"كوتوها!"
كنتُ أقلّب صفحاتِ أحد المجلات ، حثًا عمّا قد يَجذب اهتمامي، حتّى سمعتُ أخي الأصغر تشيفويو يُناديني مِن خارج الغرفةرمَيتُ المجلة جانبًا ونهضتُ مِن فراشي كَي أسمح لهُ بالدخول "ماذا؟" رفعتُ أحد حاجبَي بَينما اتكأتُ على إطارِ الباب في انتظار ردٍ منه، تنهّد قبل أن يُفصح عَن سبب مجيئه ,ما جعلني أُلقي اهتمامًا أكثر لحديثه
"العشاء جاهز، وأيضًا والدانا يريدانِ الحديث معكِ"
امسكتُ ذقني باصبعيّ بَينما بدأتُ استرجع ما قَد أكون فعلت مِن مصائب في الأسبوع الماضي، لكن لا شيء مهم حقًا طرىء إلى بالي لذا عاوَدت النظر له لأسأله مرةً أخرى "لما؟ ما فعلتُ شيئًا الفترةَ الماضية" اكتفى بهزّ كتفيه بجهل وهمّ بالنزول فتبعتُه
جلسَ كلانا على طاولة العشاء وكان والدانا يَجلسان في الجهة المُقابلة لنا، "إذن؟..لقد أخبرني فويو بأنكما تريدانِ الحديثَ معي بشأنِ أمرٍ ما" قلتُ وأنا أنظر لوالدَي، لأبدأ بالأكل فَورما انتهَيت مِن حديثي
"أوه أجل! كما تعلمين بما أنكِ الأن في سنتكِ الأخيرة من المرحلة الثانوية..لقد أردنا إعلامكِ بأننا كُنا نفكر في البحثِ لكِ عَن خطيب ويُمكنكما الزواج بعد إنتهائكِ مِن دراسة الجامعة!" قالت والدتي بوجهٍ بشوش وصفقت بيديها بخفة، ونظرَت إلى وجهي الذي حمل تعابيرًا مُخالفة لخاصتها تمامًا
أجفلني ما قالتهُ فجأةً فما كان لي إلا أن شهقتُ بغير تصديق مما أدى لاختناقي بما كنتُ آكله، ربّت تشيفويو على ظهري وقام باعطائي كأسًا مِن ماء، شربتُه دفعةً واحدة ثمَ زفرتُ ما بداخلِ رئتيّ مِن هواء "خطيب؟ زواج؟؟" صِحتُ باستهجان، ما زلتُ تحتَ تأثير الصدمة
"أجل...لا بأسَ باخبارنا إن كانَ هنالك أيّ مشاكل!" أمالت أمي رأسها للجانب قليلًا، على فاهِها ابتسامةٌ
من الواضح أنها في انتظارِ تفسيرٍ ما، علي أن أفكر بعذرٍ يُخرجني مِن هذهِ الورطة، بسرعة يا أنا أيُّ عذرٍ قد يَفي بالغرض!وَجدتها!
نهضتُ مِن مكانيَ لأضع يديّ فَوق الطاولة "ل..لدي حبيب!" كان أول ما خطر في بالي، ولم أفكر مليًا قبل البوحِ بهِ فقد كانَ الحل الوحيد المتاح لديعَم الصّمت حتّى قرر أحدهم التّدخُل
"مُنذ متى وأنتِ ت-"
كان تشيفويو على وَشك إنكار ما قلته، لأقوم بدهسِ قدمهِ تحتَ الطاولة، نظرتُ إليه بَينما كُنت أعقد حاجبيّ بامتعاض، لحسن الحظ قَد فهِم ما اعنيه وخَرس"لا بأسَ بذلك يُمكنك إحضارهُ في أيّ وقتٍ قريب لنتعرف عليه!" قالَ والدي وابتسامةٌ بشوشة قد شقّت طريقها لوِجهه
يالهي... مِن أين ليَ بحبيبٍ لكَي أُعرفهُ علَيهما "اه.." اعتقلَ لسانيَ عَن الكلام فما ظننتُ قط أنهما سيُريدان رؤيتَه