4

1 1 1
                                    


♕ لدي قناعة أني لو كنت مكسورة فلن أستطيع إصلاح أي شيء.... ـ
.
.
.
.
♡ Anna :
في الساعات القليلة الماضية قررت تأجيل الشعور بالقلق و التوتر و الضعف الذي سيطر علي ليومين كاملين،
حاولت قدر استطاعتي أن أعيش و كأن لا شيء حدث و لو لبعض الوقت،
ضحكت كثيرا على نكت لويس السخيفة و استمر هو بترديد عبارة " ليست مضحكة لهذه الدرجة " أما أنا فكنت أبرر " أعلم لكنني شخص تافه "،
كنت على يقين أنها غير مضحكة، و لو قالها لي في يوم عادي لكنت بقيت أنظر له بجمود،
لكني كنت بحاجة لفعل شيء غير البكاء،
بعد خروجنا من المقهى مشينا طويلا،
قضينا أغلب وقتنا صامتين ظاهريا فقط عكس ما بداخلنا من ضجيج، أو ربما أتحدث عن نفسي فقط،
لويس : هل نفدت بطاريتك؟
- نوعا ما.
لويس : لم أسألك عن الصغيرة.. هيلين؟
- أجل اسمها هيلين، هي بخير تحظى بعطلة قصيرة عند جدتها.
لويس : لدي سر أخبرك به.
- حسنا.
لويس : لم آتي إلى هنا سوى من شهر واحد فقط، لكن كانت فترة كافية لأحسدك بها.
- تحسدني؟!! لماذا؟!!ـ
توقفت و نظرت له لكنه أكمل سيره مجبرا إياي على اللحاق بخطواته.
لويس : لديك أجمل عائلة و حياة على الإطلاق، أنت ناجحة بحياتك العملية، و كذلك الأسرية، ابنتك رغم سنها الصغير إلا أنها لبقة للغاية كأميرة فرنسية، زوجك جون، أغار أنني لست مثله.. في المرات القليلة التي رأيتكما فيها معا شعرت بالغرابة، أعني كيف لشخصين أن يكونا معا منذ عشر سنوات لكن نظراتهما لبعضهما كأنها حديثة الولادة، تنظران لبعضكما و كأنها أولى نظرات الإعجاب و تعامله معك أمام الناس و لا أظنه يختلف عن تعامله الخفي معك، راق للغاية، دافئ، جميل و مغر.... كيف تستطيعين الحفاظ على كل هذا؟؟

خلال حديثه عرفت دموعي طريقها،
فعلا الناس يحسدونك دون أن يعلموا أي معركة تخوض،
كم من الخيبات تلقيت،
كم من الأشياء عنها تخليت،
و كم من الجروح وضعت عليها ملحا و مضيت.

- كنت أمزق نفسي، لم أكن يوما حاضرة بشكل كامل في عمل ما، كان اجتماع القلب و الروح و العقل معا مستحيلا، دوما أحدهم حاضر و الاثنان الآخران غائبا... و رغم كل هذا، لم أنجح.
لويس : كيف؟

رفعت رأسي لأجد اننا بلغنا مدخل البناية التي تضم شقتي فابتسمت له و حاولت مسح دموعي خفية أن تكشفها إنارة الشارع الطفيفة.
- لا شيء، مجرد كلام.
لويس : حسنا، بما أنك وصلتِ فأنا أتمنى لك لي.....ـ

قاطعنا صوت غاضب ينادي باسمي فانتفضت و نظرت باتجاهه، كنت أعلم أنه سيأتي،
صفق باب سيارته و مشى ناحيتي بخطوات سريعة،

لويس : مرحبا.
جون : هناك ما علينا التحدث بشأنه.
تجاهل لويس تماما بينما يكلمني،
و رأيت علامات الإحراج تعتلي هذا الأخير،

- آسفة لويس، نتحدث لاحقا.
لويس : لا يهم، أراكِ.

غادر فنظرت إلى جون الذي بدأ الغضب يعتريه،
بدا ذلك واضحا جدا من خلال ضغطه على فكه و ضغطه على معصمي الذي صار أسيرا له.
- ماذا تريد؟
جون : اسحبِ الدعوى و كفاك جنونا، و عودِ للمنزل.
- هذا كثير للغاية، تريد الثلاثة مطالب معا؟ أ لا تظن نفسك طماعا؟
جون : أرجوك، أعرف أنني أخطأت، لكن ليس لهذه الدرجة.. ليس لدرجة أن تتركيني.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 01, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

So far away حيث تعيش القصص. اكتشف الآن