مشهد لم اعهده من قبل..فتاة تبكي امام النهر في ذلك الوادي الأخضر تحت ذلك الخيط الرقيق من ضوء القمر ينعكس علي خصلها الحريرية..
لما لفتاةٍ جميلة ان تبكي و تذرف تلك القطرات في هكذا مكان واسع؟
تضم نفسها كلؤلؤٍ مختبئٍ في صدفٍ يحتضن نفسه بعيدا عن المحيط...فستانٌ كوردةٍ بيضاء تنثره علي ذلك العشب الأخضر...
شهقاتٌ كنحيب الأطفال...كيف لظلامٍ ان يؤذي تلك البجعة البيضاء؟ اي وحشٍ هو هذا..؟
تنسدل خلاصاتها الذهبية كضوء الشمس تخفيها بداخلها كمن يحفظ لؤلؤةً من العالم...
فقط من قد آلم هذه الجمال؟
اأذهب إليها..؟ او قد تختبئ اكثر..؟
من يأبه...
كيف لفضولٍ ان يقتلني بهذا القدر..؟آنستي..ما رأيك برقصة تحت ذلك الضوء..؟
قد انبهرت حقاً كيف لمخلوق ان يؤذي تلك الزهرة..؟! اي وحش هو هذا..؟
نظرتها مليئة بالبكاء..حقاً كيف لوحشٍ ان يؤذيها...
قد ابتسمت؟!..
احم...آنستي لنرقص سوياً...
حقا قد اومئت!! يالهذا العالم كيف لها ان توافق بتلك البساطة...؟
حقا اي نقاءٍ هو هذا...
امد يدي شعوراً بكسرها...امسكتْها..؟!
لما تفوقُ كل توقعاتي...
حسناً حركةً لليمين حركةٌ يساراً...بسيطةٌ لا تعلم الرقصة...تستمر بدهس قدمي..لكن اي دهسٍ هو هذا؟ خفيفةٌ كالفراشة..كأنها تدغدغ قدمي...
لنتشابك الايادي...ها انا ذا اتكلم بلا تفكير..عجباً...
ابتسمت مجددا..مهلاً...اشبكت اناملها بخاصتي...!
فقط كيف لها ان تكون بتلك الرقة اناملها...كالحرير تتشابك بأصابعي..
احيطها بساعدي..
هيا فقط اتبعي حركاتي...
و ها هي خطوة..اثنتان..ها نحن نتمايل تحت شعاع القمر فوق العشب الناعم
حركة فأخري...هيا استمري بالدوران...
ابرُمها مراراً و تكراراً لأري فستانها كالزهرة تنفتح بتلاته...تطاير خصلاتها تحت ضوء القمر...ابتسامتها النقية...هي فقط آسرةٌ بكل تفاصيلها...ها هي تحكي لماذا ذرفت تلك الدموع..حقا..؟ فقدتي هرتك..؟
يا إلهي ما هذ اللطف و تلك البراءة..! تبكي لقط..!
آه يا فتاة استطيع جلب قطةٍ اخري غيرها...
قهقَهتْ لأقوم بالمثل و ها نحن نكمل رقصتنا
نتمايل لتنتهي رقصتنا...
لقد شكرتني!!
انتهت تلك اللحظة بسرعة كمن تلاعب بساعته...اي حظٍ هو هذا لما يركض الوقت كمن تأخر علي أول يوم دوام في العمل..؟!
ها هي تركض بسعادة لتختفي عن ناظري و هي تبتسم..
لن أنساك يا سيدي شكرا لك..
ألوح لها بحزن كم تمنيت لو كانت تلك الرقصة اطول كالأبدية مثلا....
عجيب لم اسألها حتي عن اسمها..فقط رقصة تحت الضوء...
اأنا مجنون..؟ احببت فتاة فقط عند رؤيتها في مشهد...
لنذهب يا نفسي فقد جننتِ بالكامل...
حقاً يتعجب المرء كيف لمشهدٍ أن يصبح السلام و السعادة بداخل القلوب...
فقط مشهداً قد يوقظ بعض النائمين و منهم القلوب....
آهٍ لو تعلم ان رؤيتها بهذا المشهد قد اوقع ذلك الاحمق بداخلي في حبها...
عجيبٌ امر الحياة كم من مشهدٍ نقابل و كم من موقفٍ لا ينسي...
مشهدٌ قد صورته بقلبي و حفظته بعقلي....
شكرا لكي علي ذلك المشهد الذي قدمتيه يا ذات التفاصيل الآسره.....