في اليوم الذي قبل يوم اختفاء نمار وحينما كانت ذاهبة إلى مزرعتها سمعت نساء ذاهبات إلى النهر ومن حديثهن تبين أنهمن يعملن لدى مروج يتحدثن بصوت خافت ،اقتربت منهن وسمعت بأن مروج ستتخلص من نمار وطفلها لأنها بدأت بخسران يمان شيئاً فشيئا فكيف إذا أصبح له ولد بين ذراعيه لذالك ستتخلص منه ،وعندما رجعت إلى المنزل سمعت مروج تخبر يمان بنفس الشي ،المثير للدهشه أن يمان لم يحرك ساكناً ولم يدافع عن طفلة ولم يبدي أي ردة فعل كما تعهد سابقاً بحماية الطفل لان مروج أخبرته بأنها أن لم تتخلص من الطفل ستنفصل عنه وعندها يحرم من الدعم الذي كان يتلقاه من والدها وسيفقد جزء كبير من هيبتة التي اكتسبها لذالك التزم الصمت مما حز في قلب نمار التي تحملت الكثير لتبقى بجانبه، وفي الليل قررت نمار الهروب بطفلها والذهاب إلى قرية والدها وبالفعل انتظرت حلول الليل ونوم يمان وخرجت بهدوء من المنزل والخوف يملئ قلبها والحزن في عينيها فهي وحيدة وتحمل طفلها في احشائها في شهرها السابع الآن ضعيفة هزيلة ،بدأت بالسير حذرة من أن يتم الامساك بها تنظر يمين ويسار إلى أن خرجت من القرية وبدأت البحث عن قرية والدها ،فهي تسير بالليل بالقرب من النهر وفي النهار تذهب إلى أماكن بعيدة عنه لكي لا يتم الامساك بها ، بقيت لأيام تبحث عن قريتها فلم تجدها ،لقد نسيت الطريق لأنها متعبة ولم تكن تخرج كثيراً من قريتها بقيت على هذا الحال لأيام ليست قليلة وبعدها التقت بعجوز مصابه بالعمى لكنها تستطيع الاعتماد على نفسها ،اخبرت نمار العجوز بقصتها ف طلبت العجوز منها أن تسكن معها في الكوخ ولكن أن تتظاهر بالعرج بإحدى أرجلها كي لايتعرف عليها أحد وبالفعل ذهبت نمار مع العجوز إلى قريتها البعيدة وإذا خرجت نمار من الكوخ تظاهرت بالعرج ولحسن حظها لم تكن بطنها بارزة كثيراً وقليل من يلاحظون حملها ،اما مروج فقد بعثت بسته رجال للبحث عن نمار في كل القرى التي على ضفاف النهر ولأن من الصعب أن يدخل الرجال الى اي قرية أخرى ليست قريتهم تظاهر الرجال بأنهم باعه جواله وبنفس الوقت يطرحون الأسئلة إلى النساء اللاتي تشتري منهم وهناك الكثير من النساء الثرثار الآتي تبوح بكل شي وهذا ما جعلهم يأخذون وقت طويل ليجدوا نمار،بقيت مروج برجالها تبحث عن نمار أما يمان فقد أمر مساعدة في البحث عنها ،لم يجدوها في اي مكان وحتى بعد مرور شهرين وهذا مايزيد الأمور سوءاً فهي الآن في شهرها التاسع ،ومروج تريد قتلها قبل أن تنجب الطفل لكي لا يرف قلب يمان على طفلة ويدافع عنه ،اما نمار فقد كانت ترسل رسائل تضعها في الماء تحفر على الأوراق (مثلث وخط متعرج وكوخ صغير وعين مغلقة وسكين ) لعلها تصل إلى جدتها التي تستطيع تمييز الرموز مثلث اي الجبل والخط المتعرج هو النهر والكوخ في الشمال والعين المغلقة ترمز للعمى والسكين تدل على الحرب أو الخطر لتخبرها بأنها بحاجة إلى المساعدة ،وفي يوم من الايام وصل الرجال السته إلى نفس القرية التي فيها نمار وبدأوا بالبيع والضحك والتغزل بنساء القرية وقد اخبرتهم بعض النساء بكل تفاصيل القرية ثم ذهبوا بعدها اخبرتهم امرأة كانت تقف على قارعة الطريق لقد جاءت فتاة عرجاء إلى القرية ثم انصرف الرجال أما نمار فشعرت أنها قد كشف أمرها ويجب أن ترحل بأسرع وقت وبالفعل عندما رجع الرجال واخبروا مروج بكل معلومات جمعوها من القرى رجحت بأن تكون نمار المرأة التي تعرج لأنها الوحيدة الدخيلة على قرية فأمرت الرجال بالرجوع إلى القرية وكانت هيه على رأسهم غاضبة مملوءة بالحقد والكراهية انطبق حاجبيها واحمر وجهها فهي تريد التخلص من الطفل قبل أن يولد ،اما نمار فسارت تجر بنفسها وطفلها وقد سيطر التعب عليها فهي ثقيلة الآن وضعيفة ووحيدة بلا احد بلا أهل بلا معاني شاحبه الوجه شفتاها تلونت باللون الابيض حاولت السير بعيداً لم تفكر في نفسها كل أولوياتها الطفل البريئ الذي أصبح في خطر قبل أن يولد ودون أن يفعل شيئا ،سارت بخطوات بطيئة بقيت تجر بأرجلها لم يبقى لديها قوى للمسير الى أن وقعت أرضا وهذا لم يوقف الام المتثاقلة بالهموم والهاربة ف قامت بالزحف وهيه جالسة بوضع يديها خلف ظهرها وتدفع بجسدها إلى الأمام لكي تصل إلى كوخ مهجور بعيدا لم يكن به أحد ولم تكن هناك بيوت بالقرب منه كوخ غير صالح للعيش ،بقيت تدفع بنفسها إلى أن وصلت الكوخ وبدأت عيناها تطبقان إلى أن غفت قليلاً ثم أفاقت على آلام ووجع في بطنها و ظهرها ،انه المخاض لقد حان وقت الولادة وماكان لها إلا أن تتمتم بكلمات غير مفهومه يرافقها الأنين الخافت ، تأن مره والدمع يسيل بلا تكلف بلا اغماض للعينين يتساقط كحبات المطر على بطنها مره تكلم صغيرها ،صغيري انا هنا لايمكن لأحد أن يمس بك السوء صغيري أن الله معنا وسيرسل من يساعدنا ،سيأتي ابي لينقذنا صغيري انت لي انت أصبحت حياتي قبل أن أرى وجهك وبقيت تكلم الصغير في احشائها وآلام يصاحبها ،بقيت بآلام المخاض تحاول أن تساعد نفسها على الولادة تارة تدفع بالطفل وتارة تستريح وفيه هذه الأثناء سمعت نباح كلاب وصوت ارجل تقترب من الكوخ وهيه تدفع ببطنها إلى أن خرج الطفل احتضنت طفلها وهو مليئ بالدم ومتعلق بأمه من الحبل السري وبسرعه اقتحم الكوخ الرجال والكلاب وهيه تحمل الطفل فدخلت عليها مروج أما يمان فقد تبعها هوه ومساعدة ولأن الكوخ كان متهالك من أطرافه كان يمان قد وصل إلى الكوخ من الجانب الآخر وكل هذا المنظر كان أمام عينيه لكنه لم يدخل عليها لم يحتظن طفلة لم يساعدها لم يحمي الطفل كل مافعله هوه المراقبة والصمت لا أنكر أنه قد ذرف دمعه قام بمسحها بسرعه مثل الذي يخبر قلبه لا تحزن انت اقوى من هذا ،لكنه مخطئ فلا يوجد بالحياة شي اروع من الأطفال وخصوصا أنه انتظر سنين ليرزق بطفل ،هو اختار التخلي عن طفله في سبيل مروج التي يحبها ويخشى والدها هو فضل أن يبقى بسلطة أعلى وعلى الرغم من أنه من أسباب السلطة انذالك هو كثرة الأولاد لكنه يخشى أن يخسر كل شي ،اقتربت مروج من نمار والطفل فرف قلبها لرؤيته ولم تستطع أن تسيئ له لأنها تحب رؤية الأطفال ولم تستطع أن تفرط به أو تتخلص منه ،فخرجت وأمرت الرجال بالخروج من الكوخ وبقيت نمار خائفة يصدر صوت تنفسها العالي وهي مغطاة بالدماء من الولادة حاضنه لطفلها ترتعش ثم التفتت فرأت يمان واقف في الجانب الآخر مما جعلها تفقد قواها المتبقية نزلت أكتافها متنهدة بصوت عالي ،كأنها تقول خاب ظني بك لو لم تكن تعلم بما مررت به لكان اهون على قلبي لكنك لم تكن لتستحق الحب الذي اوصلني إلى هذا الحاله لا بل أنا من أوصلت نفسي إلى هذه الحالة وبعد لحظات سمعت أصوات خارج الكوخ وفجأة دخلت جدتها والقت عليها غطاء غطتها وطفلها به واحتضنتها أما نمار فلقد فقدت الوعي لقد امنت واترتاحت اخيرا لقد تركت نفسها لتعيش آلامها أما والدها فتبين أنه الكبير على القرى كلها ونمار بمثابة بنت أمراء ولها شأن عظيم ،لقد تعب والدها في تربيتها والحرص على تعليمها القراءة والكتابة والتداوي بالاعشاب وفك السحر وهذا ماساعدها عندما كانت منومه في بدايات حملها وتعلمت الفروسية كانت مدلله والدها ،اما والدها فقد وبخ يمان لعدم احتفاظه بأبتنه وجعلها تعاني لوحدها و الطفل الذي كان هو سيد هذة الأمة وميزان الحكمة والذي نقش على محبس والدة الذي يوصيه بأن يكون له ولد يحمل اسمه ويحافظ على نسلة فالاولاد عزوه ،وعندما استفاقت نمار طلبت من أبيها الذهاب معه إلى قريتها وان لا تسمح ليمان بأن يرى طفله وان يسجل الطفل باسم أبيها فيمان لايستحق أن يكون اب ،اما أهل قريته عندما سمعوا يمان رأى طفلة وزوجته بهذا الحاله وأن طفلة ولد في كوخ مهترء فقد احترامهم وفقد مكانته وقيل بأنه خرج من القرية ولم يراه أحد ، نرى من هذة القصة أن الحب ليس كل شئ في الحياة فأذا احبتت يجب أن يكون الحب من كل الجوانب وكل النواحي لا تحب الشخص لوجهه أو ماله أو مكانته ولا تستعجل في الاختيار فالاختيار الخاطئ يودي بنتائج سلبية ، لان نمار لم تكن مظلومه هي من قبلت بالظلم على نفسها كانت جدتها قادرة عن الدفاع عنها لكنها أعطت الإشارات لجدتها لتلتزم الصمت وتتركها تذهب مع يمان فقط لأنها اعجبت بجماله وفي النهاية هي من عانت ما عانت لان اختيارها لم يكن بحكمة وعناية .
أتمنى أن تبدوا رأيكم بالقصة
الكاتبه م.أشواق
أنت تقرأ
كانت ليلة واحدة
Romanceالقصة لفتاة اتهمت ظلما واحبت ظالمها وعاشت بعيدة عن أهلها لتكون بالقرب من حب حياتها القصة رومانسيه حزينه ومشوقة