٨:٠٨/إنتِصاف غَير مُتِّزن

30 4 0
                                    





أنَا لاَ أفهم طبِيعَة علاقَة أمِّي بِأبي

هِي دَائِمًا تَستمِع لَه، تُصغِي وتُنصِت إلَيه دُون مُقاطعَة

تسْمع شِدَّة إلْحاحِه بقَراراتِه

حيثُ يُمهِّد لهَا مَساءِل إفْتراضَاتِه

المُحاضرَات والإقْتِراحَات

العرُوضات والصِّراعَات

التَّخمِينَات والتَّوقعَات

ثُم هِي ترفُض ذلِك بعْد إصْرَارِه الشَّدِيد بِالمُوافقَة

تَعترِض أقْوالِه بشِدَّة بعْد أن أصبَحت جهَاز الإستِمَاع يَستمتِع بِها أبِي بطرْح شكُوكِه وشكْوَاه علَيها

وبعْدها هِي تُهِين أبِي لظنّها أنّه يرِيد الهيمنَة علَيها ثُم تقُول آسفَة أنَا لاَ أقصد الإهانَة

هِي فقَط ترَاه يَستمِر فِي إخْتِلاق الحُجج والتَّراهَات

أبِي مِن النُّوع الذِي يحِب الشَّرح والتَّبرِير كثِيرًا وأمِّي تمقُت ذلِك

ففِي بعْض الأحيَان لاَ دَاعِي لِأن تبرِّر مَوقِفك عِندمَا تقِف فِي المَوقِع الخَاطِئ، فهُم سيلقَون بِوَابلٍ مِن الشَّتائِم واللوم علَى عاتِقيك لِأنك لاَ تَنتمِي إليهِم

أمِّي تَملِك آذانٍ صَاغِية

تُنصِت لكِن لَن تنصَاع

ستسمَع مَا يُزعِجك لكِن لَن تتفهَّم ذلِك

لَن تتفهَّم المَشاعِر والأحَاسِيس

لَن تتفهَّم قلقَك وإضْطِرابَاتك

تشْوِيشك وتَعكِير مزَاجِك

سترَى عَلامة إسْتِفهَامٍ كبِيرَة تُحلِّق فَوق رَأسِها

هِي لَن تُظهِر عَواطِفهَا أو تُهوِّن علَيك الأمْر

لَن تتودَّد أو تُظهِر بعْضًا مِن المُراعَاة

هِي غَير وُجدانِية

بِبساطَة .. بعْد نِهايَة الحدِيث ستقُول أنَّك تُبالِغ فقَط وأنَّك تُعطِي المَوضُوع أكبَر مِن حَجمِه وأنَّك دِرامِي والأمْر لاَ يسْتحِق

هِي لاَ تَكترِث لوُجهَات نظَر الأشخَاص حيثُ كَيف تكُون مَنظُورهِم ورُؤيتهِم لِلحيَاة مِن زَاوِيتهم المُختلِفة

قَوس قُزح رمَادِي .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن