أهلا أيها القارئ العزيز
كيف مضى يومك أتمنى لك حياة سعيدة،خاصة بعدما أصابك الفضول حين تلقيت إشعار أنني كتبت فصلا جديدلقد بدأت أعتاد على الوضع،كنت متحمسا جدا لمناقشتك في موضوع أجده غامض،و هو الحب. في حياتي السابقة لم أكن أحب أو حتى كنت محبوبا..على العموم كنت يتيم الأبوين،و تذوقت مرارة الحياة لوحدي دون إسناد ظهري على أحد لا أتذكر معاناتي بشكل جيد، لكن و كل ما يراود مخيلتي كلما أغمض عيني هو حزني الشديد ذلك اليوم..اللعنة لا اتذكر السبب،ذاكرتي مشوشة.. لكني اذكر انه كان يوم ممطر دامس مرعب،جلست على حافة الطريق منهارا سامحا لقطرات المطر السامة بإختراق ملابسي الخفيفة..و في تلك اللحظة نٓمت في فكرة جديدة قد تجدها غريبة لكن عقلي إستوعبها و سرعان ما طبقها..أظن أنك خمنت ما هي الفكرة،نعم جيد،كانت فكرة الهروب و العيش في مكان حيت أتواجد انا و مخيلتي التي لم تعد تتحمل العيش بين أربعة جدران تملءها رسوم غريبة و بقاع الدم المتناثر التي لم أقم بجهد لتنظيفيها...على خلاف بقية المراهقين لطالما وجدت نفسي مختلفا عنهم و كأن رجل دو اربعين عاما يتحكم في جسدي النحيف،لم أفكر قط في الإنتحار..و ما سبب إنتحاري على العموم انا لن ارتاح من عذابي النفسي حتى وإن كنت جثة هامدة سيستمر الناس بمضايقتي حين يزورون قبور أعزائهم بينما قبري جف ينتظر سقوط دمعة واحدة لتنبت زهرة توحي لهم أن شعلتي لم تنطفأ..سأعاني حتى لو فررت من العالم منتهيا بي المطاف برمي نفسي من أعلى بناية لأني غير قادر على دفع تكلفة السم..ظروفي لا تسمح لي بالموت موتة رحيمة
هل أصبحت تعي الأن لماذا إخترت الإبتعاد؟
وفي أخر المطاف انا لا أتنظر معارضتك لرأيي فقد هربت على كل حال و ها انا بين ظلال الأشجار،أعيش في بيت خشبي رديء هجره أهله تاركينه وسط غابة باسقة يخشاها،لكني لم اخبره ان مكوثه هنا احسن له من أي يكون عنصرا من عناصر شارع تخطو وحوش يوميا على أرضه،و يبدو و رغم هيئتي البشرية إلا ان فكري و حواسي لا تنتمي لهم،لقد تجنبت الإختلاط بما يسمون الأصدقاء منذ الصغر لجئت لتخيل صديق لي و هو جونغكوك الذي يشكل جزءا من حياتي الأن،فلم يرفض الهروب معي بل هو مستعد للموت معي..و هذا هو ما يسميه البشر بالحب ربما..مشاعر تفيض من القلب لا يستطيع المرء كبحها..لقد أصبح جونغكوك مونس وحدتي أكلمه كل ساعة و كل دقيقة يشاركني نفس المشاعر و الأفكار،إنه ملاك حقا،لن اجد شخصا مثله حتى لو جبت العالم باسره فهو في الاخير يظل كائنا من صنع مخيلتي،و الذي اصبحت أحبه كثيرا و تعلقت به...أنا و هو و بيتنا المهترئ نعيش معا بعيدا عن عالم ينهب فيه القوي الضعيف لكي تصبح له سلطة عل من هو أقوى منه...عالم يسوده حقد قابيل و بغظه