بعد مرور يومين على غيابه قد قلقت عليهِ مريم قليلاً .. لم تعلم أيّ شيءٍ عنه منذ الوقت الّذي حدثتهُ به آخر مره .. هي هذهِ الحين كانت بدايةُ علاقتها مع حمدان الَّذِي لا تعلم عن نواياه.
كان قد وفر لها كلّ ما تريد أو حلمت به ، لم يكن أحدٌ يعلم بما يدور بينهما فقد كانوا لا يعيران بعضهما اهتماماً حتى لا يلفتان النظر ، حتى أنها قد خبأت الأمر عن أهلها لأنهم لن يقفوا معها .
يوماً بيوم كانت يزيد حبها لهُ ، بدأت تتعلق بهِ و تضع جميع آمالها فيه، كانت قد كتبت و تخيلت ما تبقى من حياتها كلها معه ، لدرجةِ إنها تفاهمت معهُ على أسماء أبنائهم الّذين سيأتون بعد عدةِ سنين حسبما تعتقد .
في هذهِ الحين كان قد تخلى محمد عن مهنته بسبب العمى الّذي أصابه و فقدانه الجزئي لذاكرته ، و ذلك حدث بسبب ما تفوهت بهِ مريم ، قد خسر العديد و العديد من الأشياء دون أن يشعر بسببها ، لطالما أشفق العديد على حاله فهوَ ما زال يعتقد بأن زوجتهُ حيةٌ ترزق..
مرّ شهران و لم تعرف حتى أيُّ تفصيلةٍ صغيرة عن محمد ، كانوا قد أحضروا بديلاً و رفضوا إخبارها بما حلّ بهِ .. خافت بأن تكون هيَ السبب وراء ما يحدث و لكن تراجعت عما تقول لتظن أنّ لا شأنَ لها!
بعد مرور كلِّ هذا الوقت لم تعلم إلا إنهُ أصيب بالعمى و لكن لم تعرف متى و كيف و لماذا ، ظلت الأسئلة تملأ عقلها و لم تفارقها بتاتاً.
تطورت علاقتها مع حمدان كثيراً ..كانت قد وثقت بهِ أكثر من ثقتها بنفسها ، وثقت ثقةَ الأعمى الَّذِي يعبر الشارع بنفسه ظاناً بأن لا أحد سيصدمه..
كان قد حان موعد الإجازة ما قبل إختباراتهم النهائيه و في نفس اليوم الَّذِي كان آخر يومٍ في هذا الفصل طلبت من فاطمة القدوم و المبيت عندها ، فكرت مُلياً لردةِ فعلها حينما تخبرها عن علاقتها مع حمدان .. عرفت بأنها ستقف ضدها دون أدنى شك و حتماً لو كان حمدان!!
كانت قد وصلت و ظلتا تثرثرانِ حتى حان الوقت لتبوح عن ما في قلبها ، واجهتها و بدأت الحديث من يوم الرسالة حتى هذا اليوم ، كان يخفق قلبها بشدة فلم تبدي فاطمة أيُّ ردةِ فعلٍ بل ظلت صامته من دونِ أن تتفوه بكلمه ..
عندما انتهت رمقتها فاطمة بنظرةِ ، كان الإحراجُ يملؤُ عينيها ، سألتها :
-شو فيج فطوم..
-شو فيني؟ قولي إنتي اللي شو فيج !!! تخبلتي؟ ما حبيتي حد غير حمدان اللي تكرهينه و يكرهج و مهددنج بعد أبا أفهم كيف حبيتيه أساساً !!عندما يحب الإنسان غالباً ما يتغاضى عن عيوبِ حبيبه ، تحولت نظرتي إليهِ من شيطانٍ خبيث لملاكٍ طاهر ، من شابٍ مخادع لطفلٍ حنون ، رأيتُ بهِ ما لم أرهُ بأحد بالرغمِ من بدايتنا السيئه و لكن أسعى لإيجاد نهاية سعيدة معه..
رددت تلك لكلمات الَّتي كانت الأخيرة الموجهةُ منها لفاطمة . و تركتها وحيدة لحبها الأعمى ، لم تكن على إستعداد لمواجهةِ تلكَ الأمورِ مع مريم و تخلت عنها بكل بساطه....
أنت تقرأ
ليتني لم أثق بك
Storie d'amoreأدت تلك الثقة لخذلانٍ كبير أوصلتني لأخر حدود الندم أردد دائماً: لما وثقت بك؟ فلم تكن سوا خيبه! لم أكن لكَ إلا لعبةً تتسلى بها شكراً لك، أتعلمُ لما؟ لأنك علمتني أن لا أثق بأحدٍ أبداً و أياً كان كي لا أُخذل من جديد