اليوم التاسع : "اعتراف"

633 22 2
                                    

اليوم التاسع:

إستيقضتا متأخرتين عن الذهاب ، كان اليوم يومَ ميلادها ، ذهبتا للإستعداد من أجل الوصول فالوقتِ المناسب و حالفهُما الحظ بالوصول في الدقائق الأخيرة.

عند خروجهم من الجامعة و أثناء ذهابهم للمنزل أوقفتهم فتاةٌ فالسابعة من عمرها و كان وجهُها مألوفاً ، أعطتها هدية و باقة ورد كُتِبَ في البطاقة الموضوعة عليها :
"كل عام و أنتِ بخير"

سألت الفتاة عن الشخص الّذي أوصاها بإعطائها هذه الهدية و لم تنتبه للشخص الّذي يراقبها من خلفِ مخفي السيارة .

لم تُخبِرها عن الشخص و نَسِيَ بدوره بإنها رأت إبنتهُ من قبل ، قالت مندهشه:
-هذي بنت دكتور محمد! يعني الهديه منه !!

انحرجت قليلاً من الأمر و لم تفهم لما إهتم بيومِ ميلادها ، كانت متوترة لا تعرف هل تذهب و تشكُره أن تسألهُ عن السبب !

في طرفٍ آخر رأى أحدهم محمد و هوَ يوصي إبنته بإرسال الهدية.. و لسوء حظه كان من رآه ميرة أختُ حمدان.

إتصلت به و قالت لهُ أن يأتي بسرعة لتُخبره و وصل في ٥ دقائق لم يكُن بعيداً جداً عنها.

كانا أول من يعرف عن الحب الَّذِي يكُنه محمد لمريم، إنتهز الفرصة و قام بأخذ رقم مريم من ميرة التي قامت بدورها بالبحث عنه و عندما عادت للمنزلو ارتمت في فراشها لتأخذ قيلولة ، هنا بدأت القصة..

وصلتها رسالة محتواها ؛
مريم..
أنا شاب أدرُس بنفس الجامعة ، بدايتنا كانت عبارة عن كره متبادل من الطرفين و لكن طالما أردت إخباركِ بأمرٍ ما ، منذ أول يومٍ رأيتكِ فيه.. لا أعلم ما الّذي حل بي ! بات قلبي ينبض بسرعة ، بتُّ أسرح و أفكر كثيراً ، أفكر بعيناك ، بإبتسامتك ، ملامحكِ الطفولية البريئة ، إني محرجٌ حقاً منكِ بإعترافي هذا بعد المواقف التي حدثت بيني و بينك ، أعلم إنكِ تكرهينني من أعماقِ قلبك،، و لكن هل لكِ أن تعطيني فرصة لأصحح خطئي و فتح صفحة جديدة؟ لا أرغِمكِ بأن تحبينني ولكن أيضاً لا أُريد أن يكرهني من أحب ! حين أرى نظراتكِ الموجهة لي و المملوءة بالحقد .. أشعرُ و كأنني حيوانٌ إلتهمَ قلبكِ و مزّقهُ ، أشعرُ و كأنني قاتلٌ طليق من العدالة ! سعيدٌ لأنهم لم يقبضوا عليّ و لكن من وجهٍ آخر يقتِلني ضميري مئةَ مرةٍ في اليوم !
مريم.. أنتِ لستِ مجبورة بالرد على هذه الرسالة و لكنني فقط أردت الحصول على فرصة أخرى.. يقالُ عنكِ إنكِ فتاةٌ ذات قلبٍ طيب لا يعرف الكره ، فقط يعرف أن يُسامح! و إني أريد السماح يا مريم!
-حمدان

صُعقت لما قرأته لم تعرف بماذا ترد عليه! هل يُعقل أن حمدان يقع في غرامها؟ هل يُحتمل بأنهُ يلعب في مشاعرها؟ لم تكن تثق فيهِ البتة! و لكن أرادت أن تتأكد ، ردت عليه بتحدي :
إن كُنتَ حقاً تحبني حسب ما تقول إذن إعترف لي بهذا الأمر وجهاً لوجه ، إعتذر عن كل تهديد وجهتهُ لي من دون حق ! إن كنت تحِبني حقاً؟ ستفعل ما أطلب .

لا أؤمن بالحب من النظرة الأولى فالحقيقة ، لطالما كان الأمرُ كذِباً أو ينتهي بنهاية بائسة ! لم أعرف قصة حب نجحت عن طريق النظرة الأولى!

ردّ عليّها :
أنا مستعد لفعل ما تريدينه فقط لأثبت لكِ حبي لكِ حتى و إن طلبتي أن أجثو على رُكبتي أمامَ الجميع!

قامت بإجابته:
لا حاجة لأن تجثو على ركبتيّك فقط برهِن لي بأنكَ تحبني حقاً و بعد ذلك أطرق بابنا و لا تقفز من نافذتنا،، حسب المثل فتلك العلاقات محرمة في مجتمعنا ! إن كنتَ تريدني خُذني بالحلالِ و ليّس بالحرام ، متى ما أردت فأنا لستُ مستعجلة ، لي مستقبل بطوله أمامي و أيضاً أنت! سيكون هناك وقتاً طويل لكي تتعرف علي ، و هذهِ فرصة لتتعرف على أهلي ..

ردّ عليها:
و لكن لم نعرف بعضنا سوا من إسبوع ، و نحن في مقتبل عمرنا حتى إننا لم ندخل فالعقد الثاني من عُمرنا ، أفضل أن يكون هذا الأمر بعد تخرجنا فوقتها سأكون في وظيفة و أستطيع تدبير أمري ، لا أطلب أن نكون في علاقة محرمة و لكن أيضاً لا تكرهينني

كانت على نياتها فصدقته.. لم تعلم ما يُخبئ لها خلف هذه العلاقة.. أصبحت الساعة العاشرة مسائاً مرّ الوقت سريعاً و لم تشعر بهِ ، إرتمت في فراشها و هي تتأمل سقفها المزين بالنجوم ، ظلت تحدث نفسها قائلة أهوَ حقاً يُحبني و سيعترف لي غداً؟ حتى غفت و هناك الكثير من التساؤلات تدور في رأسها.

ليتني لم أثق بكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن