تقدَم أيضًا أيها الغلاف
🥀
.
.
.وَنَحْنُ نُحِبُّ الحَيَاةَ إذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ
استند على الحائط خلفه يحاول الوقوف، جاء الغلام الصغير يساعده، مُنذ فترة ليست بكثيرة اعتدى عليه جنود الاحتلال مجددًا ومجددًا داخل السجن لأنه وقف أمام أحدهم ونظر في عيناه، خاف الجُندي وهَجم عليه.
وَنَرْقُصُ بَيْنَ شَهِيدْينِ نَرْفَعُ مِئْذَنَةً لِلْبَنَفْسَجِ بَيْنَهُمَا أَوْ نَخِيلاَ
«منتصب القامةِ امشي
مرفوع الهامةِ امشي
في كفي قصفة زيتون
وعلى كتفي نعشي»
بدأ يعقوب الدندنة يتكئ على كَتِف رافائيل يحاول التأقلم مع قدمه والسير بطريقة جيدة بمفرده، سيحتاج ذلك بعد القليل من الدقائق.نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ
اخذا يسيران حول الغرفة خافتة الإضاءة ويشير الأكبر لباقي المساجين ان يقفوا ثم تبعه الأصغر يشجعون الجميع أن يقف بينما يردد يعقوب: «وأنا امشي وأنا امشي وأنا امشي وأنا وأنا وأنا امشي»
وَنَسْرِقُ مِنْ دُودَةِ القَزِّ خَيْطاً لِنَبْنِي سَمَاءً لَنَا وَنُسَيِّجَ هَذَا الرَّحِيلاَ
«قلبي قمرٌ أحمر
قلبي بستان
فيه العوسج
فيه الريحان
شفتاي سماءٌ تمطر
نارًا حينًا حبًا أحيان.... »
طالما كانت الموسيقى هي رفيقه الروحي والنصف الآخر من حياته، طبيبٌ نعم لكنه أيضًا موسيقي يعزف على أوتار الحياة علها تُكون معزوفة جيدة تليق ببلاده.وَنَفْتَحُ بَابَ الحَدِيقَةِ كَيْ يَخْرُجَ اليَاسَمِينُ إِلَى الطُّرُقَاتِ نَهَاراً جَمِيلاَ
بدأ يقفز بخفة على إحدى قدميه كُل مرة ثُم تتابعت خطواته في تناسق حتى أستطاع تأديتها بشكلٍ جيد، أبتسم جميع الموجودين معه واخذوا يتراصون واضعين ايديهم كتفًا فوق كتِف بعض ويؤدون «الدبكة» ورُغم معاناة «يعقوب» في الغناء والرقص بشكلٍ أعرج لكن بسمته اخدت تتوسع ثانيًة تلو الأخرى، بعدما ترَك «رافائيل» يلهو مع من يرقصون حول الدائرة.
نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ
«أنت مريض أيها العَم العجوز»
مازح «رافائيل» مسرعًا نحو العَم «عمار» يسانده ليصل نحو دائرة الشبان الذين يقفزون قفزًا على أوتار الحياة، أجابه العَم قائلًا: «عبثًا تُحاول أيها الغلام، لا فناء لثائر»لا فناء لثائر واضمنُ لكَ ان كُل فلسطيني ثائر.
وَنَزْرَعُ حَيْثُ أَقمْنَا نَبَاتاً سَريعَ النُّمُوِّ
أقحوان ؟ بنفسج ام جاردينيا ؟ زيتون وزعتر، حقول القطن، خُبز القدس ؟ ورائحة الجليل ؟ قهوة على مقهى بسيط بينما نستنشق هواء فلسطين ؟ هواء الأصالة ورائحة القديم.
وَنَحْصدْ حَيْثُ أَقَمْنَا قَتِيلاَ
ام دماء وصوت رصاص ؟ أم تبكي وطفل لا يستطيع غلق عيناه من الصدمة... اخبرني يا بيت حنينا ما بالُ حيفا تبكي ؟ الأرض الخضراء نزفت دمًا أما كانت تبتلع صوت الصراخ ودموعها تتدحرج على وجنتيها ؟
وَنَنْفُخُ فِي النَّايِ لَوْنَ البَعِيدِ البَعِيدِ
بسم الله عليكِ بسم الله، فليطمئن فؤادها على صوت الناي يا الله، لا بأس عليكِ يا مدينة النصر فكُلُ البأسِ عليهم.
«رويدًا رويدًا يا رجُل لا نريد ان تُحبَس الدماء داخل قدمَك مرة أخرى»
انتبه «يعقوب» لصوت «أمير» الذي أوقفه عن القفز اتكأ منحنيًا على ركبتاه فخانته قدمه المصابة ووقع على الأرض، أسرع الأخير نحوه يسانده.وَنَرْسُمُ فَوْقَ تُرابِ المَمَرَّ صَهِيلاَ
«أنا بخير»
أعترض «يعقوب» يلهث أنفاسه في محارلة لتنظيمها، تفرق السجناء الأحرار مرة أخرى في أنحاء الغرفة يتبادلون الحديث بعضهم عن ذلك الفتى الذي جائهم منذ سنة ونص السنة في البداية لم يكُن ينفك يتذكر وتدمع عيناه ويجهش قلبه بكاءًا ثم أتخذ الدندنة وسيلة للحديث معهم عما يخالج قلبه، كلماتٍ كتبها شاعر لتعبر عن العالمين.
ثُم مؤخرًا لم يضيع فرصة لنشر البهجة السوداء بينهم.وَنَكْتُبُ أَسْمَاءَنَا حَجَراً "أَيُّهَا البَرْقُ أَوْضِحْ لَنَا اللَّيْلَ" أَوْضِحْ قَلِيلاَ
«يعقوب» اتضحت به ازدواجية الصراع القائم بين (فاقد الشيء يعطيه) (وفاقد الشيء لا يعطيه) لأنه يفعل الاثنان، احتراق روحه اشتياقًا لبلدته القديمة وشعوره أنه لا شيء داخل وطنه وأمام أنظار العالمين جميعًا جعله يضئ شيئاً فشيئاً.
نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلا
رُغم ما يعانيه «يعقوب» فقد كان كالنور الخافت الذي يظهر في نهاية الأفق، على الأقل لقد كان مثالاً يحتذى بِه لـ«رافائيل» طبيب ماهر وذو موهبة فريدة في الغناء بل وإنه فداءًا لوطنه يضيع سنواتٍ من حياته داخل تلك الغرفة المظلمة.
قدوة مثالية لفتىً يتخبط هُنا وهُناك بلا عائلة وبلا منزل.
يتبادلون الشعور والنهاية واحدة من عُمر يوم إلى المُنتهى الجميع يمثل نور خافت يضوي فيقود الطريق نحو الحَق، «يعقوب» رأى الشجاعة والتفاؤل داخل «رافائيل» والأخير يرى للصمود معانٍ أخرى يرويها «يعقوب».
«يومُ خروجكَ بَعد أسبوعٍ من الآن»
.
.
.
🥀
فزمانُ الحُرية الزائفة قَد ولى
أنت تقرأ
أُمُ البدَايَاتِ. ~فلسطين~
Short Storyنحن في حلّ من التذكار فالكرمل فينا و على أهدابنا عشب الجليل لا تقولي: ليتنا نركض كالنهر إليها، لا تقولي! نحن في لحم بلادي.. و هي فينا! لم نكن قبل حزيران كأفراح الحمام ولذا، لم يتفتّت حبنا بين السلاسل نحن يا أختاه، من عشرين عام نحن لا نكتب أ...