3

1 1 0
                                    


♕ يمكن لك أن تصنع ملايين التحف الرائعة، لكن ضربة إزميل واحدة في غير محلها قد تشوه سمعتك الحرفيـة.... ـ

.
.
♕ John :
استيقظت و شعرت بعدم تواجدها فاستقمت جالسا لأجدها قد غيرت ثيابها و جلست على كرسي بينما تنظر لي بهدوء.
- ستخرجين؟
آنا : أ لديك ما تقوله قبل خروجي؟

إنها تشير إلى ما حدث بالأمس، رفعت يدي و مسحت بها على وجهي قبل أن أبدأ بسرد حماقتي.
- بالأمس أتاني كريس للمكتب لمناقشة بعض الملفات و أخبرني أنه رآك تدخلين للبناية رفقة هيلين بينما كان مغادارا، فرحت كثيرا طبعا لذا فور إنهاء ما بين يدي خرجت من الشركة و توجهت لمطعمك المفضل و حجزت أفخم طاولة قبل أن آتي إلى هنا، دخلت من الباب و استقبلني صوت الموسيقى العالية من الغرفة و نغمة وصول رسائل إلى هاتفك.. قررت تفقد الهاتف و... و رأيت صورة قصاصة الورق التي عليها تلك الكلمات التي قرأتها بعناية، و قبلها الكثير مثلها،.. وجدت نفسي أستشيط غصبا، لذلك خرجت بسرعة قبل أن تريني.

آنا : بماذا فكرت؟
- آنا...!!ـ
آنا : قلت لك أخبرني بماذا فكرت؟
هي صارمة للغاية و معها حق، أنا المخطئ هنا و لا حق لي في اللغو.
- ظننت أنك تخونينني معه.
آنا : رائع.. أكمل رجاء.
- بقيت طوال اليوم أجول بالسيارة من مكان لآخر، بغير هدف، فقط غاضب و ذكريات عشر سنوات مضت تمر أمامي، اعتبرت نفسي ساذجا، و فكرت مرارا في السبب الذي يجعلك تفعلين ما ظننته لكن لا جدوى، رأيت نفسي ملاكا لا يخطئ، بلغت الساعة التاسعة ليلا فتلقيت اتصالا من المطعم يتأكدون فيه من حظوري أو أنهم سيلغون الحجز...، أكدت لهم الحجز و ذهبت بالفعل، و عند وصولي وجدت تلك المغفلة على الباب، كانت بمفردها و كذلك أنا..، دخلنا مع بعضنا و جلسنا إلى الطاولة التي حجزتُها، بدأنا الحديث عن العمل بحكم أنها متعاقدة مع شركتنا ثم شيئا فشيئا انتقلنا للحديث عن الحياة العامة، بعد العشاء طلبت منها أن نسهر في مكان ما و أخبرتني أن هناك حفلة صغيرة لمغنًّ نسيت اسمه فذهبنا و حضرناها، بعدها أتينا للبيت و ما حدث تعلمينه.

أنهيت حديثي و رفعت رأسي الذي كان منكسا، نظراتها الباردة اتجاهي تجعلني أتمنى أن يتم سحب روحي الآن.

آنا : لماذا قلت أنك كنت تخونني؟ و أنها ليست المرة الأولى و لماذا أحضرتها أصلا؟؟
- أتيت بها لأذيقك من نفس الكأس، حين فكرت أنك تخونينني كل ما ظهر أمامي هو كيف أنتقم منك؟ كيف سيكون شعورك لو كنت مكاني؟ كيف أجعلك تعيشين نفس الشعور؟
آنا : و لكن اكتشفت أنك مخطئ، و أنك ظلمتني، و جعلتني أتألم بسبب تهيؤات، و أنك أنت من خانني، و خان ثقتي، و شك بي.
- آنا أنا آسف، تعلمين أنني أحبك و ذلك لم يكن قصدي، تعلمين أنني عندما أغار عليك أتصرف بلا وعي.
آنا : أعلم.. مؤسف أنني أعلم.

تتحدث لكن بشيء من الاستهتار، رفعت الكرة الثلجية من الطاولة و نظرت لها مليا ثم نظرت لي.
آنا : تعلم أنني أحبها، و لا أحب أن يقترب منها أحد، لكن... أوبس!!ـ
تركتها تسقط أرضا فتهشمت بالكامل ثم وقفت و حملت حقيبتها.
آنا : عندما تصلحها اتصل بي، لا تشترِ أخرى، ألصق هذه.
- إلى أين أنت ذاهبة؟ و ما الذي تقولينه؟
أمسكت ذراعها أمنعها من التقدم فأبعدتني و تحدثت.
آنا : سأكون في شقتي، سأصفي ذهني لفترة و لا تخبر أحدا بما حصل و لا حتى والدتك، لا أريد لأحد أن ينظر لي نظرة شفقة، و بالنسبة لهيلين اتركها عند جدتها، بعيدا عن ضغوطاتنا.
- أمرك، عودي بسرعة.. حسنا؟
آنا : آمل ذلك.
- سيعود كل شيء كما كان، أعدك، صحيح لا يمكنني إلصاق تلك لكن يمكنني شراء أخرى و نحن كذلك يمكننا أن نبدأ من جديد.

So far away حيث تعيش القصص. اكتشف الآن