.
المدينة تَعجّ بتلكَ المخلوقاتِ الغريبة ,لا أحد حقًا يعرف شيئًا عن هويتهم الحقيقَيّة أو سبب تواجدهم بيننا هنا على كوكب الأرض
يجولون الشوارع و الطرقات بين العامّة ,فَوقهم أو حتى من خلالهم ,منهم حسن المظهر و منهم الفظيع ,منهم الطَيب ومنهم الخبيث ,من السهل معرفة ذلك فقط عندما تشعر بالهالة التي تحيط بهم
يبدو ألّا أحد يَشعر بتلك الهالة أو يَراهم فَما من شخصٍ يُبدي أيّ ردةِ فعل عندما يَمر أحدهم مِنْ أمامِ ناظرَيْه...
عداي.
-كانت تقف بجانب والدتها في رصيفٍ يُقابل أحد حدائق شيبويا العامة ,فتاةٌ يبدو أنها في السابعةَ من عمرها ذاتُ شعرٌ منفوش يُضاهي الفحم سوادًا لا يَتعدى كتفَيْها ,وعَيْنَين واسعتَيْن يَتوَسطهما حجرَين من اليَاقوت
تُمسك باصبعِ والدتها لصغر حجمِ يَدها بإحكام خَوفًا من الضَياع والإفتراق عنها ,لَكن ما لَبِثت حتّى أفْلتَتْها لتَهمّ بِالركض لِشُعورها بِشيئٍ يحمل هالتًا بهيجة
"مي-تشان! لا تركضي فجأة هكذا ستتوهين عني!!" صاحت والدتها بتَوبيخ فَورما أحست بِتلاشي قبضة ابنتها عَن اصبعها ,لَكن بطبعِ ابنتها لم تقم ميكاكو بالاستماع لها بل أكملت السَير وقفزت مِنْ فَوقِ السور لِتدخل عِوضًا عن استخدام المدخل
ركضت تجاه أحد الأراجيح و توقفت على مقربة منها ,وظلت تحدق بها بصمت
' علمت بأنه لطيف فلم يقم بإيذائي وماما كان وردي اللون و صغير الحجم تماما مثل حجمي! و كان يشبه الهلام أيضًا! لكن ماما لم تستطع رؤيته :(( لكن كان هنالك ذلك الفتى يبدو أنه في مثل عمري! أريد حقًا أن أقابله مرةً أخرى '
"مي-تشان! ,ها أنتِ ذ-...مالذي تُحدقين بِه" قالت والدتُها بِنفسٍ مُتقطّع جرّاء ركضها وراء اِبنتها 'ميكاكو' ,مُستندةً بِيَديها على ركبتَيها
التفّت تِجاه والدتِها ثُمّ رفعت يدها لِتضع سبّابتها أمام شفتَيها "شش!" أطلقت هذا الصوت مشيرةً لها بألّا تُتابع الحديث
ثُمّ عادت تنظر إلى الأُرجوحة مجددًا وقامت بِالإشارةِ إلَى الأُرجوحة باِصبعها لِتكمل حديثها "ألّا ترين بأنه يحظى بوقتٍ ممتع؟ لا تعكري صفوَ مزاجه! فما أتَيت إلّا لِمراقبتهِ فحسْب" ,بدا العبوسُ على محياها عِندما أدارته تِجاه والدتِها في نهايةِ حَديثها
لكنّها تحولت لابتسامةٍ مُشرقةٍ عِندما تَكلمت ثانيةً "ألا تنبعثُ مِنه هالة جميلة جدًا!"
سَجدت على رُكبتَيها لِتصلَ إلى مُستَوى الطِفلة "مي-تشان..." قطبت حاجبَيها بِقلق واضحٍ عَلى قسماتها بَينما كانَت تُحدق بِابنتها التي كانَت لا تَزالُ تَبْتسِم ,دونَ أَنْ تُبعِد ناظرَيْها وَلَو لِهُنَيْهط عَنْ الأُرْجوحة ,فَهي بِبَساطة لا ترى ما كانَت تَتحدّث عَنهُ ميكاكو