٩:٠٠/شفقَة مُرافِقةٌ بِالعطْف

34 6 0
                                    





مَا الفرْق بَين العطْف والشَّفقة؟

قَد يعتقِد البعْض أنَّه لاَ فرْق بينهُما

مِن وُجهَة نظَر العُلمَاء والبشَر ..

يقُولون أن الشَّفقة هِي الإحسَاس بالذَّنب تِجاه شخصٍ مَا والرَّغبة بتَقدِيم المُساعدَة لِلغَير لكِن مِن بَاب إسكَات الضَّمِير

وعِندمَا تُقدِّم العَون لِلشَّخص ستقدِّمه دُون وجُود أي نُوع مِن مَشاعِر الرَّأفَة نحَوه

ستُساعِد لكِن دُون أن تَكترِث لمُعانَاة الشَّخص ودُون تقدِير وإظْهَار الإحترَام

تتصدَّق عليهِم بِالإجْبار والإكرَاه
الإرغَام والإضْطِرَار
ومِن بَاب التَّفاخُر والرِّياء

فقَط ستُساعِد لأنَّ هذِه هي طبِيعتك البشرِية
أن تشفَق وتأسَف لِوضْع الآخرِين

لأنّهُم منحُوسِين بنظرِك

أو أنُّهم مثِيرين لِلشفقَة بمعنَى أن مَظهرهِم مثِير للسُّخرِية والإشْمِئزَاز

ولِأن ضمِيرك يقُوم بتَوبيخِك بِسبَب نوَاياك الخَالِية مِن الإحسَان والأخلاَق وإسدَاء المعرُوف وتتكلّف السُّلوك

أو أن تُقدِّم المُساعدَة للمُتسوِّلِين ببرُود وفِي الحَقِيقة تشعُر بِالإستنفَار ظاهِرًا مِن منبَع قلبِك

بينمَا التَّعاطُف هُو المُلاطفَة والوُجدَان

إظْهَار المَودَّة وحُسن النِّيةِ وصدْقِها

الرحمَة،الحنَان،الكرَم،الأمَانة،الوفَاء

تَقدِيم الخَير دُون فضُول لمَا مَر بِه الشَّخص مِن قَسوةِ عَيش

ودُون التطفُّل علَى الخصُوصِيات والتَّطرق لِلمَواضِيع الحسّاسَة

وإلتِزَام الحدُود

التَّحلِي بالصَّبر والتَّواضُع والإخلاَص

التَّعاطُف هُو فهْم مشَاعِر الآخرِين والقُدْرة علَى أن نضَع أنفسَنا فِي موَاقِف أو مَواضِع الغَير

والتَّلاحُم بِالأحَاسِيس والمُشاركَة

حسنًا أنَا ذكَرت الشَّفقة بصُورة سيِّئة فهُناك مَن يقولُون أن الشَّفقة هِي التَّركِيز بمُعانَاة الآخرِين فقَط لكِن دُون إظهَار العَواطِف وردَّات الفعِل والإنفِعالاَت

والشُّعور بِإرتبَاط المَسؤولِية بطرِيقَة رَسمِية وجدِّية

وأن تُساعِد مِن بَاب الإنسَانِية فقَط

أحيانًا يُسِيئوا فِهم الشَّخص الذِي يُبدِي تعاطُفه مَع البشَر فيقُولون؛ لاَ تشفَق علَي لأنَّنِي لستُ بحاجةٍ لشَفقتِك

لِأن أحيانًا عِندمَا تشعُر بِالأسَف والعطْف تجَاه شخصٍ مَا لكِن لاَ تَستطِيع المُساعدَة فهُو سيظُن أنَّك تشفَق عَليه لأنَّك أظهَرت أسفَك أمَامه بينمَا أنتَ تَستطِيع إخفَاءِه

فيظُن أنَّك أظهَرته عمدًا!

بطرِيقَة مُستخفَّة ومُستهتِرة

بإستصغَار وإستنقَاص

وأنَّك تشعُر بالقرَف مِن وضعِه لِذَا تشعُر بالشَّفقة لأنَّه مثِيرٌ للشَّفقة

كلِمة -مُثِير للشَّفقة- تُناسِب الشَّخص الذِي يتصرَّف بِسخافَة وسذاجَة فقَط لأنَّه يرِيد أن يبدُو رَائِعًا ويجذِب الإنتبَاه

وأحيانًا هُناك الجَانِب الجيِّد مِن الشَّفقة بمعنَى الرَّحمة

وأعتقِد أن هذَا الجَانِب مِن الشَّفقة مَمزُوج بِالعطْف

لأنَّه يُمكنك تسْوِية الأمْر مَا بَين إظهَار أو فهْم المَشاعِر مَع الشُّعور بِالأسف والمَسؤولِية

يُمكنك تسْوِية الأمُور فِي المُناصفَة أحيانًا







▫️◽️◻️

قَوس قُزح رمَادِي .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن