لقاء اول

335 0 0
                                    

لم  يستطع يعرب يومها النوم كانت افكاره مشوشة إلى حد كبير كيف يستمّر بهذا الشيء كيف يعشق حبيبة صديقة وأي صديق إنّه أمجد صديق طفولته و رفيق الشّباب كيف يمكنه محو ماري من خياله  " اووه ماري ما أحلاه  من اسم "  حدّث نفسه بصوتٍ مرتفع وعاد يتقلب في سريره ، عاد يفكر فيها حين أغمض عينيه محاولا النّوم مجددا تجسدت ماري أمامه  إنّه يحفظ أدق تفاصيلها كان خيالها هو لعنته الكبرى التي سببت له الأرق ليالٍ كثيرة وستجعله يعاني من الأرق لأيام قادمه كل ما أغمض عينيه كانت  حاضرةً في خياله وكأنها تقف أمامها بضحكتها تلك  وعيناها السوداوان  ما أجمل شيءٍ فيها كان يسأل نفسه دائما ما  هو اجمل شيءٍ في ماري ؟ أهي جميلة حقا أم انه يتوهّم كلّ هذا الجمال لازال يذكر لقاؤه الأول بها حدث هذا منذ سنة تقريبا حين كان في السنة الأولى من الجامعة أنهى المحاضرة الثانية لذلك اليوم وقرر العودة إلى المنزل لا زال يجد صعوبة في دراسة الحقوق مع أنه كان يحلم بدخول هذه الكلّية  ولكن الواقع شيء مغاير الجامعة لم تكن كما يحلم كل شيء كان جامد بدأ يكرهها شيئا ف شيئا ... خرج من مبنى كلّية الحقوق واتجه إلى المنزل ولكن  أمجد اتصل به وهو في طريقه  باتجاه مدخل الجامعة الرئيسي وأخبره أنه ينتظره في مقهى كلّية الآداب  ليراه قليلا قبل دخوله إلى محاضرته  كانت الساعة لاتزال مبكرّة على العودة إلى المنزل وقام بتغير وجهته قاصدا مقهى كليّة الآداب حيث أنّ أمجد يدرس الأدب الإنكليزي  حين وصل إلى المقهى كان أمجد يجلسُ وحيدا على أحد الطاولات اتجه صوبه وجلسا سوية وبدأت بينهما الأحاديث اليومية فهما يريان بعضمها كل يوم تقريبا منذ ما يقارب السبع سنوات هو يعرف كل شيء عن امجد وبدوره امجد يعرف كل شيء عنه وبرغم كل الطباع والاهتمامات المختلفة بينهما فهما لم يفترقا منذ ذلك الوقت  يبدأ الاختلاف بينهما  من الناحية الجسدية حيث أنّ يعرب كان يمتلك جسدا نحيفا بعض الشيء ذو بشرة سمراء وعيون ضيقة بنية اللون و شعر اسود خفيف أما امجد فقد كان يهتم بجسده كثيرا ذو بنية جسمانية جيدة وبشرة بيضاء وعينان خضراوان وشعرٍ كثيف مائل إلى الأشقر وقد كان شديد العناية بمظهره الخارجي  على عكس يعرب الذي كان ينسى أحيانا ان يسرح شعره صباحا والاختلاف لا ينتهي هنا بل يمتد إلى الاهتمامات  والهوايات على الرغم  من كلّ هذا فقد كان الواحد منهما يرتاح بوجود الآخر  التدخين كان من الأشياء  المشتركة بينهما  بعد تبادل الأحاديث اليومية اخرج أمجد  سيجارة له وأخرى ليعرب ولكن يعرب أقترح أن يشربا القهوة سويا كونه لا يستطيع إلى الآن أن يتحمل طعم الدخان بلا شيء يشربه  ف ترك امجد على الطولة وذهب ليحضر كاسين من القهوة كانت المقهى مزدحمة   فاليوم هو أول أيام الاسبوع  وضجيج الأحاديث يرتفع من كل الطاولات لا يحب يعرب الاماكن المغلقة والمزدحمة بهذا الشكل وما زاد الوضع سوءا الحرارة العالية   رغم أن تشرين الأول قد شارف على النهاية ولكن الصيف لم يغادر بعد  ، قدم عامل المقهى الكأسين ليعرب وعاد بهما إلى الطاولة ولكن أمجد لم يكن وحيدا بل كان بصحبة فتاتين  إحداهما كانت شقراء  ذات ملامح طفوليه أما الأخرى فكانت ماري
- أمجد :واخيرا أتيت هذا صديقي يعرب لقد حدثتكم عنه   ،اجلس يا يعرب اقدم لك فرح وماري  إنهما يدرسان معي الادب الإنكليزي
- ماري :أهلا يعرب أنا ماري  ما معنى اسمك ؟
- أهلا بكما لصّراحة لستُ ادري
- ولكن يجب أن يعلم الإنسان ما معنى اسمه
- فرح : يا ماري اتركي صديق أمجد بعيدا   إنّ ماريّ دائما هكذا لا تأخذ موقفا منها يا يعرب
-أمجد :  دعيه يدافع عن نفسه إنه صديقي وأنا أعرفه
- يعرب :بالمناسبة أسمك جميل جدا ،ما معناه ؟
- فرح : الآن ستبدأ بالشّرح الذي تحبّه إن ماري مولعةً باسمها
-ماري : هو اسم القدّيسة مريم  أم يسوع بنت عمران و يعود في الرومانية إلى الإله  مارس أمّا في البابلية فهو تفخيم  لماري اسم المدينة القديمة على ضفاف الفرات
-يعرب: هو اسم جميلٌ حقا
-فرح:  دعونا من الأسماء الآن اتعلم يا استاذ امجد أن استاذ المقرر ...
هنا بدأت فرح بحديث يخص الأدب الإنجليزي هذا الحديث الذي لم يستمع له يعرب أبدا فقد كان ينظر إلى ماريّا بدهشة طفل يرى المطر للمرة الأولى كانت مدهشة حقا ذلك الوجه الواضح المعالم و الذقن الحاد والبشرة السمراء الصافية التي توهمك بانك تستطيع شمّ رائحتها  في  محلٍّ للعطور وجسدٌ متناسق بطريق جميلة جدا  اما اكثر ما يثير الدهشة في ماري كانت عيناها السوداوين  كانتا واسعتين جدا ونقيتين كانت أمامه تشرب عصيرا تمسكه بيدها بطريقة عفوية جدا وشفتيها الغليظتين بدون أي  نوع من احمر الشفاه أي جمال هذا   اما ملابسها فكانت في غاية البساطة حيث كانت ترتدي  بلوزةً سوداء مع جينز ازرق ذو درجة غامقة  و حذاء رياضي اسود اللون كما انها كانت ترتدي خلخالا في قدمها اليسرى كانت مدهشة  إلى الحد الذي جعل أيعرب يبقى صامتا طوال الجلسة التي استمرت حوالي الساعة  وحين  جاءت ساعة  المحاضرة  قالت له ماري
" يا لك  من شخص  صامت أم أنّ حديثنا لا يعجبك " كان يعرب يريد ان يقول لها إنّ إعجابه الشديد هو ما   دفعه للصمت ولكنّه لم يستطع الرد حيث أنها كانت قد وقفت  وهمت بالرحيل ولحق بها أمجد وفرح  أما يعرب فعاد إلى المنزل ولم تغب صورة ماري من خياله منذ ذلك اليوم.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 16, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

غرائز ماريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن