اليوم الأول:
دقَ المنبه .. تشير الساعة إلى السابعة صباحاً ، و ها هِيَ تأخُذ غفوةً من جديد .
فتاةٌ خاملة ذات عينان ناعستان تحتضن فراشها لتُكمل أحلامها أو لنقل تتعمق بمخيلتها حيث تجد سعادتها في عالمها الخيالي.
تُفكر بالعديد من الأمور لربما كان أحدهم فارس أحلامها؟ أو لربما وجدت سعادتها في النوم "غرفة مظلمة ، تكييفٌ بارد و هاتفها و قليل من الطعام لتشبع حاجتها فيه " يمكن لهذه الأمور أن تكون سعادةَ فتاة.
فاقت بعدما تذكرت إنها تأخرت عن بداية سنتها الأولى بالجامعة ، تلاحقت نفسها و خرجت مسرعة و ركبت مع اخوها ليوصلها في طريقه.
-لين متى كنتي ناويه اتمين آنسة مريم؟
-ياخي نسيت "تضحك"وصلت و ها هِيَ ترى عالماً آخر غير الذي كانت تعيشُ فيه ، ربما كان يتملكها الخوف قليلاً فهيَ هناك لا تعرف أحداً هنا.
كانت تجلس وحدها بعدما سجلت إسمها بالمواد المطلوبة و مرت فتاةٌ ما بجانبها ، كانت تنظر إليها بنظرة استصغار و كأنها ملكةٌ و تلكَ عبدة.
مريم فتاةٌ لا تحب أن يستصغرها أحدٌ أو حتى أن يستفزها ، سواء كان كبيراً أم صغيراً ، أو أياً كان هذا الشخص .
قامت متوجهةً إليها و استفسرت قائلة:
-نعم في شي؟
-إنتي منو سمحلج اتين و توقفين وياي و تكلميني؟
-ليش إنتي منو عسب ما أوقف وياج و أكلمج؟ -موجهةً نظرة من الأعلى للأسفل-
-ههه إسألي و بيقولون لج أنا منوتركتها و الدهشة تملأها لما رأته من ثقةٍ تملأها ، أياً كان أبوها أو حتى أهلها فهيَ لا تملك الحق بأن تتكلم بهذا الأسلوب أو حتى تستصغر أحدهم لمجرد رِفعة مكانتها .
لم تبالي بالأمر كثيراً ، خرجت في نهاية اليوم و هِيَ تنتظر أخاها ليَمر بها ، رأت شاباً ما يُحدق بها و لكن لم تعِرهُ أي إهتمام .
وصل الأخ و ركبت و كأن شيئاً لم يكن . عندما وصلت دخلت غرفتها و إرتمت بفراشها البارد و أخذت قيلولةً تُريح بها جسدها المُرهق.
اليوم الثاني:
أقالها أخاها فالساعة التاسعة صباحاً لتبدأ أول محاضرة لها فالساعة العاشره ، كانت تبحث عن صف المحاظره و لكنها تاهت بين جدران المبنى الكبيرة و تأخرت و لحظة عثورها على المكان دخلت محمرةَ الوجنتين لتأخرها و عدم معرفتِها لردة فعل المحاضر.استقبلها بإبتسامة و سمح لها بالدخول لأنها جديدةٌ على المكان ، إستسمحتهُ عذراً على ما بدَر منها و وعدتهُ بأن لا تتأخر من جديد .
فزّ القلبُ لصاحبةِ تلكَ النظرة
تلك اللتي تملِكُ نظرةَ طِفلٍ بريءٍ
رمقتني و عيناها السوداوان تلمعان
رمقتني بنظرةٍ تطلبُ السماح بها
على الرغمِ من خطأها الصغير
و لكن حمداً للهِ إنها تأخرت
فلولا تلكَ الدقائق القليلة
لما إستطعتُ البحلقة في تلك العينينقضت الساعات بسرعة و قد حان موعد عودتها ، تأخر عليّها أخيها فرآها المحاضر محمد ، ذو المحاظرة الأولى لها ، أسرع بخطواته متجهاً لها و سألها:
-مريم؟
-نعم دكتور!
-منو بيردج؟
أجابت مستَغرِبة:
-أخوي ، بس ليش تسأل؟
-بيتأخر عليج؟
-قال نص ساعه و واصل
-تعالي بوصلج أناتملكها الخوفُ لثانيه على الرغم من الإحترام الَّذِي كان مُصورٌ به ، عادت خطوة للوراء و قالت:
-لا مشكور مب مشكله بتريا
-تعالي بيتأخر عليج و المكان مليان شباب
-أهلي ما يرضون أركب مع غريب !تأسف و إستسمحها عذراً ، شعر بالعارِ على نفسه و على جرأتهِ الوقحه ! فكيفَ لهُ أن يطلب من فتاةٌ يراها لأول مره أن يقِلَها ، كيف توقع بأنها ستوافق على أمرٍ كهذا ، هيَ مسألةُ شرفٍ و أيضاً أمرٌ حرمه الله ، و لكنه كان مشوشاً و لم يَعي ما يقوله ، تألم من كلمةِ غريبٍ و لكن لم يحق له بأن يعاتبها ، فهوَ حقاً غريبٌ عنها!
أنت تقرأ
ليتني لم أثق بك
Romanceأدت تلك الثقة لخذلانٍ كبير أوصلتني لأخر حدود الندم أردد دائماً: لما وثقت بك؟ فلم تكن سوا خيبه! لم أكن لكَ إلا لعبةً تتسلى بها شكراً لك، أتعلمُ لما؟ لأنك علمتني أن لا أثق بأحدٍ أبداً و أياً كان كي لا أُخذل من جديد