الفصل 1

158 7 7
                                    

عندما يبكي توأم روحك، ستدمع عيناك. لقد رأيت حالات يبكي فيها أحد أصدقائك بشكل غير متوقع بينما تتجاذبان أطراف الحديث. كان هذا يقلقك في البداية، لكنه شرح لك بسرعة أن "توأم روحه يبكي".

لم تشعر بتوأم روحك يبكي أبدًا. عيناك لم تدمع قط إن لم تخنك الذاكرة، على الأقل. جعلك هذا تعتقد أن توأم روحك شخص قوي، شخص لا تتأثر عواطفه بهذه السهولة.

إنك معجب به، حتى و إن لم تكن تعرفه بعد.

من ناحية أخرى، كنت تبكي من أجل كل شيء؛ فيلم حزين، خصام بين الأصدقاء، التوتر... هذا يجعلك تشعر بالحرج في الواقع. كنت تأمل فقط ألا يتضايق توأم روحك من بكائك...

"هل من شيء يدور في ذهنك؟" سمعت صوتًا عميقًا يقترب منك، و تعرفت بسرعة على الصوت و استدرت، رأيت الشاب طويل القامة صاحب الشعر الكستنائي، جان. يضع كوبين على المنضدة و تجد رائحة الشوكولاتة الساخنة طريقها إلى أنفك على الفور. ثم جلس أمامك.

"أفكر فقط في توأم روحي، هذا كل شيء" قلت بابتسامة خفيفة.

رفعَ حاجبًا إذ أثار الموضوع اهتمامه: "قلت أنه لم يسبق لك و أن بكيت بسببه قط، أليس كذلك؟"

"كلا. لا أتذكر ذلك..."

"لابد أن يكون حالك كحال ساشا إذًا. كما تعلم، عرفَت أن كوني كان توأم روحها فقط عندما لمحها الأحمق مع راينر. أتذكر؟"

ضحكت بمجرد تذكرك للموقف فقد بدا هستيريًا بالنسبة لك الآن، ولكن ليس في ذلك الوقت. كان لدى المسكين كوني مشاعر تجاه ساشا، وعندما حاول الاعتراف لها أخيرًا بمساعدة منك و جان، رأى ثلاثتكم فتاة البطاطا تسير مع راينر و هي تبدو سعيدة جدًا. جعل المنظر كوني يبكي من فوره من شدة القلق، و تمكن كلاكما من رؤية كيف انهمرت الدموع من عيني ساشا في نفس اللحظة.

لحسن الحظ، كان راينر مجرد صديق لساشا لا أكثر. كانت النهاية سعيدة في نهاية المطاف، و كان أربعتكم -ربما ثلاثتكم فقط- تضحكون على الذكرى بين الحين و الآخر. يشعر كوني بالحرج و حسب، ولكن لولا ذلك الموقف لما كان ليعرف أبدًا من هو توأم روحه وقتها.

"كنا محظوظين. أنقذ كوني نفسه بالبكاء في تلك اللحظة..." أخذت رشفة من فنجانك و تذوقت الشوكولاتة الساخنة بسرور. "و من حسن حظنا أن ساشا لم تعارض فكرة توأم الروح..."

"من كان ليعرف أن طفلًا باكيًا يختبئ داخل شابٍ مهرج مثله. أنا سعيد لأنهما باتا معًا الآن. إن لم يكن الأمر كذلك لكانت ساشا تعاني من الدموع حتى يومنا هذا"

وافقت على كلامه.

"أوه..! ماذا عن توأم روحك؟ هل يبكي كثيرا؟" سألته مع إمالة رأسك.

معك إلى الأبدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن