعه البارده ..
امسكت بكلتا يديه لتساعده على النهوض ، ويصوت هادئ كالنسيم سكبت كلماتها على روحه التائها :
"فالتنظر بهدوء انه من هذا الطرق "
انهت حديثها لتختفي كالنسيم تماما كما اتت
اجل لقد كانت للحظه فقط اتت وغادرت بسرعه الى انها تركت ورائها حياه جديده تماماً وفتحت ابوابا لا تعد ولا تحصى
حيث لمست اصابعها الناعمه وجهي احترق الدفئ في جسدي باكمله
وكلماتها اللتي سالت على وجهي انعشتني حقا وايقظتني من سباتي الطويل
غسلت عيني وفكري ونفسي لتريني الواقع ..